إختبارات العقم
قد يمكن التعرف على أسباب العقم من الفحص الطبي ولكن في حالة عدم الاستدلال على مشكلتك من خلال الفحص أو الكشف الطبي وسرد التاريخ الطبي، فأنت بحاجة إلى اختبارات متخصصة محددة.
بالنسبة لكِ، فإن أول خطوة في اختباراتك هي معرفة ما إن كان يحدث تبويض كل شهر أم لا. ويتم ذلك بإستخدام بطاقة تسجيل درجة حرارتك صباح كل يوم وبإستخدام العبوة المنزلية للكشف عن التبويض المصرح بها من إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية (متوفرة بدون تذكرة طبية) أو عن طريق فحص مخاط عنق الرحم الذي تجري عليه عدة تغييرات خلال الدورة الشهرية تحت تأثير الهرمونات.
يستطيع طبيبك الكشف عن التبويض في عيادته بعينة من الدم للكشف عن مستوى الهرمونات وعن طريق الموجات فوق الصوتية للمبيضين. فإذا كان التبويض يحدث فسوف تحتاجين إلى اختبارات أخرى.
وتشمل قائمة الإختبارات المتعارف عليها:
* اختبار ما بعد الجماع : وهو فحص الإفراز المشترك للرجل والمرأة عقب الجماع (ولا يغني هذا عن اختبار السائل المنوي، وهذا الإختبار قليل الإستعمال هذه الأيام).
* منظار البطن الضوئي: وهو إختبار جراحی يجري في العيادة الخارجية المجهزة لحالات اليوم الواحد لفحص الجهاز التناسلي للمرأة بحثاً عن حالة فرط نمو (شذوذ) بطانة الرحم أو حالة أنبوبتي فالوب أو آثار تليفات بالحوض. وطريقة إجرائه هي إستخدام منظار ضوئي مصغر يدخل من خلال فتحة لا تتعدى بوصة واحدة. تحت السرة مباشرة مع استخدام التخدير العام.
*عينة من بطانة الرحم: وهو فحص قطعة صغيرة من بطانة الرحم للتعرف على طبيعة ونوعية بطانة الرحم.
إذا لم تكوني قد أجريت هذه الاختبارات فاسإلي طبيبكِ عنها. فلا فائدة من الإستمرار في العلاج ما لم تتم دراسة كل الاحتمالات التي تتسبب في العقم. وتذكري جيداً أنه لا يتم إجراء كل هذه الفحوص دائماً، فتقييم حالتك يعتمد على الكشف الطبي وتاريخ المرضي ونتائج الفحص الطبي والاختبارات والتحاليل السابقة.
فكرة ذكية
إذا كنت تفكرين في إجراء تغيير من طبيب النساء إلى أخصائي الخصوبة فقد تحتاجين أن تفعلي ذلك قبل اجراء عملية منظار البطن التشخيصية.
الحصول على رأي آخر (أو إستبدال الطبيب)
لأنك المريضة فإن وظيفتك هي تقييم الرعاية التي تحصلين عليها. وتثقيفك لنفسك حول العقم هو الإتجاه السليم لتقومي بتقييم وضعكِ. وقد يكون الوقت قد حان لاستبدال الطبيب في الحالات التالية:
* إذا لم يكن لدى الطبيب خطة واضحة للعلاج أو أنه يكرر نفس العلاج لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر بدون نتيجة .
* العلاقة غير جيدة بينك وبين الطبيب وتشعرين بالحرج من سؤال الطبيب أو تشعرين أن ما يشغلك لا يعنيه.
* طبيبك يعوزه التركيز وأنت تذكرينه من آن لآخر بما أجريت من الاختبارات.
* إذا كان انشغاله بالولادات يأخذ معظم الوقت الذي من المفروض أن يكون لكِ فيه نصيب كحالة عقم.
* العلاج الهرموني لا يتابع متابعة دقيقة.
العقم غير المعلل
تأتينا إختبارات الخصوبة بالنتائج التي يُبني عليها وسائل وطرق العلاج المطلوبة ولكن حوالي من 80 إلى 90% من حالات العقم تعالج إما بالدواء وإما بالجراحة. ولسوء الحظ ورغم إجراء كل التحاليل والاختبارات المطلوبة توجد نسبة تتراوح ما بين ۱۰ و15٪ من كل الأزواج المصابين بالعقم لا تكتشف فيها أبداً السبب وراء عدم الحمل أو عدم إستمرار الحمل حتى يبلغ موعد الولادة.
ويطلق على هذه المجموعة إسم مجموعة العقم غير المعلل (أي العقم بدون تعليل أو تفسير)، ومن هذه المجموعة يحدث الحمل لحوالي 20٪ كل سنة لمدة ثلاث سنوات. ولا ينجح الباقون في الحصول على حمل. وعلى أية حال فإنه حتى في حالات العقم غير المعلل يمكن لأدوية الخصوبة ومجموعة من وسائل التقنية الإنجابية المساعدة أن تؤدي في النهاية إلى حدوث الحمل.
أدوية الخصوبة
إذا كان التبويض لا يحدث لكِ طبيعياً، إذاً يمكنك إستخدام التبويض الصناعي (بمعنى إحداث التبويض بشكل مصطنع). ويتم العلاج بدواء الخصوبة كلوميد أو مادة أقوى في تأثيرها ومنبهة لإفراز الهرمون مثل (بيرجونال) أو ميترودين أو هوميجون أو فرتینکس وهي الأدوية التي توصف في الغالب المريضات العقم بسبب عدم التبويض. ويجب مناقشة فوائد كل دواء وآثاره الجانبية (التي قد تكون بسيطة أو خطيرة ولكنها نادرة) مع طبيبك. يزيد عدد التوائم المولودة بنسبة من 10 إلى 20٪ من المواليد مع استخدام هذه الأدوية.
وهناك أدوية تستخدم في حدود معينة
مثل دواء بارلوديل (میسیلات بروموكريبتين)، الذي يستخدم لخفض نسبة هرمون برولاكتين المرتفعة بالدم أو عندما تحتاج الغدة الصماء (النخامية) المنبهة لإفراز الهرمونات الأنثوية إلى قوة دافعة منشطة لها.
وما بين ۸۰ و 90٪ من النساء اللاتي يعالجن بتلك الوسائل يبدأن في التبويض ولكن نسبة الحمل تكون قليلة وتعتمد على العوامل الأخرى التي قد تؤثر على العقم. ويجب ملاحظة أن النساء اللاتي يعالجن من العقم يكن عرضة للاكتئاب الذي يصبح في كثير من الأحيان شديداً. والعقم في حد ذاته يمكن أن يكون مسبباً للاكتئاب لكثير من الأزواج. هذا بالإضافة إلى أن أدوية الإخصاب تطلق تقلبات هرمونية يمكنها أن تسبب الاكتئاب عن طريق إعاقة عمل الإستروجين (وهو مضاد الاكتئاب الطبيعي). فإذا أحسست بأعراض الاكتئاب فناقشي طبيبكِ في هذا الأمر.
غير رسمي
توصلت دراسة حديثة أجرتها جامعة هارفارد إلى أن النساء اللاتي يتناولن العقاقير المنشطة للخصوبة تكون معاناتهن من الاكتئاب مساوية للنساء اللاتي يعالجن من السرطان مثلاً.
الجراحة
إذا لم تأت الأدوية بنتيجة في علاج المبيضين وقناتي فالوب والرحم، فالجراحة هي المطلوبة. ولأنها جراحات کبری، فالداعي الوحيد لها هو مدى النتائج الطبية المترتبة عليها.
الإخصاب المعملي
هو الجمع بين البويضة والحيوان المنوي في المعمل للحصول على جنين. وتستخدم هذه الطريقة عندما يحدث إنسداد لقناتي فالوب. وإليك طريقته: .
- أدوية لتنشيط وتنبيه المبيضين حتى ينتجا بويضات متعددة.
- عند نضج البويضات، تؤخذ بطريق الشفط من المبيضين ثم توضع في طبق مزرعة معملي مع السائل المنوي للزوج حتى يتم الإخصاب.
- ثم يوضع الطبق المعملي في حضانة خاصة.
- بعد مرور يومين ينضج حوالي أربعة إلى خمسة أجنة في طورهم الخلوي (من خلايا) وينقلون إلى رحم الأم. في خلال ما يقرب من 11 إلى 14 يوماً يجري تحليل الدم للتأكد من حدوث الحمل. إذا لم يحدث الحمل تعاد المحاولة مع الدورة الشهرية المقبلة.
ومع أن نتائج الإخصاب المعملي غير مشجعة إلا أننا يجب أن نتذكر أن نسبة حالات الحمل في الأزواج الخصبة السليمة التي تستمر حتى تنتهي طبيعياً بولادات حية هي 50٪ فقط، بينما تقل في حالة الإخصاب العملي إلى نسبة 23٪ من كل حالات الحمل بطريقة الإخصاب العملي (وتقل هذه النسبة إلى أقل من 10٪ في النساء اللائي تجاوزن سن الأربعين عاماً).
(ترتفع نسبة الإجهاض مع الحمل بالإخصاب المعملي أكثر مما في باقي الأفراد: ۲۰ إلى 30٪ من كل حالات الحمل بالإخصاب المعملي يحدث بها إجهاض في الثلث الأول من الحمل).
إذا لم توفقي في الحمل بالإخصاب المعملي بعد أربع محاولات تامة فلديكِ إختيار آخر لتجدي بديلاً عن تلك الطريقة.
نقل الأمشاج (أو الإخصاب) عبر قناة فالوب
الأمشاج المنقولة أو الإخصاب عبر قناة فالوب هي طريقة من طرق المساعدات التقنية الإنجابية قريبة الشبه بالإخصاب المعملي (ولكنها تقل في التكاليف عن الإخصاب المعملي إلى النصف وتحتاج إلى ثلث وقت الإخصاب المعملي) وتستخدم فقط إذا كانت واحدة من قناتي فالوب على الأقل سليمة. وفيها بدلاً من إخصاب البويضات في العمل يتم مزج من ثلاثة إلى خمسة من بويضات الناضجة مع السائل المنوي للزوج داخل محقن (سرنجة) معقمة لتوضع محتوياتها داخل قناة فالوب ليتم الإخصاب داخل جسمك. ويجب أن يتم ذلك تحت مخدر عام، مما يجعل الإفاقة غير مريحة.
ويستغرق الأمر حوالي ساعة ويحتمل نسبة نجاح أعلى قليلاً من معدل نجاح طريقة الإخصاب المعملي (نسبة الحمل حوالي ۳۰ ٪) ولكنه أيضا يحمل نفس إحتمالات الضرر وضغوط الإخصاب المعملي. وأقصى ما يسمح به من محاولات للإخصاب عبر أنبوبة هو أربع دورات شهرية.
نقل الأجنة (أي الحمل) عبر قناة فالوب
نقل البويضة المخصبة عبر قناة فالوب أو نقل الجنين أو الحمل عبر قناة فالوب هو توفیق ما بين طريقتي الإخصاب المعملي والإخصاب الأنبوبي. ويفوق الطريقتين في أنه بدلاً من جمع المني والبويضات في المعمل أو حقنهما في الأنبوبة الفالوبية فإنه يشبه طريقة وهي الإخصاب عبر أنبوبة فالوب إلا أن البويضة تنقل مخصبة (أي بعد تلقيحها) إلى قناة فالوب في طور أو مرحلة تسمى الزيجوت بدلاً من حقنهما منفصلين (بويضة مع مني).
وفي طريقة البويضة المخصبة يتم نقل البويضة المخصبة بعد إخصابها خارجياً إلى أنبوبة فالوب خلال فترة زمنية تبلغ مداها ما بين 18 إلى ۵۲ ساعة بعد أخذ البويضة ويستخدم لعملية النقل هذه إما منظار البطن الضوئي وإما جهاز الموجات فوق الصوتية عن طريق المهبل (المزودة بجهاز لهذا الغرض).
الأجنة المجمدة
تجمد الأجنة غالباً عندما يتم الحصول على عدد من البويضات في دورة شهرية واحدة أكثر مما يمكن نقله بأمان إلى رحم المرأة بعد الإخصاب. وبدلاً من التخلص من البويضات الزائدة فإن أغلب معامل أو عيادات الإخصاب تقوم بإخصابها ثم تجميد الأجنة الناتجة حتى يتم نقلها في دورات تالية.
وهناك طرق متعددة للتجميد ولذلك يمكنك المحافظة على إمكانية الحمل إذا ما أصاب المبيضين ضرر أو إذا أردت أن تجربي الإخصاب المعملي بشكل متكرر. وبهذه الطريقة يمكنك الإعتماد على كمية من البويضات المخصبة الخاصة بك يتم تحويلها إلى أجنة تجمد لنقلها في وقت آخر.
وتبلغ نسبة الحمل في حالة نقل من 2 إلى 3 أجنة حوالي من 15 إلى 20٪ ويزيد النفع كلما أعيدت المحاولات للنقل. وهذا الأسلوب مفيد في حالة ما إذا لم تحملي من أول دورة أو كنت تريدين طفلاً آخر في المستقبل.
مجرد حقائق :
*أحدث طرق تنظيم النسل تشمل الحقن الهرمونية والزرعات الهرمونية والواقي النسائي والإسفنجة الواقية.
* الأنواع الأحدث من حبوب تنظيم النسل ذات تأثير عالٍ وآمنة بشكل معقول لمعظم النساء اللاتي لا يدخنّ حتى سن 45 سنة.
* يطلق تشخيص (عقم) إذا لم توفقي في الحمل بعد مرور سنة من الزواج مع فشل محاولات الحمل.
* أغلب حالات العقم ينجح علاجها بالأدوية والهرمونات.
* التقنية المساعدة للإنجاب هي أكثر الطرق حداثة في مجال علاج الزوجين العقيمين وتشمل الإخصاب المعملي والإخصاب الأنبوبي ونقل الأجنة إلى أنبوبة فالوب.