ما الذي يمكنك أخذه للبيت من مكتبك؟ أقلام؟ مشابك الأوراق؟ دباسات؟ متى تكون تلك سرقة ومتى تكون سطواً؟ إن عليك أن تكون على معرفة بهذا الأمر، فقد تكون معرفتك مفيدة إن أردت أن توقف أحدهم عند حده. ذلك الشخص الذي قد يعتقد أنه ليس هناك ما يسوء في أن يأخذ من مكتبه إلى منزله كل ما لا يمكن ملاحظته. لكن عليك أن تلاحظ هذا وتظل ذاكراً إياه. فقد تجد في ذلك نفعاً بعد حين، أما أنت فلا يجب أن تأخذ شيئاً على الإطلاق.
إنني أعرف قسماً تم فصله بالكامل لأن الرئيس الجديد رأى أن أفراد القسم يرتكبون جرماً بالغا بأخذ نسخ من البرامج المستخدمة في حواسب الشركة إلى منازلهم. فكان لديهم في منازلهم أحدث إصدارات برامج الويندوز والورد والأوت لوك اكسبريس. لكنها لم تنفعهم حين اضطروا للمغادرة.
هل كانت تلك سرقة؟ حتى إن لم تكن كذلك، فإن المهم هو أنها أدت لفصلهم، فلو كان أحدهم يعرف أنه لا يجب عليهم فعل ذلك أو لو أنهم عرفوا نظرة رئيسهم لهذا الأمر ما وقعوا فيه.
ولذا، قبل أن تملأ جيوبك، تأكد أن الأمر يستحق ارتكاب كبيرة كهذه، وهل تلك الأقلام جذابة إلى هذا الحد؟ وهل ستكون قادراً على إطعام أولادك بما ستبيعه من أقلام حتى تتمكن من إيجاد عمل آخر؟!
لقد تحدثنا سابقاً عن القواعد العرفية في الحياة المكتبية. وقد يكون من بين ما يواجهك منها هو أخذ غنائم من المكتب إلى البيت. فإذا اخترت ألا تفعل ذلك، فاحرص على ألا يحسب عليك ذلك باعتبارك الشخص الرقيق الساذج، أو أي صفة تنتهي بنبذك عن زملائك. فعليك دائما أن تظل جزءأ من المجموع حتى لو لم تسرق مثلهم. اجعل رئيسك على علم بأنك لا تقوم بهذا السلوك، لكن احرص أيضاً على أن يراك الزملاء كواحد منهم.
احذر أيضأ من إجراء مكالمات مجانية أو استخدام شبكة المعلومات. وإن كانت تلك أموراً لا تعد غنائم منزلية، لكنها تظل سرقة طالما أنه غير مسموح بها. ومن السهل مراقبة من يفعل هذا، لذا لا تفعله.
إن التبديد قد يكون جزءاً من ثقافة العمل ٠ وامتناعك عن القيام به قد يلفت الانتباه لمن يقترفونه. فماذا أنت فاعل؟ وفي حين أنك تريد أن تبقى واضحاً وأمينا فإنك لا تريد الوشاية بزملائك. فهل ستستعين بالجمهور؟ أم ستتصل بصديق؟ إنك قد تختار أقل الضررين. لكن لكونك صاحب قواعد الآن فلن تلجأ لهذا. والأفضل أن تصارح زملاءك بأن لهم أن يفعلوا ما أرادوا، إلا أنك لن تكون شريكاً في هذه التجاوزات والانتهاكات -وحذرهم أولاً من هذه الأفعال، فإذا أصروا فقد جنوا على أنفسهم.