غير مسوح لأحد باستضعافك، أو تهديدك، أو الصياح في وجهك، أو إرهابك، أو إخافتك، أو التلاعب بك، أو التضحية بك، أو الإضرار بك بأي شكل -فأنت موظف -وإذا لم تكن تؤدى وظيفتك بالشكل المناسب، فيجدر أن يُلفت انتباهك إلى أخطائك بشكل هادئ وعقلاني. وأي تصرف آخر غير ذلك يعد إيذاء وإهانة.
فعليك إذن أن ترفض الإهانة. عليك أن ترفضها بتعقل وهدوء، وأن تطلب منهم التوقف عن ذلك في الحال وإلا لجاًت لكل الوسائل القانونية لإيقافهم. فعليك أن تعرف متى تكون حازماً.
لكن إذا كانوا يضايقونك بلطف -كما يفعل الآخرون جميعاً -فليس لك أن تخرج مطالباً بفصلهم. وإذا كان رئيسك ينتقدك أحياناً -كما يفعل مع الجميع -فليس بإمكانك أن تطلب له المحكمة الدولية لحقوق الإنسان لتوقفه، حتى لو كان خارجاً عن المعقول. وإذا قال لك أحد زملائك إنه سيلطمك على وجهك إذا أخذت قلمه مرة أخرى، فلا تنتظر أن يأتي مجلس اللوردات ليدافع عنك. فأنت هنا أمام حالة إساءة واضحة، وليست نوعا من الشدة والفوضى التي ربما تتوقعها في أثناء أوقات العمل المربكة.
إننا نعنى بالحزم أن تحدد لنفسك معايير، ترسم خطأ على الرمال وتقول: "سوف أتغاضى عن هذا، لكن ليس عن ذلك" أو تقول: "سأسمح لهم بهذا، ولكنى لن أسمح لهم بذاك".
إن الثبات هنا يشبه الحزم، فحين تكون حازماً تقرر خطك الأحمر بثقة قائلاً.
- " لن أسمح لأحد بأن يحدثني هكذا".
- " إنني أشعر بالتهديد والابتزاز وسوف أغادر الغرفة ".
- " أنا لا أقبل أن يهددني أحدهم على هذا النحو. سوف أبعث تقريراً بتلك الحادثة إلى الممثل الاتحادي أو رئيس العمل أو لجنة الصحة والأمان أو أياً من كان".
إذا شعرت بأن أحدهم يهددك أو يمارس سياسة التنمر، فالجأ دوماً للعبارة المكررة: " أنا لا أرضى بأن أعامل هكذا، أنا لا أقبل هذه المعاملة ". لكن لا تفقد أعصابك؛ لأنك لو فقدتها فسيشعرون بالانتصار عليك. فلتفز أنت.