قد تمر بأوقات تتسبب فيها بإغضاب الآخرين. والحقيقة أن كونك من أصحاب القواعد قد يثير غضبهم حتى لو لم يكن لديهم دليل على ما تفعل. فلا أحد يعجب بالأشخاص اللامعين -حين تكون منهم -حيث إنك تبدو كأحد الأشخاص الذين ينفصلون عن القطيع كي تبدو أكثر تميزاً وحنكة، وربما كانوا يشعرون بالضيق نحوك، أو يودون أن يتصيدوا لك خطأ. فكيف لك أن تزيل حنقهم؟
عليك أولاً أن تعرف أن هناك نوعين من الغضب:
- الغضب المبرر.
- والغضب الخططى.
والغضب المبرر هو ما يكون بالفعل مبررا، كأن تدوس على قدم أحدهم بسيارتك لأنك لم تشاهده، فمن حدث له ذلك سيكون غضبه الشديد مبرراً. فعاذا تفعل حينها؟ إن عليك أن نخرج من السيارة وتعتذر، قل له إنك آسف -قلها وأنت تعنيها، ولا تنكر أن الخطأ كان خطأك. ولا تقل له إن الأمر هين، وأنه يبالغ فيه، وأنه ذات مرة دهس أحدهم ساقك حتى كاد يقتلعها ولم تلاحظ ذلك أو تعره اهتماماً. لا تحاول أن تفسر سبب عدم رؤيتك له وأنت قادم. لا تحاول أيضاً التصرف بوقاحة -فتصيح قائلاً: " لقد اعتقدت أنك ستسعد بأن تطأ سيارتي الفاخرة موديل " آستين مارتين " قدمك ".
إن الغضب المبرر هذا يحتاج إلى نتيجة. فإذا أخطأت فعليك أن تستمع إليهم -فهم غاضبون. وأنت السبب في هذا الغضب. عليك الاستماع لما أخطأت فيه، ثم عليك الاعتذار وإيجاد طريقة لإعادة الأمر إلى صوابه. لتكن ذلك الشخص المتعاطف -ربما لن تستطيع أن تفي بما يريدون، لكن دعهم يعرفوا أنك تقدر مشاعرهم على الأقل. لا تتجاهل مشاعرهم فغضبهم كان مبرراً.
أما الغضب الخططى فهو أمر مختلف تماماً -فالمراد به دفعك لفعل أمور لا تريدها، فهم هنا يغضبون من أجل إرهابك -وأسوأ ما يمكنك فعله هو أن تدعهم ينجحون في هذا، فإذا حدث ذلك، فسوف يواصلون تكراره، معك ومع غيرك. وعليك أن توقفهم فورا. والطريق اليسير لذلك أن تقول: " أنا لا أحب أن يصيح بي أحد أو يهددني، أو يرهبني أو، وسوف أغادر إذا لم تتوقف أو تهدأ أو تنزل قبضتك أو تتركني".
وإذا استمر ذلك الشخص في الصياح غاضباً فغادر المكان. هذا كل ما في الأمر. حافظ على صمتك وغادر الغرفة. افعل هذا كثيرا وسوف تصلهم الرسالة.