مهما أثار "بيت " من قسم التسويق ضيقك، ومهما شعرت بالغضب من "ساندرا" من قسم Iلبحوث والتسويق؛ لأنها سخرت منك، ومهما ارتفع ضغط دمك؛ لأن أعمال الحسابات فسدت مرة أخرى، فلا يجب عليك أن تفقد أعصابك أبدا وتحت أي ظرف -وليس لهذه القاعدة استثناء، وليس هناك تبريرات أو ثغرات؛ لأنك لن تفقد أعصابك مطلقاً.
إلا إذا بلغ الأمر ذروته بالطبع، فلك حينها أن تفقد أعصابك -لكن كن حريصاً على اختيار اللحظة المناسبة لذلك، والموقف المناسب والشخص المناسب ووجود الجمهور المناسب.
لكن طالما أنك لم تبلغ الذروة فاكظم غيظك. ولست أبالي هنا بمدى الغضب الذي يسببونه لك أو مدى عدالة موقفك. فإن فقدان الأعصاب يعني فقدان السيطرة، وأهم ما يملكه صاحب القواعد هو السيطرة.
كيف إذن تستطيع إلجام غضبك؟ وكيب تتعلم البقاء هادئاً والتصرف بكياسة؟ إن السبيل لذلك هين. ترفَع عن ذلك وانظر إلى الأشياء العليا ذات القيمة، فأنت تفقد أعصابك حقاً إذا تورطت أو إذا اهتممت، أو إذا كنت جزءاً من المشكلة، لكن إذا حولت تركيزك نحو القضايا -مثل إعادة الشركة لما كانت عليه من إجادة -فإنك سيسهل عليك حينها أن ترى ما أثار ضيقك على ضوء جديد.
وهناك طريق آخر لامتصاص الغضب وهو أن تغادر المكتب أو الاجتماع ولتقل ببساطة: "إنني أرى أن هذا الموقف لا يحتمل " ثم غادر المكان. وهذا يُحدث صدمة في الحضور، ومن ثم يؤتى غرضه.
وفي حل آخر للمشكلة حاول أن تعد من واحد حتى عشرة على يديك.
والالتزام بعدم فقدان الأعصاب لا يعني أن تنتهي عن التعبير عن مشاعرك. فلك أن تقول مثلا: "إنني أكون في غاية الاستياء حين تأكل كل قطع البسكويت المحلى بالشيكولاتة، أو تفقد الفواتير، أو تغضب أحد عملائنا الكبار للمرة الثانية، أو توقف سيارتك في مكان إيقاف المدير، أو تأخذ أغراضاً أو أي شيء معا يدفعك للجنون.
ولك أن ترفض أي ابتزاز عاطفي أو تعنت أو حدة زائدة. لكن لا توصل زملاءك أبداً إلى الضجر منك. وقل ما تريد سريعاً حتى تنهي أي موقف في حينه فلا يجب أن تدع الأمور تصل لذروتها. لكن عالج الأمور لحظة بلحظة حتى لا تتعقد.