لماذا؟ لأن الاحتفاظ بالفوضى سوف يجعل بيتك وحياتك وعقلك يعج بالفوضى. إن البيت الذي يعج بالفوضى هو رمز التفكير الفوضوي. إن اللاعب الماهر يجب أن يكون واضحاً ومباشراً في تفكيره، وأن يحرص على عدم جمع كل ما هو عديم الجدوى. كلنا نفعل هذا بالطبع. إن كل ما أريد قوله هنا هو أنك يجب أن تحرص من وقت إلى آخر على التخلص من الفوضى وإلا فسوف تتكالب عليك نفسياً وعاطفياً وتنال منك.
إن فرز مقتنياتك سوف يمنحك فرصة للتخلص من أي شيء غير ذي قيمة، أو أي شيء مكسور أو بال أو قبيح، أو غير قابل للتنظيف أو مكرر. لقد كان ويليام موريس ــــــ علّى أية حال ــــــ هو القائل بأنك يجب ألا تحتفظ داخل بيتك بكل ما هو غير مجدٍ أو غير جميل. إن التنظيف والفرز من وقت إلى آخر سوف ينعشك، ويجدد حيويتك، ويجعلك مدركاً لكل ما تقوم بجمعه، وأي شيء يجعلك مدركاً لما تفعله هو شيء جدير بأن يُذْكر في كتابي.
وثانية؛ لقد لاحظت أن هناك فارقاً بين الشخص الناجح، والشخص الذي يظل قابعاً في واقع الأمر في مؤخرة الركب. إن الشخص الذي يملك الإرادة والعزيمة وإنجاز الأشياء هو نفسه الذي يملك قدرة مدهشة على تنظيم أشيائه، والتخلص من أي فوضى، وفرز القمح وتخليصه من كل الشوائب العالقة، أما الشخص الذي يجد صعوبة في إنجاز ما يريد فهو نفسه الشخص الذي يعج مكان إقامته بالحقائب
البلاستيكية السوداء الزاخرة بأكوام الأشياء غير المجدية التي كان قد اشتراها من الأسواق الخيرية، والتي يتخلص منها أو حتى يفتحها منذ أن أحضرها؛ وهو نفسه الشخص الذي يعج دولابه وخزانته بكل الأشياء عديمة الجدوى التي تشغل مساحات فحسب، والأدراج الممتلئة بالأشياء المكسورة، وخزانات الملابس التي تفيض بالملابس البالية القديمة أو غير المسايرة لخطوط الموضة التي يمكن اقتناؤها على سبيل الذكرى؛ ولكن لارتدائها ثانية.
هناك شعور بـــــ "التخلص من العبء" سوف يشيع في نفسك عند التخلص من كل مسببات الفوضى. سوف يكون لديك المزيد من المساحة في بيتك، وسوف تكتسب شعوراً بالمزيد من السلطة والتحكم، وسوف تتخلص من هذا الشعور الذي يكبل نفسك المصاحب لأكوام الأشياء المكدسة هنا وهناك. هذا لا يعني أنك يجب أن تعيش في منزل منمق زاخر بالأثاث الفاخر على أحدث طراز. إن كل ما أقترحه هنا هو أنك إن كنت تريد أن تعرف ما الذي يكبلك، ويجثم بثقله عليك؛ عليك مراجعة خزاناتك، وما تحت الحوض، أو تحت الفراش وما هو أعلى خزانة ملابسك في الغرفة الإضافية.