عذراً فلا يمكنك التوانى. إنك أحد أصحاب القواعد ولابد من التزامك بها -فلا عطلات ولا استراحات، ولا توقفات، ولا تأملات في الفضاء أثناء تناول القهوة، ولنعد للأصول وعينك الآن على الخطوة التالية وهذا جيد، لكن ماذا بعد ذلك؟ ما الخطوة التالية أو ما الهدف التالي؟
فحتى قبل أن تحصل على الترقية التالية ينبغي أن تتدرب على ما بعدها؛ لأنك لو لم تستعد لها اليوم فمتى ستكون مستعداً؟ فهناك دوماً فرصة لتجاوز إحدى الخطوات، والقفز على إحدى الترقيات إذا ما أدرت اللعبة بشكل جيد. وأنا لا أفترض أن هذا يجب أن يكون هدفك دائماً، لكن كن مستعداً إذا ما تصادف حدوث ذلك.
بالطبع ينبغي أن تكون لديك خطط طويلة وقصيرة المدى كما يتضح في القاعدة ٣ وعليك أن تخطط لمشوارك المهني وتحدد الخطوات التي ينبغي عليك اتخاذها طوال رحلتك، وحتى الآن ينبغي عليك دفع الناس للقناعة بأنك تأهلت فعلاً للخطوة التالية، تتقمص أداءها، وتمشي مشيتها، وتتحدث كما لوكنت الرئيس بالفعل، لكن ما يضيرك لو تدربت أيضاً على الخطوة التالية.
ولا بأس بأن يعتقد الناس أنك زعيم بالفطرة. فبمجرد أن يعتاد الناس على فكرة أنك طيار ماهر فستصير كذلك. لكن لو تنازلت في هندامك وتحدثت بالتوافه ولم تثقل من قدرك وتعاملت كما لو كنت صاحب الأعمال الحقيرة أو التافهة فسوف يقبلونك على ذلك.
مر بنظرك داخل مكتبك، هل تستطيع تحديد أولئك الصغار من الموظفين؟ أو عاملات النحل؟ أو الكادحين؟ ثم مر بنظرك ثانية لتحدد الطيارين الكبار من العاملين، أصحاب الأوزان الثقيلة، أصحاب الأعمال الحيوية المهمة. هل تستطيع إذن استبيان الفارق بين الطائفتين؟ هل تستطيع استبيان ما عليلة فعله؟ هل تستطيع إدراك فكرة أن تقمصك للدور يجعلك فيه بالفعل. هل تستطيع ذلك؟
وأياً ما كان الدور الذي تعده لنفسك، فاجعل كل ما تفعله حقيقياً، وصادقاً. لقد عملت ذات مرة مع شباب من أولئك المحلقين في الأعلى. وقد كان يعد نفسه للخطوة التالية. فكان يأتي بحقيبة يد إلى العمل بينما لم يكن أحد من زملائه يفعل ذلك. فلم يكن أحدهم في حاجة إليها. المشكلة أن حقيبة " راي سقطت ذات يوم وانفتحت أمام العالم بأسره، وتبين للجميع أنها لم تكن تحوي سوى طعامه والجريدة وسلسلة مفاتيح، وقد كان أمراً مهيناً له ومحرجا لنا ومحزناً للجميع، فكن متأكدا من أن حقيبة يدك تحتوي أشياء حقيقية إذا ما حدث لك موقف كهذا.