هل يمكنك منع الأورام الليفية؟

لم يتبين وجود عوامل خاصة لقابلية الإصابة بالأورام الليفية إلا إذا كانت السيدة في عمر الخصوبة الإنجابية ومع ذلك فإن  الأمريكيات من أصل أفريقي (الزنوج) يصبن به بنسبة تفوق الأخريات مرتين أو ثلاث مرات إلا أنه يندر أن يرى في النساء صغيرات السن اللائي لم يحضن بعد كما تستقر حالة الأورام الليفية                 أو تنكمش في السيدات اللاتي تجاوزن سن اليأس من المحيض.

وعن كيفية تجنب حدوث الأورام الليفية فإنه يكفيك أن تلدي طفلين على الأقل حيث تبين من بعض الدراسات أن الحمل مرتين ينقص قابلية الإصابة بتلك الأورام بمقدار النصف. ومع ذلك فإن الباحثين ليسوا متأكدين ما إذا كان إنجاب الأطفال يحمي المرأة من الإصابة بالأورام الليفية أو أن تلك الأورام تسبب حالة العقم التي تعانيها السيدات المحرومات من الإنجاب.

فكرة ذكية

إن كمية الإستروجين الموجودة في أقراص تنظیم النسل يمكن أن تجعل الأورام الليفية تنمو. فإذا کنت تتناولين تلك الأقراص فإسالي طبيبك أن يفحص حالة أورامك الليفية للتأكد من أن حالتك لا تسوء. وإعلمي أن بلوغ المرأة سن الياس من المحيض يجعل تلك الأورام تنكمش.

 

 

داء فرط نمو بطانة الرحم

 هي حالة طبية خطيرة وفيها يتواجد نسيج يشبه نسيج بطانة الرحم شكلاً ووظيفة خارج تجويف الرحم (وهو مكانه الطبيعي). ويتواجد النسيج الشاذ داخل تجويف البطن ويحدث منه ما يجب أن يحدث لو كان داخل تجويف الرحم نفسه. وليس من الضروري أن يتصرف النسيج الشاذ استجابة للهرمونات مثلما يفعل نسيج البطانة الرحمية الطبيعي فكثيراً ما تكون بطانة الرحم في حالة إستعداد للحيض بينما يكون النسيج الشاذ في صورة ما قبل التبويض. كما أنه قد لا ينزف في موعد الحيض وينزف في غير موعده.

ولا يعرف أحد لماذا يحدث ذلك وإن كان العلماء يرجعون ذلك إلى عدة نظريات ابتداء من نظرية الارتجاع إلى نظرية الوراثة:

* نظرية الإرتجاع : يعتقد بعض العلماء في نظرية دخول البعض الدقيق من أنسجة بطانة الرحم إلى تجويف قناة فالوب (قناة المبيض) خلال عملية الحيض ومن تلك القناة إلى تجويف البطن حيث تنزرع وتنمو مرة أخرى.                       ويعتقد بعض المتخصصين في هذا المرض أن كل السيدات تحدث لهن نفس المشكلة (ارتجاع الأنسجة) ولكن السيدات اللاتي لديهن متاعب في جهاز المناعة أو خلل هرموني هن اللاتي (يصبن بالمرض فقط).

*الوراثة: بعض المتخصصين يرى أن شذوذ النسيج الرحمي قد يكون مرضاً وراثياً أو أن عائلات معينة هي التي تصاب به.

* سبب جهازي: ويقول البعض الآخر أن سبب مرض فرط نمو (شذوذ) بطانة الرحم يرجع إلى انتقال بعض نسيج البطانة عبر الأوعية الدموية والليمفية إلى سائر أنحاء الجسم وليس بطريق قناة فالوب. ويؤكد ذلك انتشاره في أماكن أخرى بالجسم في حالات قليلة.

* النظرية الجنينية: (نسبة إلى الجنين) يروج علماء آخرون النظرية أن النسيج الرحمي يتطور من بقايا نسيج جنيني خامل في جسم السيدات إلى نسيج بطانة رحمية شاذ (في أماكن أخرى)أو بعض هذه الأنسجة الجنينية يحمل في طياته القدرة على التحول إلى نسیج تناسلي تحت ظروف معينة.

كيف نقول إنه فرط نمو نسيج بطانة الرحم؟

لا تشعر بعض السيدات بشكوى من النسيج الشاذ وقد تظل هكذا لعدة سنوات لأن أعراض المرض تظهر بعد بداية حدوث أول دورة شهرية بعدة سنوات وتزداد تدريجياً مع زيادة نمو النسيج الشاذ حتى تصل السيدة إلى سن اليأس             من المحيض فيبدأ النسيج الشاذ في الضمور مرة أخرى وتزول الأعراض.              تشكو أغلب السيدات المريضات بنسيج البطانة الرحمية الشاذ من آلام حقيقية موجعة على شكل تقلصات حيضية في منطقة أسفل البطن أو أسفل الظهر تسبق الحيض أو تصاحبه. وقد يحدث الألم أيضاً أثناء المعاشرة الزوجية أو بعدها.

أما الأعراض الأخرى فهي:

* إعياء.

* حركات معوية مؤلمة أثناء الحيض.

* إسهال أو إمساك مع بقية أعراض اضطراب الجهاز الهضمي أثناء الحيض.

ونادراًً ما يتسبب التهيج الناتج عن النسيج الشاذ في التلوث أو عمل خراج في الحوض اللذين يسببان آلام في أوقات غير أوقات الحيض.                                 وترجع أسباب آلام الأمعاء أو القولون إلى وجود بقع صغيرة من هذا النسيج تنتشر على سطح الأمعاء. وليس من الضروري أن يكون لدرجة الألم علاقة بشدة المرض، فبعض السيدات المصابة بالمرض بشدة لا يشتكين من أي ألم بينما بعض اللاتي يعانين إصابة بسيطة يشتكين من ألم يقعدهن عن الحركة.

المضاعفات

يعتبر مرض البطانة الرحمية الشاذة بصورته الشديدة المصحوبة بالتصاقات وتليفات شديدة في البطن أحد ثلاثة أمراض خطيرة تسبب عقم السيدات، والتي تحدث في حوالي من 30 إلى 40٪ من السيدات المصابات. والغريب أنه مع وجود اشتباه أو إصابة طفيفة بمرض البطانة الشاذة في كثير من السيدات المصابات بالعقم مما يعني أنه يسبب العقم فلم يعرف بوضوح حتى الآن كيف يسبب هذا النوع من المرض العقم. وبينما تقل نسبة الحمل في السيدات المصابات بالبطانة الشاذة فإن أغلب السيدات المصابات بمرض البطانة الشاذة لم يصبن بالعقم.

توجد كل درجات مرض بطانة الرحم الشاذة وأغلب السيدات المصابات به يتمكن من الحمل، كما أن الحمل يعمل على تحسين حالة المرض.

أما سرطان بطانة الرحم (الذي يصيب البطانة الداخلية) فمن النادر جداً حدوثه مع مرض بطانة الرحم الشاذة ويحدث بنسبة تقل عن 1٪ من المريضات بمرض البطانة. وإذا حدث السرطان فبين الحالات المصابة ببقع شديدة من النسيج في حالة الإصابات المرضية المتقدمة وللسيدات المتقدمات في السن كما أن صورة هذا المرض على المدى الطويل في الحالات غير العادية تعتبر حسنة.              ويجب أن نعلم أن مرض بطانة الرحم الشاذة لا يتحول إلى سرطان خبيث، هذا المرض من الأمراض الحميدة.

والمضاعفات الأخرى التي تترتب على موضع وجود ونمو النسيج- يمكن أن تشمل:

* انفجار النسيج الشاذ (الذي يؤدي لإنتشار مرض بطانة الرحم الشاذة في أماكن أخرى).

* إلتصاقات أو نزيف معوي أو انسداد معوي (إذا كان النسيج في أو قريب من الأمعاء).

* إعاقة عمل المثانة البولية: (إذا كان النسيج في أو على المثانة البولية)، والحالات الأكثر خطورة هي تأثير النسيج على الحالبين والكليتين أيضاً.

 

 

الفحوص التي يجريها طبيبكِ

 مع أن هناك أعراضاً كثيرة ترجح وجود مرض بطانة الرحم الشاذة إلا أن منظار البطن هو الوسيلة التأكيدية الوحيدة التشخيص تلك الحالة المرضية. في أول الأمر سوف يقيم الطبيب حالتك المرضية من تاريخك الطبي ثم يفحصك فحصاً شاملاً (بما في ذلك فحص الحوض). ثم يجري لك فحصاً بمنظار البطن وهو عبارة عن أنبوبة بها إضاءة تدخل البطن من خلال ثقب جراحي صغير تحت مخدر عام.

ويحرك المنظار الضوئي داخل تجويف البطن الذي تم نفخه بغاز ثاني أكسيد الكربون حتى يمكن رؤية محتويات البطن بسهولة ووضوح. ومن خلال هذا الفحص يتمكن الجراح من فحص حالة الأحشاء ويتعرف على مكان الإصابة بمرض البطانة الشاذة. وهذه الطريقة توضح أماكن ودرجة وحجم تجمعات النسيج وسوف تساعدك أنت وطبيبك في اتخاذ قرارات أكثر وضوحاً للعلاج.

إن تأكيد التشخيص مهم جداً حتى يمكن التفريق بينه وبين سرطان المبيضين الذي يتشابه معه في الأعراض.

ماذا نختار الجراحة أم غيرها؟

لأن طرق العلاج الأمثل لمرض بطانة نسيج الرحم الشاذة قد تغيرت على مدار السنين فإن الأطباء يفضلون علاج الحالات الطفيفة بمضادات للألم عند الحاجة إليها. وإذا كنت من المصابات بشذوذ بطانة الرحم من الدرجة البسيطة وترغبين في الحمل فإن ذلك يعتمد على سنك ودرجة الألم التي تتحملينها.                               وإن أفضل ما يمكن أن تفعليه هو أن تتركي لنفسك فرصة الحمل بلا موانع لمدة من 6 أشهر إلى سنة، وإذا لم يحدث الحمل خلال هذه الفترة فأنت بحاجة إلى علاج أكثر من المرض.

لو كانت شكواك فقط هي ألم قليل في منطقة أسفل البطن من آن لآخر أو إحساس بعدم الراحة في هذه المنطقة فيكفي أن تستعملي أي دواء عادي مزيل للألم أو مضاد للإلتهابات (من أدوية الالتهابات الروماتزمية).                                    أما الحالات الأكثر شدة فهي في حاجة إلى أدوية أكثر فعالية لا توصف إلا بمعرفة الطبيب. وإليك الطرق المتاحة للعلاج:

*مثبطات الهرمونات: إذا كنت لا ترغبين في الحمل فسوف يصف لك الطبيب أحد أدوية مضادات الهرمونات التي ستوقف نشاط المبيضين وتؤدي إلى ضمور الأنسجة الشاذة أثناء فترة العلاج لعدة شهور أو سنوات أحيانة. وتشمل هذه الأدوية البروجيسترون مع الإستروجين أو البروجيسترون وحده أو أحد مشتقات الإستروجين (دانازول) أو الهرمون الفرز النشط المناسل (GnRH). وكما هي الحال مع العلاج بالهرمونات فإن لها آثارها الجانبية التي تسبب مشكلة لبعض المريضات، كما أنك لن تحملی أثناء فترة العلاج. وفترة العلاج بمضادات الهرمونات قصيرة وتؤدي إلى تراجع مرض النسيج الشاذ (أو على الأقل يوقف نمو النسيج). ويستعمل هذا العلاج فقط لفترة قصيرة (من ثلاث إلى ستة أشهر) يعود بعدها عادة النسيج الشاذ للنمو من جديد.

* منظار البطن: إعتماداً على شدة مرض النسيج الشاذ قد تبحثين عن حل جراحي لإزالة النسيج الضار المريض بدون خطورة على أنسجة البطن السليمة المحيطة به. وتتم هذه العملية في المستشفى تحت مخدر عمومي بالمنظار الجراحي بدلاً من جراحة فتح البطن. وقد حل المنظار الجراحي بسرعة محل الجراحات التقليدية في الولايات المتحدة.

* استئصال الرحم والأنسجة المصابة والمبيضين (وإن كانا سليمين) حتى تمنع المنبهات الهرمونية وهو ضروري في الحالات المرضية الشديدة التي ظلت تعاني المرض لفترات طويلة ولم تستجب للوسائل الأخرى.

* الحمل: لأن الحمل يصرف مؤقتاً آلام المرض خلال فترة الحمل ولأنك بسبب مرض النسيج الشاذ قد لا تحملين لفترة طويلة فستكون هذه نصيحة الطبيب.

عند بلوغ سن اليأس من المحيض فإن الحالات الطفيفة والمتوسطة غالباً ما تتحسن. أما في الحالات الشديدة فحتى بعد استئصال الرحم والمبيضين أو بلوغ سن اليأس من المحيض فقد تكون هناك آلام شديدة من معاودة نشاط بعض أنسجة الرحم الشاذة وقد يعود ذلك إلى استخدام الهرمونات التعويضية.               ولهذا يحذر المتخصصون من إعطاء المريضة علاجاً هرمونياً تعويضياً (الإستروجين) لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر بعد استئصال الرحم والمبيضين كعلاج لمرض النسيج الشاذ. وأطباء آخرون لا يرون بأساً من إعطاء مريضة النسيج الشاذ العلاج الهرموني التعويضي قبل مغادرتها حجرة العمليات.

احترس

النساء المريضات بداء شذوذ بطانة الرحم لديهن معدلات أعلى من الحمل خارج الرحم والإجهاض وقد وجدت إحدى الدراسات أنهن يعانين صعوبات أكبر في الحمل والولادة.