أياً ما كانت درجتك في الشركة فإن بإمكانك قضاء وقت بجوار الأعضاء الكبار في الشركة دون حتى أن يلاحظوا ذلك لو قمت به بالشكل الصحيح. فلو لفت انتباههم إليك، فسريعاً ما سينظر إليك على أنك دخيل، أو جاسوس، أو فضولي، أو مقتحم. وتذكر حين كنت طفلاً أنه كان يسمح لك بحضور مجالس الكبار إذا ظللت هادئا. فهم ينسون وجودك حين يحين موعد ذهابك إلى الفراش للنوم. الأمر نفسه حين تكون موظفاً صغيراً يمكنك الجلوس مع الكبار والتعلم دون أن تفسد الأمر ولا سترسل إلى فراشك!
حين كنت موظفاً صغيراً لاحظت أن الموظفين الكبار يميلون إلى الالتقاء معاً بعد الاجتماعات ويمارسون نوعاً ما من النميمة، وكان أمثالي يغادرون المكان لهم ليواصلوا حديثهم. وقد رأيت أن أظل متواجداً في الجوار أرتب الطاولة أو أفرغ طفايات السجائر والالتزام بالصمت أثناء ذلك، ومن ثم يمكنني أن أستمع إلى الكثير، حتى أتت الفرصة العجيبة وتمت استشارتي: " هاي ريتشارد. إنك تشارك في إجراءات عمل الفواتير الجديدة ما رأيك بها؟ ". وقد كانت تلك فرصتي للسطوع. لكنني أفسدت الأمر بالتلعثم والارتباك. لكنني في المرة التالية قمت بالأمر بالشكل المناسب.
وحين أتت الفرصة وسألت في أمر ما وكان ردى متناسقاً وناضجاً. فإنني ما لبثت بعدها أن ارتقيت سلم التصاعد سريعاً. حدث ذلك حين كنت أعمل لدى شركة بريطانية عتيقة الطراز للغاية، وكان سلم الترقي بها محددا للغاية. وعليك أن تتبع كل إجراء موضوع. ولكنني تجاوزت هذا النظام بالكامل حتى وصلت إلى المراتب العليا في قفزات سريعة.
ستلاحظ أحياناً جلوس الرؤساء معاً في استراحات الغداء أو في المناسبات الاجتماعية، وأن أغلب العاملين يخشون الاقتراب أو تبادل الحديث أو الاقتراب من طبقتهم الاجتماعية. وعليك أن تزدري هذا السلوك. وأن تنطلق وتدير حواراً قصيراً. وسوف يدهشك امتنان الرؤساء لسلوكك هذا، فهم بشر في النهاية ويشعرون بالعزلة والوحدة والتجاهل والتناسى، فهم يسعدون -بتبادل أطراف الحديث، طالما أنك لن تنتهز الفرصة للسؤال عن زيادة الرواتب ومواعيد العطلات. ولكن لا بأس من السؤال عن خبراتهم –"كيف بدأت في مجال التسويق سيدة جونسن؟ ".
وربما تجد نفسك أيضاً قد التقطت أو اكتسبت بعض الملاحظات والأفكار أثناء سعيك لكي تتبوأ منصبك التالي، اجعل الناس يوقنوا بأنك قد بلغت المنصب بالفعل وتقدمت هذه الخطوة.