لماذا تتغير علاقات الحب بعد فترة؟
لا تسير الحياة في خط مستقیم، وكيفية تعاملك مع تقلبات الحياة، هي التي تُحدد مدى نجاح علاقتك، جب أن تكون واثقًا من شيء واحد من الحياة ألا وهو أن الأشياء ستتغير؛ فالتغير هو الشيء الثابت في الحياة، العالم كله دائما في حركة دائمة، وفي كل يوم، تقدم لنا الحياة معلومات جديدة وسط سيناريوهات نحتاجها لنتواصل مع واقعنا.
والناس عادة يرفضون فكرة أن ظروف حياتهم وأنهم أنفسهم سيتغيرون ؛ فهم يقيمون العلاقات، ويعتقدون أنهم سيشعرون دائما كما يشعرون الآن، وأن الحياة ستبقى كما هي. ولكن بعد مرور 10 أو 20 أو 30 عاما سترى كم التغيير الذي حدث في حياتك شخصياً،
فكر كم أنت مختلف الآن عما كنت عليه عندما كان عمرك 10 او 20 أو حتى 50 عاما والآن ضاعف درجة التغيير، حيث إنه يوجد في أي علاقة وبمرور الوقت ستلاحظ مدى أهمية أن تتعلم أنت وشريكك كيفية التعامل بفاعلية مع التغيير.
حتماً ستحدث التغييرات في العلاقات العاطفية والزوجية!
حتما ستتعرض أنت وشريكك للتغيير على الصعيدين الفردي والثنائي خلال رحلة العلاقة بينكما، فعندما يصبح شريكك رفيق دربك خلال رحلة الحياة فستحتاج لأن تتعامل مع الالتواءات والمنحنيات التي ستتعرض لها مع شريكك خلال رحلتكما معا.
وتظهر هذه التغيرات في أشكال كثيرة، فيمكن أن يكون هناك تغيير في وظيفتك، جسمك، أو مادیاتك، ويمكن أن يؤثر هذا التغيير على حياتك أو على حجم عائلتك، ويمكن أن تفقد حبيب، وربما تتغير مشاعرك، وتتبدل أولوياتك أو ترتفع روحك المعنوية، ويمكن أن تتعرض أنت وشريكك إلى مفاجآت سارة وغير متوقعة مثلها مثل المآسي والأوقات الصعبة.
وبصرف النظر عما يحدث سواء كان تحديا أو نعمة كيف ستتعامل أنت وشريكك مع هذا التغيير وتختبر قوة تحمل ارتباطكما؟
التغيير يمكن أن يقرب بينك وبين حبيبك أو يبعدكما:
نجاح شراكتكما يعتمد على كيفية سماحك لهذا التغيير بالتأثير على علاقتكما وفي أسوأ الحالات يتسبب هذا التغيير بإبعادك عن التزامك ويزلزل واقع "النحن"، وفي أحسن الحالات، فسوف تبنی رباطة لايمكن حله بينكما میا سینوی من اتحادکما، ويمنحكما مستويات عميقة وإعجازية من الألفة. الاختبار لك أنت.
تأثير التغيير على العلاقة العاطفية
والتغيير في حياة أى شخصين مرتبطين يظهر فجأة، ويمكن تسميته "هزة حياتية". مثله مثل الزلزال يقع فجأة ويسبب الدمار ويترك أرضا مهزوزة غير مستوية، فعندما تقع الهزة الحياتية، يتغير الواقع الذي تعرفه، سواء بصورة طفيفة أو عميقة، ولايعود شیء أبدا مثلما كان. فلقد اختلف الوضع الراهن وعلاقتك في حاجة إلى قواعد ثابتة ومرنة لتمتص تاثیر ما حدث.
كيف تتأقلم مع التغيير في علاقاتك العاطفية؟
التغيير سيصنع ضغطا على أساس العلاقة الخاصة بك، وكيفية التاقلم مع تلك التغيرات أنت وشريكك هو شهادة لصالح قوة شراكتكما ومستوى التعاون المشترك بينكما. فقوة "نحن" توضع في اختبار مع الظروف الجديدة أو الأزمات. إنها تلك الأوقات التي تقوى فيها "النحن" من خلال التطبيق.
يقال إن التحديات الشخصية هي التي تبني "شخصية الإنسان، والتي تعني التحلي بالجلد، الثابرة، والاستقامة والشجاعة في مواجهة الإدانة. فالتحديات هي التي تشكل شخصية العلاقات، فلكل علاقة قلب وروح خاصة بها، والتغيرات التي يجب أن تتحملها العلاقة هي مايسمح ببعث الطاقة للقلب ومايسمو بالروح إلى مملكة أكبر. وحجم شخصية أو نوع العلاقة سيزداد مع كل مرة تنجو فيها من الهزة الحياتية.
عانی "توم ونیکی" من عام صاخب؛ حيث فقد توم والدته ثم حملت نیکی وفقدت جنينها، وتحولت شركة توم إلى قطاع عام، وقیت نیکى إلى منصب نائب رئيس ، وفي كل مرة يحاولان استعادة ثباتها العاطفي تواجههما تغيرات إيجابية وأخرى سلبية تعوق توازنهما.
ولكنهما كانا يتغلبان على كل الأزمات، وحتى يتمكنا من الاحتفال بما أنعم الله عليهما. كانا يقتربان من بعضهما أكثر وأكثر مع كل حدث، فخرجا من هذا العام كزوجين متكاتفين ومتفانين لبعضهما البعض، وبالرغم من أنهما بالتأكيد مرا بعام أقل صخبا وأكثر سعادة إلا أن هذا العام بالذات كان الأفضل لعلاقتهما.
ستتعرض للاختبار مثل الأمواج العارمة التي تجتاح المشاعر. كل التغيرات سواء إيجابية أو سلبية تسبب التمزق، وكل موجة من تلك الأمواج ستختبر قوة صبرك وتحملك وقدرتك على التواصل والتفاوض والمشاركة. قوة تحمل أساس علاقتك ستمنحك القدرة على التعامل مع التغيير وتقوى العلاقة المواجهة تحديات الحياة.
التغيير يختبر عهدك ووفائك مع شريكك أو حبيبك:
التغيير سيختبر عهدك، فبمجرد التزامك بعلاقة، فمن السهل الحفاظ على هذا الالتزام، وعندما تكون العوامل المكونة للعلاقة ثابتة ومتآلفة ومريحة فسيكون الديك اعتقاد بأنك على دراية بالواقع الذي يحيط بك، فأنت على علم بما هو متوقع منك، وأنت سعيد بدورك.
ليس من الصعب أن تبقی مرتبطة بعهدك عندما تكون على علم تام بالسيناريو الذي يحدث من حولك. وعندما يتغير السيناريو فسيكون المطلوب منك هو إعادة اختبار اختيارك الأول بالالتزام مع شريك ورغبتك في استكمال المشوار معه.
ماری وسیمون كانا متزوجين، وأثناء شهر العسل تعزف سيمون لحادث سيارة، وقام الأطباء بما في وسعهم ولكنه تعرض للشلل النصفي، وكان عليه قضاء بقية حياته يستخدم كرسياً متحركة.
هنا واجهت ماری تغيرا لم تكن مستعدة له، وكانت على بعد أيام قليلة من عهود الزواج التي قالتها إلى سيمون ضمن عقد القران بأن تحبه "في السراء والضراء والصحة والمرض". فقد أخذت بعض الوقت لإعادة النظر في زواجها ولكن عندما تذكرت أنها كانت تحب سيمون لشخصه وليس بسبب قدرته على السير لم يخطر ببالها أي سؤال.
وعندما تتسع الفجوة بين ماكنت تتخيل وما ستكون عليه حياتك، وكيف تحولت بالفعل سيتعرض مستوی ارتباطك أو حبك للاختبار. هل ستتمكن من الاستمرار حتى لو اختلفت ملامح الطريق الذي توقعته؟ ليس هذا سؤالا سهل الإجابة عليه، ولكن يجب وضعه في الاعتبار عندما يحدث تغيير.