تحدثنا عن رؤية الأمور من زاوية الشركة وليس من زاويتك الفردية. وعليك أن توسع هذه الرؤية لتبدأ بالحديث في قضايا الشركة ومشاكلها حتى لو كنت تحادث نفسك أو مع زميل مقرب، فيجب عليك أن تقنعهم أنك رئيس عمل بالفعل -راجع القاعدة (٧-٩).
وأذكر حين كنت أصدر أول كتبي أنني كنت مهتماً بشكل الكتاب على نحو مخيف -هل يبدو الغلاف على نحو جيد؟ أم هل يوحى بأنه جيد؟ هل...؟ ويبدو أن مدير التسويق قد بلغ ذروته من أسئلتي المملة على الهاتف كي أتفحص كل التفاصيل الدقيقة وأخيراً قال لي: " علب فول عزيزي، علب فول “! ولم أفهم ما كان يعني بذلك واضطر لأن يشرح لي بأن الكتاب هو بضاعة -كعلبة الفول -توضع على الرف ليتم بيعها، وقد تباع أو لا تباع تبعاً لبعض العوامل التي لا أملك التحكم فيها كمؤلف للكتاب، مثل وضع الكتاب في مكان ما في المتجر أو المنافسة التي تواجهه، أحوال السوق، أي خصومات قد يعرضها متجر الكتب وغيرها من العوامل. كل هذه الأمور والتي من بينها العوامل الجمالية مثل لون غلاف الكتاب وتأثيره على المبيعات. وظيفتي هي أن أوفر النص ثم أبدأ بالتفكير في الأمور التجارية من قبيل: كم علبة فول على بيعها في فترة محددة، وما هي نسبتي في بيع كل علبة؟ وأي علبة فول ستكون العلبة القادمة؟ وهل سنتمكن من بيع الإسباجتى في المرة القادم
حين تتكالب المشكلات يسهل عليك أن ترى الأمور من وجهة نظرك -وكيف تؤثر فيك بشكل مباشر، لكن حين تبدأ بالحديث بطريقة الجمع يسهل عليك التوقف عن منهجك السابق لتبدأ برؤية الأمور من وجهة نظر الشركة. ولا يعنى هذا أن تكون خطاف الشركة وخبطها، لكن لك أن تكون أميناً وتعبر عن رأيك. حتى لو كأن مؤلماً، لكن ليكن تعبيرك هذا من خلال زاوية الشركة وليس من زاويتك.
إذا قررت الشركة وضع إجراء معين، فابحث سريعاً عن أثره على العملاء وليس عليك أنت.