الآن وقد تقدمت بهندامك درجة، وبطريقة كلامك درجة، فعليك أن تخطو خطوة للأمام، أعرف أن هذا صعب، وشاق. ومن قال إن الأمر سيكون هيناً؟ لست أنا يا صديقي، لقد أخبرتك من البداية أن الأمر سيكون شاقأ، بل أكثر صعوبة من أداء وظيفة عادية كبقية الناس. فاتباعك لهذه القواعد يتطلب جهداً أوفر، والتفاتاً أكبر للتفاصيل، وعملاً أكثر. لكن النتائج ستكون مذهلة، وكونك أحد أصحاب القواعد يؤهلك تلقائياً للترقي -فلو استطعت اتباع القواعد فأنت جدير بالترقي، وتلك نبوءة ثقة بالذات. فتنفيذ القواعد يتطلب قوة الشخصية، والقدرة، والعزم، والأمانة، والشجاعة، والخبرة، والموهبة الكبيرة، والتفرغ، والحكمة، والأعصاب وجاذبية خاصة، فلو أن لديك كل هذا فسوف ترقي بأي حال.
ولهذا فعليك أن تتقدم خطوة للأمام. انظر إلى المدير وهو يدخل إلى المكتب هل تلاحظ شيئاً؟ راقب الطريقة التي يرد بها على الهاتف، والتي يحدث ويداعب بها الزملاء، الطريقة التي يمسك بها قلمه، يعلق بها معطفه، يفتج بها باب مكتبه أو الطريقة التي يجلس بها أو يقوم، أي شيء يفعله، وأنا على ثقة أنه يختلف عن الباقين من صغار الموظفين ورجال الصيانة وفريق المبيعات وفريق التسوق وموظفي العلاقات العامة. وقد يقال إن أسلوب التصافح بالأيدي أصبح قديماً وتقليدياً، وهناك أساليب أخرى غير ذلك حديثة. دعك من هذا، وكن تقليدياً في المصافحة، وسترى لدى الطرف الآخر كأحد الواثقين بأنفسهم المعتدين بذواتهم.
وللتقدم خطوة للأمام، فإن ذلك يتطلب منك:
- زيادة في الثبات.
- زيادة في النضج٠
- زيادة في الثقة.
عليك أن تكون متمهلاً ومهذباً ومتأنقا. لا، لا أقمد أن تكون مختلاً أو متحفزاً، وإليك مثالاً بسيطاً: هل لديك مكتب خاص بك؟ هل يطرق الآخرون الباب قبل الدخول؟ بماذا ترد؟ هل ترد بلطف قائداً: " ادخل من فضلك؟ “، أم ترد بشكل مباشر: " ادخل “. كلما كان ردك مختصراً قل وقتك الضائع. فعليك أن تكون سلساً وسريعاً، دمثاً ومتفاهما -فليس لديك الوقت للاسترسال في العبارات الطويلة -أما كلمة " ادخل " فإنها أكثر بساطة ومناسبة، فعليك أيضاً أن تكون مناسباً وهذا هو السر.