قلنا : "... قد وفينا بعهدنا !
وسوف نمضي بعزيمة واثقة
زهرة متوجة في الظلمات !"
إنها أبيات مقتبسة من قصيدة لــــــ روبرت بروك تحت عنوان " The Hill " وهي تتناول الصداقة (على ما أعتقد). بالطبع قد تكون بصدد شيء مختلف تماماً؛ يصعب عليك دائماً أن تعرف تحديداً. ولكن بالنسبة لي أرى أن القصيدة تتناول علاقة بين صديقين أو عاشقين. إنها بشأن الوفاء بالعهود؛ الحفاظ على وعدك بالمساندة والثقة والتصديق. قد تكون القصيدة ذات طابع ديني ولكنني من خلال معرفتي لقصائد بروك لا أظن أنها كذلك.
إن الوفاء بالعهود يعني الالتزام بوعودك؛ يعني أن تكون المصباح أو الزهرة المتوجة التي تضيء الظلام؛ يعني اعتزازك وفخرك بفعل الشيء الصحيح، ومؤازرة الأصدقاء في أوقات الشدة والمحن. قد تكون هذه القيم قديمة ـــــ الشرف، والإخلاص، والثقة، والفخر، والمؤازرة، وجدارة الثقة، والتحلي بالقوة، والرؤية الواضحة، والمثابرة ـــــ ولكنها قيم أبدية. نحن نعيش في ظل مجتمع تناسى كل هذه القيم. لذا فإن الالتزام بالكلمة والتواجد في وقت المحن واكتساب ثقة الآخرين يجعلك شخصاً ذا قيم؛ وذا قيمة وجدارة. وهذا شيء جيد.
لقد أصبحنا نخجل من أن نبدو بمظهر الشخص "الجيد" هذه الأيام حتى لا يسيء الآخرون فهمنا على أننا نلعب دور "المصلح". ولكن هذا شيء مختلف تماماً، فالوفاء بعهودك شيء مختلف تماماً. إن المصلح هو الذي يسعى لتغيير الآخرين. ولكن امتلاكك قيما معينة، والاحتفاظ بها لنفسك (الالتزام بالقاعدة 1) أمر جيد. ولكن محاولتك لحمل الغير على فعل نفس الشيء هو الشيء السيء. هذا هو ما يجعلك تبدو في دور المصلح. كلا؛ هذا لا ينطبق علىّ لانني فقط أسعى لمنحك بعض المعلومات، ولا أسعى لتغييرك عنوة. إن الأمر يرجع إليك أنت كلياً سواء كنت سوف تطبق المعلومة أو تقرر تجاهلها. ولكنني أستطيع أن أؤكد لك أنني سوف أبقى على إيماني بنفس المعلومة التي سوف أمنحك إياها ولو بعد عشرين عاماً. إن القيم القديمة لا تبلى أبداً (إنها تبقى دائماً) وأنا لن أخذلك أبداً.
إليك نبذة أخرى من نفس القصيدة:
" ... كنا نشعر بالفخر،
كنا نضحك؛ ونتبادل الكثير من الكلمات الشجاعة الصادقة ".