الفحص الطبي الشامل في مراحل حياتك

إن "سوزان" سيدة تبلغ من العمر (42 عاماً) ولديها طفلان، وتشكو من ارتفاع ضغط الدم بالإضافة إلى وظيفتها الشاقة والمرهقة ولعائلتها تاريخ من ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول وأمراض القلب. اقترحت سوزان على طبيبتها أن تجري لها إختباراً معملياً لنسبة الكوليسترول بالدم، وردت الطبيبة (نحن لا نجري هذه التحاليل إلا إذا كانت لديك أعراض لإرتفاع الكوليسترول بالدم). صدمت سوزان وتشككت هل كان معها الحق لتطلب إجراء فحص للكوليسترول علماً بأن تاريخ أسرتها (والديها) يحتاج لذلك ومع ارتفاع ضغط الدم لدى سوزان.

 كانت سوزان على حق؛ لأنه من الأفضل أن يجري لها فحص منتظم للكوليسترول بغض النظر عن التاريخ المرضي للأسرة أو طريقة الحياة التي تحياها ولكن من المستبعد أن تكون هناك سيدات مثل سوزان يدركن ما هي الفحوص التي يجب عليها عملها ومتى وأين.

نحن جميعاًً نعلم أن إجراء الفحوص الدورية للاطمئنان على صحتنا أمر مهم. ولكن كم منا يزور الطبيب كما يجب أن يفعل لهذا السبب؟ يقول الخبراء: إن أغلب السيدات سيصبحن محظوظات إذا حصلن على فحوص للثديين ومسحات باثولوجية (مسحات باب) من المهبل كما يجب أن تكون. والكثير منا لا يعلم ما هي الفحوص والتطعيمات ضد الأمراض التي يجب أن تعطى لنا.

هذه الأشياء على جانب عظيم من الأهمية إذ إن بعض هيئات التأمين الصحي بدأت تتراجع عن تنظيمها الدوري للفحوص الوقائية. إن معرفة ماذا تتوقعين في كل مرحلة من مراحل حياتك، ومعرفة التطعيمات المطلوبة أمر هام، وكذلك التخطيط للفحوص والتحاليل المطلوبة يجب أن تعتبر جزءاً من برنامج الرعاية الصحية للنساء. والمفروض أن نؤكد على هذه الأشياء بغرض الوقاية- بالحصول على اللقاحات والفحوص الطبية الكافية من لحظة ولادتنا.

فكرة ذكية

حتى تحصلين على أخصائي ماهر في طب الأطفال أو طبيب ممارس عائلي، اطلبي من أخصائي التوليد تحويلك، أو اسالي الاباء الأخرين او الجيران او الصديقات اللائي الهن أطفال، أو اتصلي بالطبيب المقيم الإداري لطب الأطفال في أقرب مستشفى تعليمي.

 

كيف تختارين الأخصائي؟

اختيار أخصائي الأطفال أو طبيب للأسرة أمر محير رغم أنه حق لأسرتك وخاصة إذا كنت على وشك ولادة طفلك الأول. وأياً كان اختيارك فمن الأفضل أن يستقر رأيك قبل أن تضعي مولودك.

أخصائي الأطفال في الولايات المتحدة خريج مدرسة طبية مدة دراستها أربع سنوات ويضاف إليها ثلاث سنوات في تخصص طب الأطفال.

إن أخصائيي الأطفال قد تخرجوا بعد دراسة استمرت أربع سنوات في المدارس الطبية ثم قضوا ثلاث سنوات من التدريب التخصصي في طب الأطفال.            وكثير من أولئك الأخصائيين قد حصلوا على البورد الأمريكي وهي شهادة تُعطى بعد إمتحان تجريه هيئة البورد الأمريكي لطب الأطفال. إن وجود طبيب ممارس عام للأسرة فكرة جيدة أخرى ومفيدة لرعاية الطفل المتوقع ولادته وبقية أولاد أسرتك. وإن معرفته لأفراد أسرتك الآخرين تعُد ميزة إضافية.                          في بعض التجمعات السكانية يوجد عدد قليل من أخصائي الأطفال، بينما يقوم أطباء الأسرة الممارسون برعاية أغلب الأطفال حديثي الولادة والأطفال الأكبر.

قبل اختيارك للأخصائيين عليك أن تفكري. أي نوع من أنواع التخصص الذي تفضليه: هل تتطلعين إلى طبيب واحد أم اثنين من الأطباء أو مجموعة من الأطباء؟ وأين مكان المركز الصحي أو الطبي؟ وكم يستغرق الوقت للذهاب إليه؟

فور إجابتك على هذه الأسئلة ومعرفتك للأسماء التي تهمك يجب أن تحددي كل طلباتك ثم رتبي موعداً لزيارة إستطلاعية خلال الشهور الأخيرة من الحمل. وعندما تصلين إلى المركز الصحي تحولي بنظرك وحاولي معرفة هل له اهتمام بالأطفال وهل يوجد به لعب وكتب أطفال، هل تشعرين بترحيب العاملين بالمركز الطبي بك؟ وهل يوجد بالمركز الطبي غرفة لإنتظار الأطفال المرضى حتى يكونوا بعيدين عن الأطفال الآخرين القادمين للتحصينات والفحوص العادية حتى لا يتعرضوا للعدوى منهم.

إلى جانب ذلك إنكِ  بحاجة إلى عينة من الأسئلة كي تساعدك في اتخاذ القرار، وإليك بعض الاقتراحات:

* اسألي الطبيب عن وجهة نظره في بعض المسائل التي تخص الأطفال (ويشمل ذلك رأيه في الرضاعة الطبيعية في مقابل الرضاعة الصناعية، وعن الختان والطب الوقائي) وهل تجدين إجابات متوافقة مع وجهة نظرك؟

* اسألي الطبيب عن إمكانيات المستشفى الذي سيحولك إليه عند ولادة طفلك. وهل يمكنكِ طلب المشورة منه من خلال المكالمات التليفونية كبديل لحضورك لموعد محدد؟ لا يوجد هنا ما يمكن الإجابة عليه بعلامة (صواب) أو (خطأ) فالموضوع يحتاج لتقريركِ الشخصي. والمسألة الآن أن تختاري الطبيب الذي سيقوم عن طيب خاطر بعمل ما ترغبينه. وعندما تجدين قبولاً لذلك وبإمكانك الاطمئنان منه على أحوالك بالتليفون أو أن يحجز لك موعداً بالمركز الطبي عند حدوث أية مشكلة هامة، فيجب أن تستطلعي رأيه وتحصلي على موافقة للمضي معك.

*كم يمضي من الوقت حتى يفحص أخصائي الأطفال طفلكِ الوليد بعد الولادة؟ وما لم تحدث لك مضاعفات أثناء الحمل أو الولادة، يجب أن يفحص مولودكِ خلال ٢٤ ساعة من ساعة الولادة. واسألي أخصائي الأطفال إذا كان يسمح لكِ بالتواجد أثناء فحص المولود أم لا.

*متى يمكنك طلب الطبيب تليفونياً؟ يخصص كل طبيب أطفال ساعات محددة في اليوم للإجابة على الأسئلة ولذلك اسألي الطبيب عن الأسئلة التي يمكنك طرحها عليه عن طريق التليفون والأسئلة التي تحتاج إلى مقابلة لمعرفة إجاباتها.

*لأي مستشفى يتبع طبيبكِ في تعاملاته؟

*إلى أين تتوجهين إذا مرض طفلك بشدة أو حدثت له إصابة. فإذا كان المستشفى مستشفى تعليمية به أطباء مقيمون ومتدربون، فمن الطبيب الذي سيتولى رعاية طفلك إذا تطلب الأمر دخول طفلكِ إلى المستشفى؟

*هل يمكن لطبيب الأطفال أن يستقبل استدعاءات عاجلة للطوارئ ليلاً؟ وإذا لم يوافق فكيف يمكن التصرف؟ وهل يمكنه الكشف على الأطفال بعد ساعات العمل الرسمية بالمركز الطبي أم يجب نقل الطفل إلى مركز طوارئ طبية؟

* من يقوم بعمل الطبيب إذا لم يكن متواجداً؟

* ماهي أتعابه؟ وما هي شريحة الأتعاب بالتأمين الصحي التي يقبلها؟

*ما هو المعتاد الذي سيسير عليه طبيب الأطفال لمتابعة حالة طفلكِ الصحية وتطعيمه ضد الأمراض؟

*لا يتبقى بعد هذا إلا رد فعل التجربة. هل تشعرين بالراحة النفسية إلى الطبيب ومعاونيه؟ وهل تشعرين بأن الإجابات على أسئلتكِ كانت واضحة وحظيت بالاهتمام والعناية البالغة؟ وهل لاحظت اهتمام الطبيب بكِ وبطفلكِ وعدم الإهمال؟

من ساعة الولادة وحتى عمر ال ۱۱ عاماًً

 الآن وقد اتفقت مع طبيب أطفال وولدت ابنكِ فمن المهم أن تفهمي أن السنوات الأولى في حياة ابنكِ هي مفترق الطرق إلى حياته كلها. ويجب أن تركزي على زيارات كثيرة للفحص الدوري الشامل للإطمئنان على صحته وكذلك التحصينات الدورية التي أصبحت في أيامناً هذه قادرة على حماية الأطفال من أغلب أمراض الطفولة الشائعة.                                                                                  

التحصين

في السنوات القليلة الماضية بذل العلماء جهوداً مضنية لحماية الأطفال الرضع من الأمراض التي كانت مألوفة إلى وقت قريب في دور الحضانة ومراكز الرعاية اليومية في أنحاء البلاد. وكما تم التخلص تقريباً من السعال الديكي وشلل الأطفال في فترة الخمسينيات من القرن العشرين، فإن أمراض مثل الجديري والفيروس الدوار وربما التهابات الأذن المعدية من المتوقع أن تختفي قريباً.

غير رسمي

يمنح بإجراء فحوص لصحة الأطفال الرضع عند سن شهر وشهرين و 5 و 6 و۹ و ۱۲ و ۱۵ و ۱۸ و ۲ شهراً. كما صح بإجراء فحوص سنوية بعد عامين من العمر.

 

 

هل الجديري شيء آمن؟

إن تصنيع لقاح الجديري كان علامة على انتهاء واحد من آخر أمراض الطفولة المعروفة. إنه أقل خطورة من الحصبة والتهاب الغدة النكفية والحصبة الألمانية ولكن الجديري هو أكثر من مجرد روتين يمر به الأطفال. ففي كل عام تتسبب المضاعفات الثانوية للجديري في إيداع 14000 صغير وكبير داخل المستشفيات ويقتل حوالي مئة من الناس الأصحاء، وتتركز معظم مضاعفاته في العدوى البكتيرية (مثل السلالات البكتيرية العصوية والعنقودية) ولكن بعض الأطفال قد يصابون بالالتهاب المخي أو الالتهاب الرئوي وأمراض المخ الأخرى عندما يتمكن منهم الجديري.

وعندما تم الموافقة على لقاح الجديري في عام ۱۹۹۰ خشي الخبراء من أن تؤدي جرعة اللقاح إلى الإصابة بداء المنطقة (الجلاء النطاقي) وهي حالة تظهر فيها بثرات جلدية مؤلة وتنتج عن نفس الفيروس المسبب للجديري.                            وتبعاًً لرأي الخبراء في المعهد القومي لأمراض الحساسية والأمراض المعدية      فإن التحصين يقلل ولا يزيد من الإصابة بتلك الحالة المرضية.

وكان الخبراء قلقين أيضاً من زوال مفعول اللقاح مع مرور الوقت فيصبح الطفل ضعيف المقاومة للمرض عندما يصبح في سن أكبر وأكثر خطورة.      وأثبتت الأبحاث أن شيئاً من هذا لا يحدث. ولهذا السبب فإن لقاح الجديري ينصح به الآن للأطفال. ولا يحتاج الأمر لإعطاء جرعات منشطة من هذا اللقاح.

1- قد يحصل الأطفال المعرضون للعدوى على لقاح الجديري عند أية زيارة لمكتب الصحة بعد أول عام من العمر. ويجب تحصين الذين لم يحصلوا عليه من قبل عند زيارتهم للمكتب في سن ۱۱ - ۱۲ عاماً. أما الأطفال المعرضون للعدوى في سن ۱۳ عاماً أو أكثر فيجب أن يأخذوا جرعتين بينهما شهر على الأقل.

2- DTAP (هو لقاح مكون من توكسينات (سموم بكتيرية موهنة "Toxoids" ضد الدفتريا والتيتانوس مع لقاح غير خلوي "Acellular"                ضد السعال الديكي) وهو لقاح مفضل لكل الجرعات المعطاة بما فيها استكمال مجموعة الجرعات في الأطفال الذين تلقوا جرعة أو أكثر من لقاح DTP الخلوي الكامل. وقد تعطی الجرعة الرابعة في سن ۱۲ شهراً، ما دام قد مر 6 شهور منذ إعطاء الجرعة الثانية. وينصح بإعطاء التوكسينات الموهنة "Toxoids" ضد التيتانوس والدفتريا TD عند سن ۱۱-۱۲ سنة، ثم كل 10 سنوات بعد ذلك.

لقاحات شلل الأطفال

إنها واحدة من الذكريات التي لا تنسى حقبة الخمسينات حين كنت ترى طابور طويلاً من الأطفال يزحف إلى المقصف بالمدرسة ليحصلون على قطعة مكعبة من السكر مغطاة بنقط من لقاح شلل الأطفال. لقد وضع التحصين الجماعي الشامل نهاية لواحد من أخطر الكوابيس رعباً في أمريكا فقد كان وباء شلل الأطفال الغامض يتسلل في أنحاء البلاد في الصيف فيلزم الأطفال فراشهم ويشلهم بدون أي تحذير.

وبعد أن انتهت فترة البحث عن لقاح لشلل الأطفال بهذا الإنجاز الحقيقي،            فإن لقاح شلل الأطفال بالفم -وهو عبارة عن لقاح فيروسات الشلل الحية في حالة إضعاف شدید- قد أصبح فيما بعد مثاراً للجدل والمناقشات. فقد أصبح واضحاً أن لقاح شلل الأطفال بالفم مازال يسبب مرض شلل الأطفال لكل من ستة إلى ثمانية أطفال كل عام (أو بمعدل واحد من كل ۲٫۵ مليون جرعة).     وعلى جانب آخر فإن جرعة أو حقنة من نوع (الفيروس المميت)! لا تسبب شيئاً. وبينما نجد بعض الخبراء يبشرون بأن هذه الجرعات من اللقاح التي تسبب الشلل قليلة جداً وتحدث على فترات بعيدة جداً، يعتقد الكثيرون أنه ما دام أحد مريضاً بشلل الأطفال فإن هناك الكثيرين مثله.

وبعد اجتماعات مكثفة بين آباء الأطفال الذين أصيبوا بشلل الأطفال أيد الخبراء الاستخدام الآمن لحقنة اللقاح ضد شلل الأطفال لتعطى للأطفال الرضع في الشهرين الثاني والرابع من أعمارهم. وتتوقع الأبحاث للقاح شلل الأطفال بالفم أن يتنحى قريباً.

اللقاح الثلاثي القديم مقابل اللقاح الحديث                                                ليست هذه أول مرة يحل فيها لقاح حديث آمن محل لقاح قدیم ثبت أنه يسبب بعض الآثار الجانبية في الماضي. فقد اتهم بعض الخبراء اللقاح الثلاثي واختصاره (DTP) والذي يحتوي على لقاحات الدفتيريا والتيتانوس والسعال الديكي بأنه لقاح غير آمن وكان الجزء الخاص بالسعال الديكي من اللقاح يحتوي على بكتيريا كاملة لها علاقة بآثار جانبية متعددة ومضاعفات عصبية خطيرة.

حاليا يؤيد العلماء إعطاء لقاح بديل واختصاره (DtaP) حيث يحتوي على أجزاء فقط من الخلايا البكتيرية للسعال الديكي، ولذلك يسمى (الفارغ من الخلايا البكتيرية) وهذا بالإضافة إلى توکسينات موهنة Toxoids ضد الدفتيريا والتيتانوس. ولا يسبب إلا آثاراً جانبية طفيفة ويعطى لكل الأطفال الآن بدلاً من جرعة (DTP) القديمة.

غير رسمي

أجريت دراسة في أوكلاند بولاية كاليفورنيا توصلت إلى أن لقاح البكتريا الكروية

الرئوية الذي اعطي ل 35.000 طفل كان فعالاً بنسبة 90% ضد الأمراض التي تسببت عنها تلك البكتريا. وكانت الآثار الجانبية الوحيدة هي مجرد حمی خفيفة والم عند موضع الحقن.

 

وداعا لإلتهابات الأذن؟

لم يقنع العلماء ولم يكتفوا بمنع الحصبة العادية وإلتهاب الغدة النكفية والحصبة الألمانية والجديري والدفتيريا وشلل الأطفال والتيتانوس والسعال الديكي، بل اتجهوا إلى معذبة الطفولة ؛ التهابات الأذن المعدية. ففي غضون عام أو عامين، تتوقع الحكومة أنه سيتم إنتاج لقاح يستطيع حماية طفلك من أكثر الأسباب شيوعاً لإصابته بإلتهاب الأذن وهو البكتيريا المسماة بالبكتيريا الكروية الرئوية.             وفضلا ًعن التهابات الأذن، فإن تلك البكتيريا تسبب أيضاً أمراضاً أخرى خطيرة تتراوح ما بين الإلتهاب السحائي والإلتهاب الرئوي والعدوى الميكروبية للدم، مما يتسبب في مقتل حوالي 1٫5 مليون طفل في جميع أنحاء العالم في كل عام.

 

 

 

فلنلق بالأنفلونزا بعيداًً

 ومن التطورات الحديثة لقاح جديد للأنفلونزا خالٍ من الألم وبديل لحقنة لقاح الأنفلونزا التي كانت تعطى لأطفالنا. ويتوقع استعماله في موسم انتشار عدوى الأنفلونزا في عام ۲۰۰۰ وهو عبارة عن بخاخة رذاذ بالأنف وهي مؤثرة بنسبة 93 ٪ ضد الأنفلونزا، وبنسبة 98% ضد إلتهابات الأذن المعدية.

في الوقت الحالي تستخدم فقط جرعة الحقن ضد الأنفلونزا للأطفال الذين يعانون من حالات مرضية مزمنة (مثل الأزمة الربوية وأمراض القلب) أو مع هؤلاء الذين لديهم ضعف مناعي(في جهاز المناعة). ولكن بسبب أن الأطفال ينقلون عدوی الأنفلونزا ويساعدون على إنتشارها ولأنه من المحتمل أن تحدث لهم مضاعفات مثل الإلتهاب الرئوي فقد قرر الخبراء أن وجود وسيلة غير مؤلمة تمنع إنتقال المرض بين الأطفال ستكون ذات فائدة كبيرة لهم. وجرعات حقن الأنفلونزا تعمل بكفاءة لوقت قصير فقط وهي مصممة لمقاومة سلالة أو اثنتين فقط من مسببات الأنفلونزا المتوقع أن تكون أكثر انتشاراً خلال الموسم والتي ستتكرر على مدار الأعوام.

سنوات المراهقة (من 12 إلى 19 عاماًً)

في الثانية عشر من العمر، يقضي المراهقون وقتاً أقل في عيادة الطبيب لأن زيارات الطفل السليم السنوية لم تعد مطلوبة. ولكن لم تزل هناك بعض الأولويات                 أو الأساسيات (التحصينات والفحوص الشاملة ) التى لم يزل المراهقون بحاجة للحصول علي رعاية لها  بالإضافة إلى أولى زيارات أخصائي النساء.

التحصينات

في سن ال ۱۲ عاماً يجب أن تحصل الفتاة على كل التحصينات اللازمة لها. فإذا لم تكن أخذتها بالفعل، فإن هناك القليل مما تحتاج إليه بالتأكيد قبل أن تتجاوز سن ال ۱۲ عاماً :

* آخر جرعة حقن للتحصين ضد الفيروس الكبدي (ب).

* آخر جرعة تحصين ضد الحصبة والتهاب الغدة النكفية والحصبة الألمانية (MMR).

* التيتانوس أوالدفتيريا: جرعة منشطة في الفترة ما بين ال 10 وال 11 عاماً

* التحصين ضد الجديري (للفتيات اللاتي لم يصبن بتاتاً بالجديري أو لم يتم تحصينهن ضده).

الفحص الطبي العام

قد استمعنا جميعاً إلى النصيحة، فيجب عمل فحص طبي شامل كل سنتين                  أو ثلاثة. ولكن إذا لم يفعل أطباؤك أكثر من فحص القلب وقياس ضغط الدم فهل يكفي هذا؟

ولكي نكون واقعيين، فإن الفحص الطبي الشامل يجب أن يشمل بعضاً على الأقل مما يلي:

 *قياس نسبة الجلوكوز بالدم (السكر بالدم) : وذلك الفحص يستعرض كلاً من ارتفاع وانخفاض سكر الدم.

* قياس ضغط الدم: ودائماً ما يفعل الأطباء ذلك في كل زيارة.

* فحص الثديين : هذا الفحص السنوي اليدوي ضروري جداً لإكتشاف سرطان الثديين.

*عد كامل لكرات الدم: هذا الفحص يستكشف الأنيميا ويقيس مكونات الدم.

* التحصينات: ويعتمد ذلك على عمرك ِفهناك بعض التطعيمات التي يجب الحديث عنها على الأقل.

* مسحة "باب": وتتم بشكل روتيني كل عام كجزء من فحص منطقة الحوض.

*فحص لسرطان الجلد : هذا الفحص البصري لجلدكِ لاستكشاف سرطان الجلد يجب أن يتم كل ثلاث سنوات على الأقل (أو أكثر من ذلك في الغالب إذا كان لوالديك أو أسرتك تاريخ مع سرطان الجلد أو بسبب وجود بقع بنية كثيرة (حسنات) على جلدكِ) والمفروض أن يتم هذا الفحص بمعرفة أخصائي للأمراض الجلدية ولكن طبيب الأسرة وأخصائي أمراض النساء والممرضة الممارسة وآخرين من القائمين بالرعاية الصحية مدربون على اكتشاف النموات غير الطبيعية على الجلد.

* اختبار الدرن : وهذا الاختبار مخصص لاكتشاف الدرن ويجب أن يتم عمله كل عام للأفراد المعرضين للعدوی بدرجة عالية أو الذين يتوقع الأطباء لهم ذلك.

*تحليل البول: لاكتشاف التهابات الجهاز البولي وأمراض الكليتين إلى جانب أمراض أخرى (مثل مرض السكر ولكن في السنوات الأخيرة من مرحلة المراهقة فربما يكون الوقت قد حان للبدء في التفكير في الاستعانة بأخصائي أمراض نساء. وهذا الاقتراح بإجراء أول فحص يتعلق بالأمراض النسائية يكون موعده عند أول ظهور المشكلة تتعلق بأمراض النساء أو بعد الزواج أو عند سن ۱۸ عاماً (أيها يحدث أولاً).

اختيار أخصائي النساء

بعد الزواج مباشرة يجب استشارة أخصائي النساء وهو المتخصص في كل ما يمت بصلة لأنوثتك تشخيصاً وعلاجاً ويتم إختياره بمعرفتك بعد سؤال أسرتك أو صديقاتكِ أو طبيبِ أسرتك. وبعد جمع كل هذه المعلومات تضيق دائرة البحث عن الأطباء الذين لهم أماكن معقولة ومواعيد عياداتهم مناسبة والمناسبين لنوع تأمين الصحي والذين يتبعون مستشفيات جيدة والذين يعاونهم في العمل مجموعة حسنة الاستقبال والتعامل .

مسحة (باب) PAP Smear

وهي مسحة لعنق الرحم تؤخذ عن طريق المهبل ويجرى لها إختباراً يُسمى (اختبار "باب") وتؤخذ لأول مرة بعد الزواج. هذا  ولم يوجد في التاريخ كله اختبار للكشف المبكر عن السرطان مماثل لهذا الاختبار في فعاليته في هذا المجال. وجدير بالذكر أن  فحص مسحة "باب" الذي بدأ بعد الحرب العالمية الثانية قد  أدى إلى إنخفاض في معدل وفيات النساء بسرطان عنق الرحم بنسبة 70٪. والأكثر من ذلك أن 80% من النساء اللاتي توفين من سرطان عنق الرحم لم يجرین فحص "باب"في السنوات الخمس السابقة للوفاة.

توفير الوقت

حتى تجدي أخصائياً للنساء يمكنكِ مراجعة المكتبة العامة للحصول علي موجز وافٍ للأطباء الأخصائيين المسجلين في نقابة الأطباء ,أو غير ذلك من مصادر تبين أيضاً ماحصلوا عليه من شهادات علمية وما إذا كانوا حاصلين على البورد الأمريكى أم لا .

 

ويجب أن نتذكر أن اختبار "باب" ليس أكثر من استكشاف للخلايا، ومن المحتمل أن يكون له نتائج إيجابية زائفة كثيرة (بمعنى أن اختبار "باب" غير العادي لا يعني أن لديك سرطان أو ما يؤدي إلى السرطان) وبنفس الطريقة فإن اختبار "باب" له نتائج سلبية زائفة كثيرة. إن أي اختبار من إختبارات "باب" يمكن أن يغفل اكتشاف نسبة 40% من الحالات غير الطبيعية، ولكن كلما حصلت على نتائج طبيعية من اختبار "باب" كان ذلك مؤشراً على سلامتك. ولأن الحالة التي تؤدي إلى السرطان، وسرطان عنق الرحم نفسه يظهران ببطء       فإن تكرار مسحة "باب" كل عام يعطينا فرصة جيدة لمنع سرطان عنق الرحم.

واختبار "باب" بسيط وغير مؤلم حيث يقوم الطبيب بمسح عنق الرحم للحصول على خلايا منه يرسلها إلى معمل فحص الأنسجة لاكتشاف الأشكال غير الطبيعية.

وللحصول منك على مسحة مناسبة يجب :

* أن تتم خلال أسبوعين مباشرة من بعد توقف الحيض.

*تجنب العلاقة الزوجية لمدة 48 ساعة قبل أخذ المسحة.

* تجنب استخدام الدُّش المهبلي لمدة 48 ساعة قبل المسحة. كما يجب أن تجدي إجابة للأسئلة التي سيطرحها طبيبك وهي:

*هل توجد لديك أية عينات غير طبيعية من مسحة "باب"؟

* هل أنت نشطة جنسياً؟ وهل انتقلت إليك أية أمراض نتيجة لذلك؟

* هل شكوت من التهابات مهبلية أو إفرازات غير طبيعية؟

*متى كانت آخر دورة حيض؟

* هل شكوتِ من نزيف مهبلي غير عادي؟

* هل تناولتِ علاجات (مثل المضادات الحيوية أو أقراص تنظيم النسل                     أو أقراص هرمونات أو علاج لأمراض القلب)؟

*هل أجريت لكِ جراحات أو تناولت علاجاً كيميائياً أو علاجاً إشعاعياً؟

*هل أنت|ِ حامل؟

فكرة ذكية

لكي تعرفي ما إذا كان معمل التحاليل الذى تتعاملين معه حاصلاً على ترخيص فإتصلي بالرقم التالي فى الولايات المتحدة :800- LAB-5678.

 

واختبارات "باب" عالية الفعالية، بشرط أن تجرى في التحاليل الذي تتعاملين معه معمل معتمد بضمان أية هيئة رسمية. فإذا لم يكن المعمل معتمداً فيجب إرسال العينة لعمل آخر حاصل على ضمان جودة  في التحاليل ويمكنكِ سؤال طبيبكِ (وبالطبع إذا أرسلت مسحة اختبار "باب" إلى معامل خارج نطاق معامل التأمين الصحي يجب أن تدفعي تكاليفها في هذه الحالة). كما يمكنكِ أيضاً أن تسألي طبيبك عن :

* ما اسم المعمل وما هو عنوانه؟

*هل لطبيبكِ اتصال جيد بالعمل الذي سيتم فيه فحص مسحة "باب ؟ .

*وتسأليه هل يمكنني الاطلاع على نسخة من التقرير؟

*هل يخبر المعمل طبيبكِ إذا كانت العينة غير كافية حتى يحصل على عينة أخرى منكِ؟

أول فحص حوضي

بعد الزواج يبدأ أول فحص نسائي لمنطقة الحوض في غير أوقات توقع الحيض (ویمکن الفحص أثناء الحيض لأسباب خاصة، ولكن لا يفيد في الحصول على عينة "باب"). بعض الأطباء لا يمانع في فحص نسائي للحوض عندما تخف دماء الحيض أو في آخر يوم لها، وإذا كنتِ غير متأكدة فاسألي الطبيب.

وعند دخولكِ للكشف ستقوم الممرضة أو المساعدة بقياس وزنكِ وتسجيله وعد نبضك وقياس ضغط دمكِ. وتطلب منكِ تاریخ آخر حيض لك. بعد مغادرة الممرضة لكِ عليكِ الاستعداد لإجراء الفص لكِ بهذه المنطقة.

وعندما يحضر الطبيب فيجب أن تخبريه أن هذه أول مرة يتم إجراء فحص نسائي لكِ، وبحرية تامة اسألي عما تشائين. وهذا أيضا هو الوقت المناسب لتسألي عن وسائل تنظيم النسل ثم تساعدك الممرضة في إتخاذ وضع الفحص على السرير المخصص لذلك وتغطيك فلا يظهر منك ما يضايقك ، ثم تقوم المساعدة بفحص الثديين، ثم يقوم الطبيب بتعليم كيفية فحص ثدييكِ بنفسك كل شهر.

ولكن أغلب الأطباء يقومون أولاً بالجلوس مع المريضة للحصول على تاريخ وافٍ عن أحوالها الصحية قبل أن يقوموا بفحص أمراض النساء ويفضل أغلبهن مناقشة نتائج الفحص داخل حجرة الاستشارة، بعد أن يكن قد ارتدين ملابسهن بعد انتهاء الفحص وليس أثناءه.

ويفحص الطبيب فتحة الفرج أولاً ً لاكتشاف القرح والبثور والأشياء غير العادية على المنطقة الخارجية ثم يضع منظار المهبل المعدني لفحص المهبل من الداخل ولرؤية عنق الرحم، وقد تشعرين ببعض التعب ولكن ذلك يرجع إلى عصبيتك ، فيجب أن تساعدي نفسك بالإسترخاء وسيطلع الطبيب على أية إلتهابات أو إفرازات أو قرح ويأخذ مسحة لإختبار "باب".

يحصل الطبيب على عينة مسحة "باب" باستخدام عصا طويلة رفيعة في نهايتها قطعة قطن أو فرشاة خاصة، ثم يقوم بمسح خارج وداخل عنق الرحم. ثم يرسل العينة إلى العمل لفحصها والكشف عن أية تغييرات غير عادية في الخلايا.                   ثم وبعد إخراج المنظار المهبلي من موضعه يقوم الطبيب بفحص الرحم بإستخدام إصبعين داخل المهبل واليد الأخرى فوق أسفل البطن ومن هذا الفحص يتبين وضع الأعضاء التناسلية داخل البطن (الرحم والمبيضين) وأحجامها، ويفحص أيضاً المستقيم والشرج للبحث عن وجود بواسير أو زوائد شرجية أو مشاكل أخرى في تلك المنطقة. كما يمكن إجراء اختبار وجود الدم المختفي في البراز في هذا الوقت.

وهكذا يتم الفحص ولا يستغرق كل هذا أكثر من خمس دقائق وإذا حدث تنقيط للدم بعد الفحص لأي سبب (بعد الحيض مثلاً) فإنه لا يستغرق كثيراً ثم يتوقف.

بعد مضي شهر من الكشف يرسل إليك الطبيب نسخة من نتائج الفحص المعملي على مسحة "باب" أو أمراض منتقلة جنسياً. وإذا كنت تخشين من وصول الخطاب وعليه عنوان العيادة أمام جيرانك فاطلبي من الطبيب أن يرسلها في مظروف عادي لا يحمل أية علامات. إذا صدرت كل النتائج سلبية بعدم وجود أية أمراض فيمكنك تأجيل الفحص الثاني لمدة عام.