لقد قضيت سنوات في مراقبة الناجحين، ولا أعني بذلك الناجحين من حيث جمع الكثير من المال، أو تقلد الوظائف المرموقة. بل إن أكثر الأشخاص نجاحاً الذين قابلتهم في حياتي كان يعيش بشكل بسيط للغاية ومتواضع، ومع ذلك كان يستمتع بقدر رائع من السعادة والهدوء النفسي والرضا. كان هذا الشخص إنساناً لا تستطيع أن تسلبه ابتسامته الداخلية مهما حاولت.
إن كل شخص ناجح يملك هذا الحس الداخلي بالكرامة. ما الذي أعنيه بذلك؟ حسناً، إنهم أقوياء في ذواتهم، لقد نجحوا في التعرف على أنفسهم ومآربهم. إنهم ليسوا بحاجة إلى جذب الانتباه إليهم، لنهم في واقع الأمر لا يكترثون بآرائنا فيهم، إنهم منشغلون بقضاء مآربهم وتحقيق ما يصبون إليه في حياتهم. إنهم يتسمون بالكياسة (يا لها من كلمة كلاسيكية قديمة جميلة) ليس لأنهم يخشون أن يبدوا كالحمقى، أو يخشوا التعثر والسقوط على وجوههم، وإنما فقط لأنهم يؤثرون دائماً البقاء بمنأى عن انتباه وعيون الآخرين.
من الضروري – إن كنت تريد أن تكون لاعباً ماهراً – أن تبدي الاتزان والترفع، بمعنى أن تكون مهذباً ومهتماً بالغير، وأن تكون شخصاً يمكن أن يكون بمثابة قدوة للآخرين. هذا لا يعني أن تكون متحفظاً وفاتراً وجاداً وناضجاً. بل يبقى بإمكانك أن تكون مرحاً، ولكن لا تجعل نفسك أضحوكة. يمكنك أن تفعل ما يحلو لك، ولكن لا تفقد زمام السيطرة تماماً. يمكنك أن تسترخي ولكن يبدو أن تتراخى.
الكرامة تعني التحلي باحترام الذات، والاعتزاز الهادئ بالنفس. سوف تندهش من قدر ما سوف يكنه لك الآخرون من احترام وتقدير واعتزاز عندما تشرع في التحلي بهذه الصفات.