حين كنت مديراً ساعداً، كان ملبسي يوافق شخصاً في منصبي. وحين أردت الترقي لأكون مديراً تفحصت ما يرتديه المدراء، وما يرتديه المدراء العموميون. واخترت أن ألبس كما يلبس مدراء العموم وقد رقيت بالفعل لأكون مديراً عاما. وتجاوزت منصب المدير ما بين المدير المساعد والمدير العام. وهذا أسلوب يصلح لكل الوظائف. فلتختر الوظيفة التي تريدها. والبس كما يلبس من يشغلون تلك الوظيفة وسوف تحصل عليها. والأمر فعلاً بهذه البساطة. لكن حين تحصل على الوظيفة كن واثقاً من قدرتك على أدائها -فلا يمكنك أن تركض قبل أن تتعلم الممشى أولاً.

لقد أجريت العديد من المقابلات الشخصية طوال مدة عملي لشغل العديد من المواقع. وكنت دائم العجب مما يلبسه الناس في مقابلاتهم -فيبدو أحدهم كما لو أنه لا يريد الوظيفة؟ لقد رأيت مقابلات لشعل مناصب إدارية عليا، وكان أحد المرشحين للمنصب يرتدى بذلة قديمة وقميصا دون كي، وحذاءً دون تلميع، وشعره غير مصفف. وما كنت أنا لأوظفهم حتى ليعملوا صيادين - وأنا لا أعني هنا الاستهزاء بمهنة الصيد.

وقد رأيت أيضاً مقابلات لشغل مناصب إدارية عليا -يحضر فيها المرشح متأخراً، ويتجه إلى المكان الخاطئ. وفى تاريخ خاطئ، ومعه معلومات خاطئة، وربما كان متوجهاً للوظيفة الخطأ.

وقد عقدت مقابلات لمتدربين حيث كانوا يرتدون ملابس تدريب.

 

وأياً ما كانت الوظيفة التي تشغلها، فإن عينيك ينبغي أن تكون على ما بعدها. أليس كذلك؟ انظر إلى القاعدة الثالثة التي تقول لتكن لديك خطة. وإذا ركزت على الوظيفة التالية فعليك أن تعرف من يشغلها الآن. وادرس أحوالهم. كيف يرتدون؟ وماذا يرتدون؟ أي ذوق، وأي مستوى من الأناقة؟ وهل هناك ما يمكنك تعلمه من طريقة هندامهم؟ وهل تستطيع تقليد ذلك الآن، وحين أقول تقلد لباسهم أي أن تتعلم كيف تلبس مثلهم بشكل حقيقي. فإذا كان هذا اللباس حلة عمل أنيقة، فتعود إذن على ارتدائها.

وليس هناك أسوأ من أن تبدأ عملك في وظيفة جديدة وتبدأ نمطاً جديداً في المظهر! في الوقت ذاته سوف يلاحظ أن الياقة مثلاً غير مناسبة أو أن الحذاء ضيق أو غريب الشكل، وأن مستوى الأناقة لا يناسبك تماماً -أو أنك تجذبين التنورة للأسفل باستمرار، أو أنك تثبت رابطة عنقك لشعورك بالاستغراب لوجودها، وكل ذلك لأنك لم تتدرب من قبل على نمط زي الوظيفة الجديدة أو الوضع الجديد.