قد لا تعجبك الإجابات، ولكنك على الأقل سوف تعرف. إن معظم مشاكل العالم تنبع في صميمها من الافتراضات. نحن إن افترضنا (كلا لن أقدم على هذه الفعلة المريعة التي سوف تجعل منك ومني أضحوكة) فهذا يعني أننا نظن أننا نعلم بينما نحن لا نعلم في واقع الأمر. إننا نفترض أن المعلومة المغلوطة التي نملكها حقيقة، وبالتالي تزداد الأمور سوءاً. ونفترض أن خطتنا تروق للآخرين، ولكنها لا تروق لهم في الواقع مما يفسد الأمر. من الأفضل أن تطرح أسئلة مباشرة من البداية، وتحصل على إجابات واضحة.
إن الأسئلة تساعد على توضيح أي موقف. إن السؤال يضع الشخص في دائرة الضوء، لأنه يفرض عليه التفكير، والذي يعد دائماً نقطة ايجابية لكل شخص في ظل أي موقف. إن الأسئلة تساعد على توضيح الأفكار، وتتطلب إجابات، والتي بدورها تتطلب موقفاً يفرض التفكير مراراص وتكراراص وصولاً إلى النتيجة المنطقية، أو الخلاصة المنطقية.
وكما قال شخص بالغ الحكمة من أشد الناس قرابة إلى قلبي ذات مرة: "كلما ازداد فهمك لمعتقدات وتصرفات ورغبات ومطالب الغير ازددت أنت قدرة على اتخاذ رد
الفعل المناسب، وتغيير أفكارك كلما تطلب الأمر، وازدادت قدرتك على إحراز النجاح بشكل عام".
سوف يمنحك طرح الأسئلة وقتاً للتفكير، وسوف يسمح لك بفسحة من الوقت. بدلاً من أن تفلت الأمور من بين يديك لأنك تظن أنك تفهم الموقف جيداً، من الأفضل أن تطرح بضعة أسئلة قليلة، وتعرف الحقيقة. سوف تكون عندها أكثر قدرة على الرد بمنطقية وهدوء ودقة.
إنها إحدى سمات اللاعب الماهر، إنه الشخص الذي يطرح الأسئلة بينما يكتفي الآخرون بردود الأفعال، والإصابة بالذعر، وسوء الفهم والافتراض وفقد السيطرة وإساءة التصرف بشكل عام.
اطرح أسئلة على نفسك بشكل دائم ومستمر. سل نفسك عن سبب اعتقادك بأنك مصيب أو مخطئ. سل نفسك عن سبب إقدامك على فعل أشياء محددة، والرغبة في أشياء أخرى، والإقدام على تصرف ما دون غيره. استجوب نفسك بصرامة وشدة، لأنك ربما لن تجد من يفعل ذلك معك غيرك أنت، وأنت بحاجة على ذلك. إن هذا يجنبنا افتراض ما نتصور أننا نعرف أنه الأفضل لأنفسنا.
وبالطبع هناك وقت يجب أن تكف فيه عن طرح الأسئلة على الآخرين وعلى نفسك. يجب أن تتعلم متى تتراجع. كل هذا سوف يتطلب وقتاً طويلاً، وكلنا نقترف أخطاء أثناء التعلم. هل لديك أية أسئلة؟