كن مستعداً لأن تكتسب المزيد من الشجاعة كل يوم. لماذا؟ لأنك عن لم تفعل سوف تصبح جامداً، أو متكلاً أو خاملاً متخاذلاً. نحن جميعاً نملك حدوداً للراحة نشعر بداخلها بالأمان والدفء. ولكننا من وقت إلى آخر نكون بحاجة لاختراق هذه الحدود ومواجهة التحدي والخوف والتحفيز. إن هذه هي الطريقة التي سوف تبقينا محتفظين بشبابنا وسلامتنا.
إن بقينا متشبثين بحدودنا الآمنة، هذه، فإن الاحتمال القائم هو أن هذه الحدود إما سوف تشرع في الانكماش، أو أن شيئاً ما سوف يطرأ لكي يدمر هذه الحدود. لا يجب أن تبقى حياتنا على وتيرة واحدة، وعلينا أن نسعى دائماً من آن إلى آخر لأن نوجه إلى أنفسنا لكزة أو وكزة لكي نفيق من سباتنا الآمن. إن كنا قد تمرسنا على تخطي الحدود الآمنة الهانئة فإن هذه اللكزة لن تبدو ذات تأثير خطير علينا، وسوف نكون على استعداد لمجابهتها، وسوف يكون من الأسهل علينا التعامل معها.
ولكن الأمر يتعدى ذلك. إن تخطى نطاق حدودك الآمن سوف يعود عليك بنفع أكثر من ذلك كثيراً، وسوف يمنحك المزيد من الثقة.
ولعل أفضل ما في ذلك أنك سوف تكتسب هذه القدرة بمنتهى السهولة. إنك لست مطالباً بأن تخوض الصعاب، أو تخترق النيران لكي تتخطى منطقة حدودك الآمنة. يمكن أن يكون الأمر في بساطة القيام بشيء ما لم يسبق لك القيام به من قبل، أو ربما تشعر حياله بشيء من التوتر. قد يكون ممارسة رياضة جديدة أو هواية جديدة. قد يكون الانضمام إلى شيء ما. قد يكون ممارسة شيء –اعتدت ممارسته مع
الغير– بنفسك فقط بدون صحبة، أو التحدث مع نفسك في الوقت الذي اعتدت فيه أن تلتزم الصمت والهدوء.
نحن نفرض الكثير من القيود على أنفسنا، إن هذه القيود تحدنا، وتدفعنا للتراجع إلى الوراء. نحن نظن أنه لم يكن بوسعنا أن نفعل ذلك، حيث لم نكن نسعد به. عن تخطي منطقة حدودك الآمنة سوف يضعك خارج حدود نفسك، ويجعلك دائماً في حالة تعلم ونمو. سوف تبقى منتعشاً دائماً إن حرصت على توسيع نطاق تجاربك.