كل تصرف تقدم عليه، وكل قرار تتخذه، وكل شيء تفعله يؤثر تأثيراً مباشراً على كل من حولك، وعليك أنت أيضاً. وهذا هو الجانب المهم. هذا هو فراشك وانت الذي سوف تستلقي عليه. إن أفعالك هي التي سوف تملي ما سوف تؤول إليه حياتك بشكل عام، وما إن كانت ستمضي على ما يرام، أم أنها سوف تتعثر، وما إن كانت سوف تنساب في سلاسة أم ستنهار. إن كنت أنانياً مستغلاً فسوف يرتد هذا عليك سلباً. أما إن كنت بصفة عامة محباً ومعنياً بالغير فسوف تحصل على أجرك.
ثق بي. أياً كان ما تفعله، وأياً كانت طريقتك فسوف يرتد كل هذا عليك أنت. هذا ليس تهديداً، وغنما هي فقط ملاحظة. إن الشخص المحسن سوف يحسن إليه. أما المسيء فسوف يساء إليه.
اعلم أننا جميعا يمكن أن نشير إلى أشخاص يسيئون التصرف كما يحلو لهم، ومع ذلك نجحوا في الإفت بأفعالهم. ولكنهم لا ينامون ليلاً. لا يملكون أحداً يُكِنّ لهم حبا حقيقياً. إنهم يشعرون في قرارة أنفسهم بالحزن والوحدة والخوف. أما الشخص الذي يشيع حبا وطيبة فسوف يحاط بنفس المعاني الصادقة.
إنه أمر أشبهبتلك المقولة القديمة "أنت تمثل ما تاكله، أو أنت ما تأكله". أنت ما تفعله. انظر إلى وجوه الأشخاص الذين يشعون بهجة، وسوف تجد خطوط الضحك والابتسام محفورة في وجوههم. انظر إلى الأشخاص الذين يمارسون التعدي والتطاول، أو الذين يفرضون ما يريدون ويتغطرسون أو يؤذون الغير، وسوف تجد خطوط الألم
والمرارة والبؤس محفورة في وجوههم، سوف تجدهم يتجهمون في أوقات المرح. إن مثل هذه الخطوط غير قابلة للإزالة بأغلى أنواع المستحضرات، والكريمات، أو علميات التجميل. إن ما يفعلونه يمكنك أن تراه بوضوح في عيونهم. وحالهم وقت النوم بالطبع.
إذن كن حريصاً عند إعداد فراشك. إن ما تفعله سوف يرتد إليك. إنها علاقة تبادلية شريطة. ما تغرسه سوف تحصده. يجدر بك أن تهب، وتحسب حساب أفعالك من البداية. افعل الصواب في كل مرة، فأنت تعلم الصواب جيداً. عندها حينما تأوى إلى فراشك لن تكون فقط قادراً على النوم ليلا، وإنما سوف تنام قرير العين.