كم هو مهم. بينما نناضل في الحياة، أن نكون بحاجة إلى قسط من حس الدعابة، إن ما نفعله والأمور التي نتناولها بجدية يمكن أن تكون – بكل معنى الكلمة – بعيدة كل البعد عن كل ما هو مثير للضحك. نحن نغرق في الأمور الثانوية العارضة، والتفاصيل الهاشمية إلى الحد الذي يفقدنا حياتنا بدون حتى أن نلتفت إلى تلك الحقيقة. إن تخلينا عن كل هذه الأشياء غير ذات الأهمية يمكن أن يعيدنا ثانية إلى الطريق الرشيد. ولعل أفضل طريقة لتحقيق ذلك هي حس الدعابة، دعنا نضحك على أنفسنا، وعلى ما نواجه من مواقف، ولكن بدون أن نضحك ابداص من الآخرين، أو نسخر منهم، إنهم ضلوا الطريق مثلنا تماماً، وهم في غنى عن أن يسخر منهم أحد.
نحن نسقط فريسة أشياء مثل الخوف من رأي الآخرين فينا، وقلقنا بشأن الأشياء التي نملكها، أو الأشياء التي لم ننجزها. "كلا، لم أغسل السيارة منذ أسبوعين، وهي قذرة، بينما غسل الجيران سيارتهم بالأمس فأصبحنا مثيرين للرثاء"، إن اعترتنا فكرة مثل هذه فعلينا أن نجعلها مادة للدعابة والسخرية. لقد خلقت الحياة من أجل أن نحياها، من أجل أن نحياها، من أجل أن نستمتع بدفء الشمس، والأشياء الكبرى- لا أن نسقط فريسة الإحباط، لأننا أسقطنا بعض البيض على أرض المتجر.
إن التحلي بروح الدعابة مع نفسك، والمواقف التي تواجهها له تأثير إيجابي مزدوج. أولاً سوف يقضي على هذا التوتر، ويساعدك على اكتساب حس الانسجام مع النفس. وثانياً، سوف يكون له تأثير بدني ومزايا عقلية أيضاً. إن الضحك يفرز الإندورفين الذي سوف يجعلك تشعر بأنك في حال أفضل، كما أنه سوف يمنحك مفهوماً، وتصوراً أفضل عن الحياة.
أنا لا أقصد بذلك تعمد إلى إلقاء النكات طوال الوقت، أو تحيل كل المواقف إلى مواقف هزلية. وإنما أعني أن تكون أكثر قدرة على أن تستشف الدعابة والمرح في أي شيء تلقيه الحياة في طريقك – وسوف تجد دائماص ما هو مثير للمرح في أي شيء وكل شيء. ذات مرة أفقت بعدما أصبت بإغماء إثر حادث سيارة، ووجدت نفسي داخل غرفة صغيرة في المستشفى، وقد اعتراني ألم حاد. عندما أفقت من إغماءتي صحت بعدة كلمات بذيئة للتعبير عن حالتي وعندما فعلت ذلك، هرعب الممرضة وازاحت الستار عن فراشي لأجد رجل دين جالساً بالخارج لم يكن له أي علاقة بي، كان ينتظر في هدوء لحين إتمام الكشف على زميلة له مصابة بكسر في إصبعها، هذا هو ما اكتشفته فيما بعد، ولقد شعرت بالخجل، وقدمت له اعتذاري في الحال، إلا أنه نظر إليَّ في مرح، وغمز بعينه وقال في هدوء: "لا بأس، لقد قلت أنا نفسي ما هو أسوأ من ذلك".
إنك إن راقبت أي جانب من جوانب السلوك البشري فسوف تكتشف حدة المفارقات داخل هذا السلوك، تعلّم كيف تضع يدك على الجانب المرح في كل شيء. إنها أفضل تقنية للتخلص الفوري من كل الضغوط، وإذابة القلق والشك. جربها.