التعامل مع الخلافات الزوجية بذكاء:
عند حدوث تقارب بين شخصين، لن يكون بينهما توافق في کل شئ. وكي تكون العلاقة سليمة، يجب أن تكون هناك درجة من التوافق والاهتمامات المشتركة. لكن من الآمن جدًا أن يكون بينهما اختلافات بحاجة إلى التوفيق بينها، وهناك مجالات عدة للخلافات المحتمل وقوعها، مما قد يثير الدهشة أن هناك توافقاً حقاً بين الطرفين.
قد يكون بينك وبين شريكك اختلاف فيما تفضلان من حيث نمط حياتكما. فعلى سبيل المثال، يحب "ريك" العيش في المدينة وتتوق "جينت" للعيش بالضواحي، يفضل توماس الفنادق الفاخرة وجيليان حب المعسكرات. يستمتع دایلان بالحياة المرفهة ووسائلها، أما فينسيا فهي تفضل أن تحيا حياة بسيطة متواضعة.
بعض الخلافات أمراً طبيعياً اسمح له بالحدوث:
قد تختلفان بشأن كيفية قضاء أوقات فراغكما، ف "سونيا" مثلاً تحب مشاهدة الأفلام الأجنبية، بينما يفضل مارف الأفلام الكوميدية، ويعشق بیرت العمل وتفضل إدنا التنزه، وحب إلين الرياضات المائية ويعانی مارشال من دوار البحر، وباتريك يحب مشاهدة كرة السلة، ومارس تسام مشاهدة الرياضات، وتحب بوني التسوق، أما سكوت فيكره التجول داخل الأسواق.
قد تختلف أيضا أنت وشريكك في احتياجاتكما، فـ"أمورا" تحب أن تخصص لنفسها وقتأ تقضيه وحدها أما فرانك فيريد قضاء معظم الوقت أو أكبر قدر منه مع مورا. ناتالی تستعيد نشاطها بالسفر والترحال، أما كريس فهو يجدد نشاطه بالتواجد في المنزل وسط كتبه.
قد لا تكون أذواقكما متوافقة بشكل تام، ف"میل" يحب اللحوم والبطاطس وتعشق دوتي الطعام التبل. وتفضل مارتن المعمار الحديث، أما بيتسى فيروق له المعمار على الطراز الفيكتورى، وتحب ترسى السيمفونيات و"باء" يعشق الروك آند رول.
ربما تختلف سرعة سیرکما؛ حيث يسير سام بسرعة وتحب ليزا السير بهوادة، وتملأ ويندی دفتر مواعيدها بالأنشطة الاجتماعية أنا إليوت فهو يشعر بالضيق إذا حضر مایزید عن احتفال اجتماعی واحد كل أسبوع.
وأخيرا، قد لا تكون أولوياتكما وفلسفاتكما واحدة، فـ"إمی" محافظة فيما يخص النواحي المالية، و"آب" يحب شراء مایرید. و"هو" جمهوری محافظ أما فيفيان فهی ديمقراطية ليبرالية.
كيف يتسني لك أن تتعامل مع شخص يختلف تماما عنك في أحد هذه الأوجه؟ يمكن ذلك بمجرد ترك هذه الأمور وشأنها ومقاومة الدافع للعسل على تغييرها لتصبح استنساخ لا تريد أنت. فالأمر على مايرام كما هو دون تغيير.
لا يمكنك تغيير شريك حياتك كما تحب بالضبط!
يؤمن العديد من الناس بنظرية "الجوهرة المغمورة بالتراب" والتي تجعلهم يعتقدون في إمكانية تشكيل شركائهم حسبما يتراءى لهم حتى يصبحا کالجوهرة البراقة.
إن الرغبة البشرية في تغيير الآخرين قوية، ولكن لايمكنك اختيار شريكك على أساس اعتقادك بإمكانية تحويله إلى شخص آخر، فما يحبون ومايريدون وأسلوبهم في الحياة كلها أشياء أساسية في شخصياتهم كبشر، وعندما تقرر الدخول في علاقة مع شخص ما، فالمسؤولية تقع على عاتقك أن تقبله كما هو.
فأنا وزوجي، على سبيل المثال، مختلفان في اتخاذ القرارات، حيث أعتمد على حدسي وأتخذ قراراتي بسرعة مع توافر معلومات بسيطة جدا عن الأمر المراد اتخاذ القرار بشأنه. أما مايكل فهو يحتاج إلى توافر كم كبير جدا من المعلومات قبل الوصول إلى قراره أو خياره، ولك أن تتخيل أن عملية التسوق شكل نوعا من المتعة لكل منا رغم الخلافات القائمة
فذات مساء ذهبنا للتسوق من أجل شراء جاكيت له، وكنت مستعدة لشراء ما أريد بعد ماقام بارتداء الجاكيت الثالث ليرى إذا ما كان يناسبه، ومرة أخرى كنت مستعدة لاستكمال التسوق، بينما مایكل يجرب كل شترة ثناسب مقاسه حتى يختار مايتماشى مع ذوقه.
كان يمكن أن يقوم كل منا بإصدار الأحكام ضد الآخر وأسلوبه في اتخاذ القرارات ونخوض في جدال لا فائدة منه ولكننا فضلنا عدم القيام بذلك.
وقمنا بحل المشكلة كما يلي: لقد أدركت أن مایکل هو ذاته مایکل ومحاولة تغييره حسبما أرى لن تكون ذات جدوى فحسب، بل أيضا تكون نوعا من عدم الاحترام له ولشخصيته، وتراجعت عن موقفي وعن اعتقادی بأن القرارات السريعة أفضل من تلك التي تبنى على المعلومات الكثيرة.
في البداية أعتقد أنه يتعين عليه الإسراع في شرائه، ولكن بعد أن لاحظت مدی سخف الضغط الذي كنت أمارسه عليه سمحت له بالبحث كيفما يشاء، وقررت أنني معه لأقضي فترة الظهيرة في صحبته وحسب.
وراقبته وهو يجرب في ذلك اليوم سترات أكثر ما كنت اتخيل، وكان يستمتع بذلك جدا واستمتعت أنا كذلك بمشاهدته وهو سعيد في هذه اللحظات. لم يشتر أي شيء في ذلك المساء الذي سعدت بصحبته فيه لدرجة تعجز عن وصفها ولكن تركته يفعل مايريد كيفما يتراءى له وقضينا معا أوقاتا رائعة.
على الرغم من طبيعة اختلافاتكما أو أصلها، فستكون أنت وشريكك بحاجة إلى العثور على أساليب جديدة لترك مساحة لاحتياجات ورغبات كل شخص، وللعيش في تناغم وانسجام رغم الاختلافات الجلية بينكما.
التغلُب على المآزق في الحياة الزوجية
المأزق هو سوء تفاهم يؤدي إلى جمود أو توقف تام. عندما تعرض وجهات نظرك أنت وشريكك ورغباتكما وتكتشفا أنها مختلفة تماما، فستكونان أمام خیار، إما الانتقال إلى "حاجتك إلى إثبات صحة وجهة نظرك وحدك" أو "الرغبة في الوصول إلى نتيجة تصلح لكليكما". وسيحدد السيناريو الذي وقع عليه اختيارك إذا ماکنت تود الخوض في تفاوض فعال أو معركة حامية.
عدم الإتفاق في الرأي مُقابل الجدال
يختلف الأزواج في الرأي، إن هذه حقيقة مؤكدة تمامًا مثل قولك بأن السماء زرقاء، فهذا هو الحال مع جميع الأزواج، أي أنه من وقت لآخر سيصطدمان بآراء أو رغبات أو احتياجات متعارضة.
لكن ما یفرق الزوجين اللذين ينعمان بحب حقيقي عن غيرهما هو أنهما يحاولان تفتيت تلك الاختلافات ويتجنبان تصاعد الاختلافات في الرأي لتصل إلى حد الجدل والنزاع.
فعدم الاتفاق في الرأي يعني التمسك بوجهات نظر متعارضة، أما الجدال فيقصد به التمسك بوجهات نظر متعارضة مع استثمار الطاقات من أجل الفوز والانتصار على الطرف الآخر، وعندما يتصاعد عدم الاتفاق في الرأي إلى جدال، فإن الشريكين يستعدان لاتخاذ وضع المواجهة في محاولة لإثبات أفضليتهما.
ويحمل الجدال في طياته عبء محاولة كل من الشريكين إثبات صحة مايقول. إذا كان إثبات صحة القول أكثر قيمة من العمل على الوصول إلى نتيجة ترضى كل منكما، عندئذ فستبقيا في حالة حرب وقتال" حتى يستسلم أحدكما أو يرهق الآخر بهجماته، ومن يهيمن على الموقف فهو الفائز، وعادة ما يكون هو الشخص الذي يعلو صوته بالصياح ويشتد عضده في العراك أو من هو أكثر استهزاء وسخرية بالآخر أو يرهق شریکه بعناده المستمر ومقاومته.
لا مجال للهيمنة أو الفوز أو الخسارة في الخلافات الزوجية:
الهيمنة والفوز والخسارة جميعها مفردات تذكر في مجال المنافسات والحروب أكثر من كونها مستخدمة في ساحة علاقات الحب ، ومع ذلك يغر معظم الأزواج أنفسهم في العراك والقتال بمجرد ظهور أي اختلاف في الرأي بينهما، وبينما يكون الجدال عبارة عن معركة يخسر أحد أطرافها مع فوز الطرف الآخر فهي تجلب على كليهما المتاعب، وتأتي بهما إلى طريق خسارة المعركة ككل.
خطورة الخلافات الحادة في الحياة الزوجية:
يدمر العراك الرباط الذي تقوم عليه علاقاتنا، وإذا تبادلنا الألفاظ الجارحة في لحظات الغصب، فلسوف تتمزق الثقة بينكما، فلتلك الأوقات أثر أعمق من السيف، فإذا لم تشعر أنت أو شريكك بالأمان لإبداء اختلاف في الرأي، عندئذ يُمكن قمع الرغبات والحاجات المتعارضة حتى تظهر فيما بعد كنوع من الاستياء والامتعاض.
وعندما بدأ أندر وروبرتا في الشجار الذي على ما يبدو كان الشجار رقم مليون أو أكثر، انطلقت كلماته في غضب: "لايمكن الوثوق فيك، فإنك تنفقين الأموال دون مراعاة لأي شيء، فلسوف أحجز عنك جميع بطاقات الائتمان ودفاتر الشيكات نظرا لعدم مقدرتك على التعامل مع النقود كما ينبغي".
كان لهذه الكلمات أثر السكين في قلب روبرتا وشعرت بالامتهان، ربما كان أندر، عندما قال هذه الكلمات، يشعر بأنه صادق لكن الجرح الذي تسببت فيه كان عميقا ولا يمكن لروبرتا نسيانه أبداً.
ليس هناك ما يمنع الاختلاف في الرأي، بل يمكن أن يصل إلى حد النزاع في بعض الأوقات.
الأمر غير المقبول هو أن تتسبب في جرح الطرف الآخر، أي من تُحب.
فقط التثبت من صحة ما تقول، كن حذرا ويقظاً عند التلفظ بأية كلمة وقت الغضب، ركز على الموضوع قيد النقاش وتذكر أن محو شخصية شريكك سوف يتسبب في خسارة أكثر من الارتياح الذي قد تشعر به عند الانتصار.