كل يوم، وكل ثانية، تمضي حياتك بسرعة مخيفة. وسوف تواصل مُضيها بسرعة أكبر فأكبر، لقد سألت ذات مرة رجلاً في الرابعة والثمانين من عمره إن كان معدل سرعة مرور حياته قد أصبح بطيئاً عندما تقدم في العمر. لا أستطيع أن أذكر الكلمات التي عبر بها تحديداً، ولكنه أَجْزَمَ بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا لم يحدث. بل إن حياته واصلت زيادة سرعتها في الانقضاء والمرور. أحياناً أتساءل ما إن كنا نكتسب المزيد من السرعة قبل الإقلاع، هل تفهم ما أعنيه – أقصد نكتسب قدراً من السرعة قبل الرحيل. ولكن القاعدة هي أنك إن أردت أن تعيش حياة ناجحة وسعيدة ومرضية وذات مغزى، وزاخرة بالتجارب والمغامرة والمكافآت، فعليك أن تواصل حياتك. وأنا واثق من أن هذا هو ما تريده، وإلا ما كنت قد اقتنيت هذا الكتاب في المقام الأول.
إذن كيف نطبق هذا؟ حسناً، إن أسهل طريقة هي نفس الطريقة التي ننجز بها أي شيء آخر ندرك أننا يجب أن ننجزه. يجب أن نبدأ بتحديد هدف، ثم نعد خطة، ثم نصوغ مجموعة من التصرفات والأفعال لكي نتحرك صوب الهدف، ثم نحقق الهدف.
تصور أنك مدير مشروع في شركة كبرى، وأنهم يريدونك أن تنظم – لنقل مثلاً – معرضاً. يمكنك أن تبدأ بتوضيح ما تريده من المعرض، وما يجب أن يحققه (مثل بيع 100 منتج، أو تقديم هدايا مجانية، أو اكتساب 20 عميلاً جديداً). سوف يمنحك هذا
هدفاً تسعى إليه. وبعدها سوف تعد خطة – مثل حجز المكان، وتنظيم طاقم العاملين، وطبع الأوراق اللازمة، والمنشورات، والملصقات اللازمة ...إلخ، وبعد وضع الخطة، سوف تسعى لتنفيذها، ومن ثم تحقق هدفك.
إن الحياة لا تختلف عما سبق. إنها مشروع – ولكنها مشروع على نطاق أكثر اتساعاً، وأعظم قيمة.
أنا واثق من أنك قد فهمت ما أعنيه. يجب أن تمضي في حياتك، ولكن من السهل أن تضل إن لم يكن لديك هدف (أو مجموعة من الأهداف) وخطة. من السهل أن تنساب الحياة، وتفلت من بين يديك يوما بعد يوم إن كنت مشوشاً بشأن هدفك، وما تريد إنجازه.
لا شيء من هذا – بالمناسبة- سوف يسلبك تلقائيتك وعفويتك في الحياة إن كان هذا هو ما تظنه. إنني لا أنظر إلى الحياة على أنها مشروع، بمنتهى الصدق، وإنما أنظر إليها على أنها تجربة مثيرة للتحدي، تجربة مثيرة ومثمرة وغنية ومتنوعة وغير متوقعة ورائعة. ولكن عليك أن تفكر قليلاً في أنك تريد لنفسك الأفضل من الحياة. بدون هذه الفكرة، سوف تفلت منك الأيام. بدون هذه الفكرة، سوف يسهل أن تجد نفسك قد انجرفت بعيداً – وسحقك التيار.
كنت قد اعتدت أن أفكر بأن كل ما سوف يحدث أياً كان – سوف يكون جيداً. كنت مغامراً قدرياً، وكنت على استعداد لمواجهة أي تحد يُفْرَضُ عليَّ. ولكنني بمرور الوقت أصبحت أرى بوضوح ميزة أن تحدد هدفاً وتعمل على تحقيقه بدلاً من أن تسلم نفسك للأقدار. سوف يكون من الأسهل كثيراً عندها أن تتحقق كل الأشياء الطيبة.