لماذا التفاوض بين الزوجين أمراً ضرورياً؟

سيكون هناك أوقات يتعين عليك وعلي شريكك مُناقشة العراقيل التي تعترض طريقكما، إذا فعلت ذلك عن وعي وباحترام، ستتعلم كيف تحصل على نتائج تعود بالنفع على کليكما.

التفاوض أمر مطلوب لأي زوجين يمضيان معا في خضم رحلة الحياة سوية، والتفاوض هو عملية تحديد احتياجات ورغبات كل شخص والوصول إلى حل يرضي كلا الطرفين - أي إيجاد ما أطلق عليها "نتيجة اكسب - تكسب".

عند نشوب خلافات بين الطرفين - كما هو الحال دائما - سيصبح التفاوض مطلوبة وسيصبح ضرورية أيضا حال عدم كفاية الاتصال بينهما للقضاء على العراقيل والعقبات.

التفاوض بين الزوجين هو النقاش الموضوعي:

على الرغم من أن مصطلح "التفاوض" يستخدم في الغالب في مجال العمل التجاري أو المعاملات المالية، إلا أن نفس المبادئ والقواعد صالحة للتطبيق فيما يخص علاقاتك، والسبب وراء استخدام التفاوض كوسيلة للقضاء على الخلافات هو أنه أكثر الطرق فعالية للوصول إلى حل عادل.

ويصبح التفاوض ضرورة عندما يرغب طرفان في الوصول إلى اتفاق بشان علاقتهما، وهو ما سوف يعيد كل منكما - أنت وشريكك - إلى المسار الصحيح والوصول للحل العادل. التفاوض يساعد على التحكم في عواطفك ونقاط عدم الاتفاق مع العقل والمنطق.

وأكثر ما يدهش الكثير من الناس هو أنه حال الدخول في علاقة، يتطلب ذلك وقتا وجهدا، والوقوع في الحب هو الجزء المدهش من العلاقة ولكن الاستمرار في العلاقة بفاعلية يوما بعد يوم هو حقا التحدي، ولقد رأينا في القانون الخاس أنه من أجل الحفاظ على العلاقة بين شخصين، فإن التواصل والاتصال الفعال أمران لا غنى عنهما، والخطوة التي تلي الاتصال في التفاوض، فهو مطلوب بالنسبة للشركاء لتضييق الفجوة بين كيانين منفصلين والرجوع إلى التوافق مرة أخرى.

والتفاوض مطلوب أيضا للقضاء على الخلافات التي قد تنشب بين أي طرفين، عند نشوء علاقة بين شخصين، يتعين اتخاذ بعض القرارات والخيارات بشأن حياتهما المشتركة ويمكن أن يكون هذا تحدياً, ويرجع ذلك أساساً إلى حقيقة أن للناس وجهات نظر مختلفة فهم دائما لا يتفقون في وجهات النظر، وحال وجود اختلاف في الأولويات والقيم ونمط الحياة وما يفضله كلا الطرفين، عندئذ سيصبح التفاوض أمرا حتمياً.

التفاوض لتحقيق مكسب مشترك بين الزوجين:

يقصد بهذه النتيجة أن يشعر كلا الطرفين بالحصول على ما يريد دون التخلي أو التنازل عن أي شيء. فبدلا من سيناريو "إما كذا أو كذا" سيصبح "كذا وكذا". فبالنسبة للعديد من الناس، قد يبدو ذلك تحديا أكثر مما هو في حقيقة الأمر، والسبب وراء اعتقاد الناس بأن هذا الحل مستحيل هو إيمانهم بأن هناك وجهات نظر متعارضة وأن تلك الآراء مقصورة على صاحبها. لكنها في حقيقة الأمر ليست كذلك.

ليس بالضرورة تكون الخلافات مستحيلة التعايش:

ليس بالضرورة أن تكون وجهات النظر المتعارضة تجب بعضها البعض. فإذا كان الشخص يحب موسيقى الجاز مثلا والآخر يحب نوعا آخر، فلا يعني ذلك أن هناك شخصا واحدا فقط سوف يستمع إلى الموسيقى التي يهواها ولايعني أيضا أنه لن يسمع كلاهما مايحب.

بل يعني ذلك أنهما بحاجة إلى إيجاد طريقة ليتمكنا كلاهما من الاستماع إلى الموسيقى التي يحبان الاستمتاع بها. هناك دائما ما يحقق السعادة لكلا الطرفين إذا رغبا فى الخوض فى التفاوض للوصول إلى نتيجة تعود بالكسب عليهما.

التفاوض بهذا المبدأ المكسب المشترك من شأنه أن مثل نوعا من التحدي للبعض ؛ حيث إن معظم الناس يشعرون بالاستمتاع من كونهم على حق، ويفضلون المكسب بدلا من التنازل عن رأيهم للاعتراف برای شرکائهم.

وبالنسبة للعديد يعني الحل الوسط أن تكون الأضعف أو الأقل أمام الطرف الآخر، ومعناه أن تتنازل عما تريد وترضى بشيء أقل مما ترغب فيه. وعلى ذلك، ففي عملية المكسب المشترك، لا يوجد تنازلات، حيث إن التفاوض ينتهی بشعور الطرفين بالرضا للحصول على ما يريد.

طريقة النقاش والتفاوض لتحقيق المنفعة المشتركة للزوجين:

إن الخوض في عملية التفاوض لتحقيق المكسب المشترك، في حاجة في بادئ الأمر إلى أن تحترم حاجات شريكك ورغباته، فما يريده أو يرغبه شريكك ليس أقل أو أكثر أهمية مما أنت راغب فيه، فإذا حقرت من شأن قيمة ما يريد شريكك، تكون قد شرعت في الانحياز والابتعاد حتى قبل أن تعطي الموقف فرصة السير بتناغم.

حب سالى المسرحيات سلسة الأداء، وتقوم بتسجيل ما تُفضل منها حتی تتمكن من مشاهدتها في المساء، أما زوجها - دومينسك - فيرى أن مشاهدة التلفاز بشكل عام مضيعة للوقت وإهدارا لطاقات العقل وأنه هناك مايمكن - بل يتعين على سالی - عمله لاستغلال وقتها، وكثيرا ما كان يطلب منها إيقاف التلفاز حال وجوده بالمنزل، وكثيرا ما كان يجعلها تشعر بعدی سخف ماتقضي فيه وقتها، وعندما حاولت أن تنظم معه الأمر بحيث توفر له وقت الراحة الذي يريده ويسمح لها أن تشاهد برامجها ومسلسلاتها المفضلة، نهرها ورفض حتى مجرد الدخول في النقاش معها، وبعدم احترامه رغبة سالى، أغلق كل الأبواب التي قد توصل إلى التفاوض الفعال قبل أن يبدأ.

ستكون بحاجة للجوء إلى طاولة المفاوضات رغبة في الإنصات إلى ما ينبغي أن ينطق به شريكك. إذا ركزت اهتمامك على ماثرید، لن تكون قادرا على الاستماع إلى التفاصيل الدقيقة لما یرید شريكك. وستتجمد داخل معاییرك وحدودك، وستكون غير قادر على فتح آذانك أو عقلك إما هو جديد ومختلف ولما يعد احتمالات بديلة لما ترى، ويتعين أن يكون لديك رغبة صادقة في حل المشكلة، والتحرك بعيدا عن المأزق. ستفتح هذه الرغبة عينيك بحيث تتمكن من رؤية نموذج "طريقتنا" مقابل "طريقتك" أو "طريقتي". أي التحدث بصيغة الجمع لا الفرد.

عملية التفاوض بين الزوجين بمدأ المكسب للجميع:

التفاوض بمبدأ المكسب للجميع ليس بالصعوبة التي تراها فهو مجرد خطوات معينة ستأخذك من مكانك إلى حيثما تريد.

الخطوة الأولى أمامك أنت وشريكك في أن تقللا الفجوة بين رغباتكما واحتياجاتكما، ويحدث ذلك حينما تضعان الحقائق على الطاولة أمامكما لتريا إذا ماكنتما على وفاق أم لا. إذا كانت الأمور كذلك، عندئذ فالأمر على مايرام أما إذا كانت مختلفة، فلسوف تحتاج إلى الانتقال إلى الخطوة التالية.

الخطوة الثانية هي تقویم رغباتكما التي تتشاركان فيها ونتيجة لذلك فإنك بحاجة للوصول إلى إطار يجمع بين الشخصين - أنت وشريكك - في اتفاق واحد، ومفتاح ذلك هو العثور على رغبة صادقة مشتركة بينكما وعادة ما يتطلب ذلك النظر إلى ما وراء رغبة محددة لتحديد الغرض منها، فعلى سبيل المثال لن تكون الرغبة في حالة دید وبراين هي الذهاب إلى أسرة ديد أو قضاء العطلة في جزيرة بل قد تكون : "إننا نريد قضاء العطلة سويا بطريقة تسمح لنا باستعادة قوتنا في تناغم وطمانينة".

ولن يعترض أي منهما على تلك العبارة، وقد تؤدی إلى إيجاد نوع من الأرضية المشتركة يمكنهما النقاش على أساسها.

الخطوة الثالثة في طرح نقاط الاختلاف وما يريد كل منهما ولم... ثم مناقشة كيفية تحويل الرغبة المشتركة إلى حقيقة. والسؤال الأساسي الذي يتعين طرحه هو: "ما الذي بإمكاننا فعله بحيث تتمكن من الحصول على ماتريد أنت وما أريد أنا؟". وبمجرد طرح هذه الأشياء وتصنيفها وتعدیدها، تكون قد اقتربت من الوصول إلى حل بناء صالح لكليكما.