ذكرنا من قبل أن زيك ينبغي أن يكون أنيقاً ومميزاً وعصرياً، لكن ماذا تفعل لو ذهبت إلى شركة التصميمات تلك ووجدت كل موظفيها يرتدون الجينز والقمصان؟ في هذه الحالة سترتدي الجينز مثلهم. لكن احرص على أن يكون ملبسك من الجينز حينها الأكثر أناقة وعصرية والأحدث صيحة؛ لكن انتظر بالله عليك لا تحاول الاستخفاف بزملائك أو التحقير من شأنهم.
حاول أن تراقب الآخرين فلو كانوا يخلعون ستراتهم أثناء الاجتماعات ويشمرون أكمام قمصانهم فافعل ذلك، أما إذا كانوا لا يخلعون ستراتهم ويلتزمون بالشكل الرسمي فاتبعهم في ذلك أيضا ً أعرف أن ذلك قد يبدو واضحاً لك، لكنك ستفاجأ حين تدور بعينيك داخل القاعة وترى ذلك الشخص الذي يشذ عن المجموعة وكيف ينتهي به الحال إلى أن ينبذ ممن حوله.
إننا جميعاً -وبنسب متفاوتة -نحتاج إلى أن نكون جزءاً من الجمع، متسقين معه، ومنسجمين داخله، وأن نتضافر معه حتى لا نلفت النظر إلينا في أشياء ليست في صالحنا. وإذا كان الرئيس هو من يخلع سترته فافعل ذلك؛ لكن لا تكن نسخة بلا عقل تتبع كل ما يفعله الآخرون. فنحن هنا نتحدث عن الزي في وضع عام لا عن كل تفاصيله الدقيقة!
لقد كنت أرى دوماً أن من الأفضل التراجع للحظات كي أرى ماذا يفعل الآخرون دون التقدم مباشرة واتباع القطار الأول! وذلك التراجع اللحظي يمكنني من مراقبة الأمر، وقد يكون ما سيفعله الآخرون. منحدراً وليس فرصة للارتقاء.
ولقد وجدت من المفيد أن أتخذ نموذجاً أو قدوة لأرى ما إذا كان سيفعل أشياء محددة، أو سيرتدي نمطاً معيناً من الملابس. وطول حياتي المهنية كان ذلك النموذج هو " كارى جرانت “. فمن السهل عليك أن تسأل: " هل كان " كارى جرانت " ليرتدي هذا؟ " ولو كانت الإجابة نعم، فانطلق في ارتدائه، أما إذا كانت الإجابة بل لنفي فلا أفعل. أرأيت مدى سهولة الأمر. جرب أنت نموذجاً مثل: " همغرى بوجارت "، لكن راقب زيه في فيلم " كازابلانكا " لا فيلم" الملكة الأفريقية"
وحتى لو كانت تقاليد الملابس في شركتك فضفاضة وخفيفة وغير رسمية، فقد تستطيع بذل الجهد ليتناسب ملبسك مع ذلك أيضاً، المؤسف أننا في بريطانيا لا نحسن أبداً ارتداء الزي غير الرسمي. فلم يكن لدينا أبداً ذلك الطقس الذي يمكننا من أن نرتدي هذا الزي بالشكل المناسب، فنحن لا نستطيع أن نلبس السراويل القصيرة أو التنورات، أو القمصان الحريرية، لكننا نجيد ارتداء الزي الرسمي بشكل رائع.