إن الانسجام يعني القدرة على اتباع ثقافة الشركة، واستخدام نفس اللغة السائدة في الشركة هو جزء مهم من هذا الاتباع. وربما تخسر اللعبة إذا استخدمت مفردات غير مناسبة، أو إذا استخدمت مثلا مصطلحات الحاسب في وقت غير مناسب. فإذا كانوا جميعاً يستخدمون لغة خاصة بهم - وإن كانت مملة -فعليك أيضاً أن تستخدمها. وهذا ليس الوقت المناسب للنقاش حول مدى رغبتك في أن تكون جزءاً من شركة تتكلم بمصطلحات خاصة مملة - ويمكنك مناقشة الأمر مع نفسك حين تعجز عن النوم في ساعات الصباح الأولى.
فلو تحدث المدير مثلا بمصطلح " م. ا. ع " كاختصار لمعدلات إنتاج العمال، فعليك أيضا أن يستخدم نفس المصطلح، وليس من شأنك أن تعلم أفراد شركتك كلاماً جديداً، أو أن تلقنهم، أو توجههم، أو تعطيهم دروساً في الحديث، أو أن تمنعهم عن استخدام لغتهم. لكن عليك لزاماً أن تتحدث لغتهم - أعرف أنك قد تصرخ أحياناً من ذلك -لكن ذلك ضرورة.
لقد عملت في وقت ما مع رئيس عمل إيطالي، وكان لسوء معرفته بالإنجليزية قد اخترع لفظ clienters مازجاً فيه بين كلمة " عملاء " Clients وكلمة " زبائن " Customers بالإنجليزية، ولأنه كان الرئيس فقد أصبح هذا المصطلح السخيف هو الأشهر بين كل العاملين وحتى المدير العام. وكان يمكنني حينها أن أصرخ قائلا: " لا، لا، لا هذا خطأ توقفوا عن تلك الكلمة حالاً "، إلا أن ذلك كان سيمثل حماقة كبرى.
لو فعلت ذلك، فكلمة (clienters)التي أسمعها طوال الوقت وأكرهها كلما سمعتها. كنت أعرف أنه يجب على استخدامها.
حاول أن تستمع قليلاً لاستخدام زملائك للغة - هل يستخدمون لغة فصيحة أم عامية أم شيئاً آخر؟ ونحن لا نتحدث عن لكنات الناس في هذا السياق، وإنما نتحدث عن ذلك القاموس الخاص الذي يتفق زملاؤك على استخدامه. وقد عملت أيضأ مع رجل أمريكي دأب على وصف العمال الجادين بالمكسيكيين. وكانت تلك فكرته - من وجهة نظره-السياسية الصحيحة -لكنها بالطبع كانت سيئة وخاطئة ومثيرة للضيق. لكن لكونه كان المالك للشركة بقد ذاع مصطلح " المكسيكيين "، ورغم قبحه وبشاعته فقد أصبح لفظا دارجاً.
لكن ينبغي عليك كسر تلك القاعدة لو اتجهت تلك اللغة إلى فحش القول، فقاعدتنا تنهي تماماً عن استخدام الألفاظ غير اللائقة، لكن ماذا لو كان كل فرد في الشركة يفحش في القول؟ الإجابة. لا تفحش أنت في قولك. فالقاعدة (٤ -٨) تتفوق على القاعدة (٦-٢).