نحن نعرف الآن القواعد التي تتبعها، فعاذا عن قواعد الآخرين؟ وما هي معاييرهم؛ وأي كتاب قواعد يتبعون؟ وأي نسق يقتدون به؟ الغالب أنهم يصنعون قواعدهم أثناء مشوارهم وهذا يجعل منهم أناساً غريبي الأطوار ولا يمكن التنبؤ بأفعالهم.
لن تجد الجميع يملكون معاييرك السامية في الأمانة والأخلاق. وستجد أن لدى بعضهم ما لديك من الود والاحترام والقدرة على صعود سلم النجاح. لكن الكثيرين بالمقابل سوف تكون قواعدهم محل شك.
وكتاب القواعد الذي تقرؤه الآن ينبغي أن يظل سراً، فإذا أفشيت سر قواعدك فإنك بذلك تخرق هذه القواعد، ولو افترضت أن الجميع يعملون على أساس قواعد أخرى مختلفة، فلن تكون قد حدت عن الحقيقة، فلا ينبغي عليك أن تفترض أن لديهم قواعد أفضل أو أسوأ مما لديك، بل هي مختلفة وحسب. وإذا افترضت أن لديهم قواعد كتلك التي لديك أو أفضل منها، فأنت بهذا تدفع نفسك إلى الشعور بالتخاذل والإحباط والانخداع والحزن والغضب.
وإذا افترضت أن قواعدهم أسوأ مما لديك، فستصبح أكثر ارتياباً وأكثر قلقاً وأكثر خوفا وتشككاً.
أما افتراضك اختلاف قواعدهم عن قواعدك بصرف النظر عن اعتقادك فى مدى جودتها فسيبقيك ذلك يقظاً وتفتحا ً، وحذرا ً، لكنك قادر على التوقع، ومتواصل دون إفراط فى الثقة، ومتجاوب دون أن تكون ساذجاً.
إن ذلك أشبه بالأداء في فنون القتال.
- فتكون يقظاً ومتحفزأ، دون تعصب أو عدوانية.
- وتكون مرناً منساباً، تتحرك كالقط وتراوغ كل ما يعترض طريقك دون اقتفاء أثر لمحاربين.
- أن تكون مستعدا لأي حادث عارض باتخاذ الموضع الجيد.