نظرية السلة الخالية من الأحجار في العلاقات الزوجية!
أتذكر الزوجين ليلى وتشارلز اللذين تقابلا واتفقا على أن يكون بينهما تواصلا مبنيًا على أساس من الارتباط؟ لیلی تشاركني ماتسميه هي قاعدة "السلة الخالية من الأحجار"، وهي قاعدة أساسية أعتقد أنها مهمة وقيمة وتستحق أن نلقي عليها الضوء.
وتشرحها لیلی کالآتي: يمكننا أن نحمل سلة صغيرة وغير مرئية بعقولنا. ولكي تكون ذات قيمة وفائدة لنا يجب أن تكون هذه السلة خاوية وخفيفة حتى لاتثقل كاهلنا.
ولكن قد نحمل أحيانا مشاعر من الرفض، أو الغضب، أو الضيق أو أي رد فعل سلبی کالتجاهل أو الامتناع عن البوح بما يجول داخلنا للشخص الذي ينبغي أن يعلمه فتتحول هذه المشاعر إلى أحجار. وكل حجر يوضع في هذه السلة أي في عقولنا يبقى هناك حتى تدرکه وتقرر اقتلاعه من جذوره.
وتظهر المشكلة عندما يحمل الشخص سلة مليئة بالأحجار (في عقله) ويحاول التظاهر بأن كل شيء على مايرام. ومهما حاول إخفاء ذلك فإن أصوات اصطدام الأحجار بعضها ببعض سيشتت ذهنه ويعوق افكاره.
وسوف يضغط وزن هذه الأحجار على العقل كحمل ثقيل ويعوقه عن الحركة. وبالتالي فليلي تشرح ذلك بتوضيح أن الهدف هو أن تبقى السلة خالية من الأحجار. فيمكنك أن تعمل دون أن تشعر بالإعاقة بسبب رأس مليئة بالأحجار.
وفي كل مرة تتمالك فيها نفسك أمام استخفاف شريكك بك، تزيد أحجار السلة حجرا. وكلما امتنعت عن إبداء رغبة لك، تحول امتناعك هذا إلى حجر آخر، حتى حينما تكبح جماح غضبك يتكون بذلك حجرًا جديدًا.
وهكذا يمكنك أن ترى أنه خلال وقت بسيط ستمتلئ سلتك بأحجار تسقط على رأس شريكك في شكل تراشقات صغيرة، أو قنابل ثقيلة أو حتى خرية لاذعة، أو تعليقات تحمل معان كثيرة، وقد تحدث انفجارات لبقايا عاطفية ظلت لفترة طويلة.
وهناك من يختارون طواعية التمسك بهذه الأحجار، بل وصقلها حتى تصير أسلحة حادة في صلابة الماس. فأنا أعرف سيدة كان زوجها غير أمين معها، وبدلا من أن تصارحه بحقيقة مشاعرها تجاهه فضلت أن تكتمها باعماقها وكانها تحمل أحجارا في سلة وتتحين الفرصة کی تنهال بها عليه.
وهي تترك هذه الأحجار تزداد ثقة لأنها تسمح لأصدقائها بان يعبروا عن سخطهم إزاء ماتفعله ، ولأنها ترفض أن تطرح عن نفسها هذا العبء الجسيم وتوابعه أيضا التي تتمثل في شعور زوجها المتواصل بالخزي وتأنيب الضمير.
وهكذا فإن الهدف من أي توحد بين شخصين هو التخلص من هذه الأحجار أو (الأعباء النفسية) بأسرع مايمكن عند ظهورها، إذ إن الاحتفاظ بها لن يزيد الأمر إلا سوءا، وسيثقل عليك وعلى من حب وعلاقتك به.
أفصح عن سريرتك لشريك حياتك
تتضمن نظرية "السلة الخالية من الأحجار" وصية جوهرية ألا وهی؛ الإفصاح عن السريرة. فربما تظن أنك لن تحاول أبدا الإفصاح عما بداخلك خشية ماقد يحدث من عواقب.
ولكنك إذا ما أبقيت حقيقتك سرًا بداخلك اعتقادا منك أن شريكتك لن تتحملها أو أنها ستتسبب في جرحها أو إغضابها بحبك لايمكن إصلاح مافسد فأنت بذلك تؤذيها بشكل لا يمكن لك تصوره.
أنت بذلك لاتقل سلتك فقط، وهو ما يؤثر عليها على كل حال، ولكنك أيضا تحرمها فرصة الحصول على الخبرة من خلال ما تختزنه أنت من خبرات.
ولنستمع إلى قصة كلوي وآرون، فقد تزوجا منذ ثلاث سنوات. وخلال تلك المدة كانت کلوی تخفي مشاعرها الحقيقية تجاه بعض تصرفات آرون، فقد كانت تشعر أنه لايراعي مشاعرها، وكنتيجة لذلك تأثرت علاقتهما وبدأت تسوء حيث كانت کلوی ترفض هذا الأسلوب. وفي نهاية الأمر وجدت كلوى نفسها وقد وصلت إلى حي لايمكن تحمله، فإما أن تتكلم مع آرون بصراحة أو نهی هذه العلاقة، فلم تكن مستعدة لتحيا بهذه الطريقة، وهكذا أخبرته بما يؤرقها، وعلى الرغم من أن رد فعله كان سيئا في البداية بحكم كبريائه الجريح، ولكنه في النهاية عبر عن رغبته في معرفة ماسعدها مما فتح أمامها بابا لستوی جدید من الارتباط
إنه ليس بالأمر السهل أبدا أن تكشف عما بداخلك حينما يكون ذلك سببا في إيلام شخص آخر. فقد تكون بحاجة للانتظار حتى يصل الحجر إلى ثقل لايستطيع رأسك تحمله. وفي النهاية، لعل عبء تمسكك بحقيقتك يكون أعظم من تخليك عن الصمود أمامها فستحتاج إلى أن تأخذ نفسا عميقة، ثم تفضي بما في نفسك، وإلا فالخيار الوحيد أمامك هو إنهاء هذه العلاقة.
وإذا أردت أن تتخلص من إحدى هذه الحجارة ولكنك تشعر بالخوف ، فاسأل نفسك ماهو أسوأ مايمكن أن يحدث. ولو فعلت ذلك حتى النهاية ستتمكن من إلقاء الضوء على المخاوف الفعلية التي تعيقك.
حينها فقط ستنكمش التعود إلى حجمها الطبيعي. وبالنسبة لكلوى، فكان أسوأ مايمكن أن يحدث لها هو أن تخبر آرون بما كانت تشعر به حیال سلوکه معها ما قد يؤدي إلى أن يشعر هو بالإهانة التي قد تدفعه إلى الابتعاد عنها، وهذا قد يؤدي إلى تدميرها، ولكنها أيضا كانت تعلم أنها ستظل على قيد الحياة بعدها، لأنها أرادت أن تكون علاقتها من ذلك النوع الذي تطرح فيه الحقائق بلا خوف.
بعد ذلك تأتي الخاطرة، وهو إيمانك بأن علاقتك تمتلك قوة كافية تحتمل مثل هذه المغامرة. فإن لم تحتمل فستكون على الأقل قد عرفت ماهو أسوأ مايمكن أن يحدث، وأن هذا الشريك ليس هو من يمكن أن يتوحد معك بنفس المستوى الذي تريده. وبالطبع سيكون هذا الأمر مؤلة، ولكنه لن يصل إلى درجة الألم الذي يسببه رأس مليء بالحجارة.
إطلب ما ترید في الحب
ليس هناك ما يمكن أن يخلق المشكلات کامتناعك عن طلب ماتنشده حقاً، تلك هي أسرع الطرق التي تسبب الشعور بالاستياء، حيث إنها لاتؤثر فقط على حقیقتك الملموسة بل قد يصل الأمر إلى احترامك لنفسك. .
لنرىَ قصة زوی وريتشارد:
لقد تزوجا منذ تسع سنوات وكلما ذهبا لقضاء إجازة، يقوم ريتشارد بوضع كل الخطط التي تخص هذه الرحلة، فيحجز التذاكر ويحدد خط سير الرحلة، ثم يفاجئ زوی بان ترتيبات الرحلة أصبحت جاهزة دون أن يكون لها دور فيها. وفي كل مرة تتظاهر زوی بالسرور، ولكنها تتمنى من أعماقها أن يدعها ريتشارد ولو لمرة واحدة أن تختار هي المكان الذي سيقضيان به الإجازة.
لقد كانت تجده أمرا صعبا أن تسأله ذلك، فهي لا تريد أن تبدو جاحدة. وكانت تفكر أنه طالما أن ريتشارد هو من يقوم بتمويل الرحلة فله الأحقية في تحديد مكان الرحلة وكيفية قضائها.
إلا أنها في كل مرة تبتلع رغبتها هذه في أعماقها، وتؤثر الصمت تنتزع جزءا من تقديرها لنفسها، ذلك لأنها تستاء من عدم قدرتها على البوح بمكنون نفسها وطلب ماتريده.
وليس من السهل دائما أن تطلب ماترید، فهناك الكثيرون مثل زوی يخافون أن يفهمون على أنهم يطالبون وهي صفة لايحبونها، وهناك آخرون يخافون أن يقابلوا بالرفض أو يخشون من تعليق الشريك على رغباتهم، كأن يصرخ بها مثلاً: (تریدین ماذا؟ ! !") أو أنهم يعتقدون أنهم لا يستحقون حقا مايرغبون فيه.
فإذا كان طلبك لا تريد يمثل لك صعوبة كبيرة، فعليك أولا أن تحاول فهم الأسباب قبل أن تبدأ بالبحث عن حلول جديدة.
أما إذا كنت تعتقد أن ماتريده أنت ليس مهما، فأنا أرى أنه عليك بالعودة إلى القانون الأول من هذا الكتاب ، وترى إلى أين يمكن أن يقودك اعتقادك هذا، وربما كنت بحاجة إلى التفكير بشكل مختلف.
أنت تستحق أن تطلب ما تريد من شريك حياتك !
فأنت تستحق أن تحصل على ماترید، وإذا ما آمنت بذلك وجدت أن الأمر أسهل بكثير.
فإذا كان ذلك الأمر صعبة بالنسبة لك، لأنك شخص متحفظ، أو لأنك خائف، إذن عليك أن تبدأ من البداية حتى تعد نفسك تمامًا.
فيمكنك أن تتدرب على التعبير عن رغباتك في الأشياء الصغيرة أولا كان أن تقول: "أريد آیس کریم" أو "لا أرغب في رؤية هذا العرض التليفزيوني" وهكذا ستقوى في نفسك العزيمة حتى تجد أن إبداء رغبتك أمرا سهلا للغاية، وفي النهاية ستستطيع أن تطلب ماهو أكبر من ذلك كأن تقول: ("أريد الذهاب في رحلة بحرية بدلا من التزلج على الجليد")
أو تقول: ("أريد أن أقيم في المدينة") ودع من يهمك امرهم يعلمون أنك تحاول أن تبدي رغباتك، فحينما يعلمون بانك تحاول أن تغير من نفسك ستنال مؤازرتهم وتأييدهم بالتأكيد.
وهكذا، يمكنك مواجهة مخاوفك وظنونك التي تقف في طريقك وتمنعك من الحصول على ماترید، بل وتحرمك من فرص الحصول عليه أيضا. وإلا فهيا، تعلق بظنونك الواهية واقض على رغباتك، ثم عش برأس تمتلئ بالمنصات أو "سلة تمتلئ بالحجارة"، إنه اختيارك أنت.
إن معرفة كيفية التواصل مع شريكك لهي عملية مستمرة ودائمة. وهي تأخذ الكثير من الوقت والمران حتى تظل قنوات الاتصال مفتوحة. ومع كل مهارة جديدة تتعلمها تسمح لكل طاقات علاقتك أن تنطلق إلى أقصى مداها. فكل حقيقة تكتشفها أو كل تبادل مثمر مع شريكك يقربك منه خطوة، ويقوي ويعمق الصلات بينكما.