يا إلهي، يا له من أمر طويل! إنها قاعدة شديدة الصعوبة في الإنجاز، ولكنها صعوبة مقصودة. عندما تذهب إلى عملك إذن عليك أن تنجزه في أتم صورة بشرية. إن كنت أباً، عليك أن تكون أفضل أب ممكن. إن كنت بستانياً، عليك أن تكون أفضل بستاني، لأنك إن لم تفعل، فما هو هدفك إذن؟ ولماذا؟ إن كنت بصدد فعل شيء، أي شيء، وتتعمد أن تكون الثاني فهذا أمر مؤسف. إن هذه القاعدة بسيطة للغاية، سهلة للغاية. دعنا نأخذ الأبوة على سبيل المثال، ما أفضل طريقة ممكنة للأبوة، ليس هناك بالطبع إجابة صحيحة وإجابة خاطئة، إنه تقييم شخصي محض. ولكن من وجهة نظرك أنت، ما أفضل طريقة للأبوة؟ حسناً، والآن هل سيكون هدفك أقل من ذلك؟ بالطبع لا.
ويصح هذا أيضاً على كل شيء تقوم به. يجب أن يكون هدفك هو الأفضل على الإطلاق، أفضل ما تراه. بمجرد أن تصبح لحكم، أو كبير الخبراء، سوف يسهل عليك أن تنجز كل توقعاتك، لأنها ملكك، ومن بنات أفكارك. لا أحد غيرك يستطيع أن يحكم إن كنت قد نجحت أو فشلت. لا أحد غيرك يمكن أن يضع معايير لما أنت بصدده.
انظر، ربما تكون هذه حيلة. إن كنت فقط قادراً على الحكم على نجاحك، فهذا يعني أنك سوف تحصل على الدرجة لانهائية في كل مرة. أليس كذلك؟ كلا
على الأرجح. من المدهش أن ندرك كم نقسو على أنفسنا عندما نكون بمنأى عن أنظار الآخرين. إن كنا نخدع أنفسنا فسوف ندرك أنه ببساطة ليس هناك مبرر لذلك.
إن أعظم وأروع شيء في تحديد مقاييسك هو أن أحداً غيرك لا يملك الحكم، لا أحد غيرك يمكن أن يرشدك إلى الصواب والخطأ والحسن والقبيح. كم هو أمر مريح؟ إنها الراحة التي لا تعرف حدوداً. بعدما يكون هدفك هو الأفضل على الإطلاق، وبعدما تضع كل الضوابط اللازمة لتحقيق ما تريد، كل ما عليك عمله هو أن تختبر عملك بشكل دوري وفق الضوابط والمقاييس التي وضعتها لكي تقيم نفسك.
لست بحاجة إلى الكثير من التفصيل. يمكن – على سبيل المثال-أن تجمل مفهومك عن الأبوة في العبارة التالية: " سوف أبقى دائماً سنداً وملاذاً لأبنائي". أنت لست مطالباً بسرد تفاصيل حتى لنفسك، بشأن عدد المرات التي تقول لهم يومياً كم تحبهم، أو كيف أنك تحرص على ارتدائهم جوارب نظيفة كل يوم. كلا، إن هدفك ببساطة هو "أن تبقى دائماً سنداً وملاذاً لأبنائك" وهذا هو أفضل ما لديك على الإطلاق. والآن إن فشلت في موقف ما، لأنك لم تكن هذا الملاذ، فلا بأس في الفشل، ولكن أن يكون هدفك هو أن تكون الثاني من حيث الأفضلية فهذا هو الخطأ.
كل ما عليك عمله هو أن تفكر بشكل دائم بشأن ما تفعله، ثم تجعله هدفاً أمامك، أن تريد الأفضل. إن السر هو أن تدرك ما تفعله، وأن يكون لديك
مقياس وأنت تراقب – أنت وحدك-مستوى أدائك. حدد أهدافك، لتكن أهدافك بسيطة، وقابلة للتحقيق.