بين الحين والآخر لابد أن يحدث شيء ما يثير حنقك، ولكنك لاعب ماهر الآن، ولن تفقد أعصابك بعد اليوم، كيف؟ والإجابة هي تحديداً إحدى جواهر الحكمة القديمة. يجب أن تكتسب عادة العد حتى عشرة سراً على أمل تخطي حالة الغضب. إن هذا هو تحديدا ما يحدث لي بشكل دائم، وهو ما يمنحني دقائق ثمينة أستعيد خلالها توازني، وأتذكر أين أنا ومن أنا. وبمجرد أن أستعيد رباطة جأشي وحكمتي وهدوء أعصابي، أستطيع أن أعثر على إجابة صحيحة.
ولكن العد حتى عشرة من الأمور المهمة. "إنها الطريقة القديمة، أسمعك وأنت تقولها. أجل ولكنها طريقة مجدية. ألا تحبها؟ إذن يمكنك أن تبحث – على الرحب والسعة – عن أي شيء آخر تقوله سراً، يمكنك أن تقول مثلاً بعض الأبيات الشعرية، ولكنها يجب أن تكون قصيرة، لذا فإنني أقترح عليك عبارة يجب أن أغوص في البحر ثانية، يجب أن أذهب إلى البحر والسماء، لقد تركت بنطالي وجوربي هناك وأتساءل عما إن كانا قد جفّا. قد يثير هذا في نفسك الرغبة في الضحك، كما يمكن أيضاً أن يعمل على تهدئة أعصابك.
إذا طُرح عليك سؤال لست متأكداً من إجابته. فعد حتى عشرة قبل أن تجيب، وسوف يعتقد من يطرح عليك السؤال أنك شديد الحكيمة ومتروٍ ومتأني التفكير. (لا تخبرهم إذا كنت تريد بالفعل كسب الوقت لمعرفة الإجابة)، ولكم من المفيد أن يُعمل المرء عقله قبل أن يبادر بالرد أو الإجابة، إن هذا الصمت يمكن أن يحميك من الوقوع في مشاكل جمة.
إن فُرِضَ عليك موقف مثير للتحدي، أو المواجهة فإن العد الهادئ حتى عشرة يمكن أن يساعدك بدرجة كبيرة. كنت ذات مرة في مكان شعبي مزدحم في المدينة، وشعرت بجوع شديد لذا توجهت إلى متجر يبيع السمك والبطاطس. بعدما حصلت على الطعام، همس أحدهم في أذني قائلاً بأنني يجب أن أتوخي الحرص الشديد أثناء مغادرة المكان. وعندما سألته عن السبب، أجاب بأن هناك زمرة من الشباب تجلس فوق جدار الطوب، وسوف تتربص بي لكي تسرق الطعام مني "إنهم يوفرون على أنفسهم الوقت الذي يضيعونه في انتظار دورهم في الصف".
تركت المتجر وانا أرتجف قليلاً-بل كنت أشعر بخوف حقيقي. ولكنني عقدت أزرار معطفي، والتقطت نفساً عميقاً، وبقيت واقفاً أنظر إلى هؤلاء الشباب، عددت حتى عشرة ببطء بينما كنا ننظر إلى بعضنا البعض ثم تعمدت السير نحوهم مباشرة. عندما وصلت إليهم، وأنا ما زلت أعد، أشاحوا بوجوههم عني، وتركوني لحالي.
يا إلهي كم كانت وجبة السمك والبطاطس شهية!