الندم، شعرت به في بضعة مواقف.. إنك تتوقع أن أقول لك إنه ليس هناك مجال للندم. ولكن هذا عندما يحدث يمكن أن يساعدك كثيراً، إن قررت أن توظف هذا الندم لكي تحدث فارقاً وتمضي قدماً.
هناك ثلاثة أنواع من سيناريو "ليتني فعلت هذا". النوع الأول هو عندما تشعر بصدق أنك لم تقتنص الفرصة، أو أنك افتقدت شيئاً. والسيناريو الثاني هو عندما ترى شخصاً أنجز شيئاً عظيماً، وتتمنى لو كان أنت، أما السيناريو الأخير فلا يخصك أنت، وإنما يخص الآخرين – الأشخاص الذين لا يكفون عن لعن حظوظهم "كان يمكن أن أكون عقلية فذة". إن كانت فقط قد سنحت لي الفرصة، إن كان الحظ قد دق على بابي، إن كانت الأمور قد تيسرت. ولكن النبأ المؤسف الذي أود أن أسوقه للمجموعة الأخيرة هو أن الحظ إن كان قد جاء صاغراً ليدق بابهم لكانوا قد فوتوا على أنفسهم الفرصة.
عندما تكون بصدد الحديث عما أنجره الغير، فسوف نجد أن هذا العالم ينقسم إلى فريقين: الفريق الأول هو الذي ينظر إلى الآخرين بعين الحسد، والفريق الثاني هو الذي ينظر إلى الآخرين على أنهم أداة تحفيز. إن وجدت نفسك تقول: "أتمنى لو كنت قد فعلت هذا، أو فكرت في هذا، كنت هناك، أو شاهدت هذا، أو عشب هذا، أو التقيت بهم، أو فهمت هذا، فهذا يعني إذن أنك بحاجة لأن تتعلم أن تتبع هذه العبارات بعبارة: "ولكني الآن سوف..."
في العديد من الحالات قد لا يكون الشيء الذي تمنيت أن تفعله قد فاتك تماماً بالفعل، حتى إن لم يكن هو تحديداً ما كنت ستفعله سابقاً، إن كنت على سبيل المثال تفكر قائلاً: "ليتني كنت قد اقتطعت عاماً من دراستي الجامعية، وسافرت إلى الصين
مثلما فعل هذا وذاك"، هذا يعني بكل وضوح أنك لن تملك القدرة على العودة إلى الوراء، وقلب الزمن لإنجاز ما تريد. ولكن يمكنك مع ذلك أن تأخذ عطلة لستة أشهر الآن، وتسافر إلى هناك الآن. يمكنك أن تطيل من فترة عطلتك، وتسافر إلى هناك (بصحبة الأسرة إن لزم الأمر) أو يمكنك أن تضع الرحلة على خطة التقاعد في قمة قائمة "الأشياء التي سوف أفعلها".
ولكنك إن كنت تشعر بالندم، لأنك لم تحرز الميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية في العدو لمائة متر، لأنك اعتزلت الرياضة وأنت في الرابعة عشر فإن هذا لن يتحقق الآن وانت في الرابعة والثلاثين من العمر. ولكن القرار الذي يجب أن تتخذه وقتها هو ألا تتخلى عن أي فرص مستقبلية. وهكذا يمكنك أن تقرر الاشتراك في فصول تعلم الغطس لكي تضمن أنك بعد عشرين عاماً من الآن لن تتحسر على دروس الغطس التي فاتك تعلمها.
