قد تظن أن هذا أمر أوضح وأجلى من أن يوضع ضمن هذه القواعد. لكننا جميعاً في حاجة دائمة للتذكير بقول "من فضلك" و" شكراً" وهو سلوك بالغ الأهمية. وللأسف لا يحدث بالشكل الكافي. فالناس يتعللون عادة بالانشغال أو النسيان، أو أن هذه التعبيرات يجب أن تفهم ضمنياً من سياق الحديث ولا حاجة إلى ترديدها في كل مرة. وهذا محض هراء. والسبب الرئيسي لنسيان تلك الكلمات هو تلك السلوكيات السيئة القديمة الواسعة الانتشار. فلو بدأنا تجاهل المفاهيم الأولية للأخلاق والآداب فلا جدوى إذن من وجودنا، وإذا لم نكن متحمسين بالقدر الكافي لنشكر شخصاً ما، أو نتحمل عناب شكره، فقد حان الوقت إذن لاستعادة تلك المفاهيم.
مهما يكن عدد المرات التي يمرر إليك فيها أحد زملائك ورقة -فلا تمل مطلقاً من قول شكراً في كل مرة دون استثناء. ومهما يكن عدد المرات التي تطلب فيها نفس الشيء -فلا تتقاعس عن قول: "من فضلك"، فلو قام أحدهم بأداء خدمة لك مهما كانت صغيرة، أو تافهة أو متكررة أو معلة فلا تنس أن تقول دوماً: " شكراً لك".
ولو نسيت قولها مرة فستذكر على أنك غير مهذب، غير متحضر، وغير لطيف. كن ودوداً مع زملائك، واجعل يومهم سعيداً باستخدام هذه التعبيرات الودودة المهذبة، كنت أعمل في إحدى المراحل مع مدير كان يتمكن من إحضار فريق عمله إلى نوبات العمل في الصباح الباكر، أو القدوم إلى العمل في العطلات، أو دفعهم للعمل لساعات إضافية، أو العمل في عطلات نهاية الأسبوع، أو حتى كان يجعلهم يأخذون العمل إلى منازلهم لإنجازه وما كان أحد المدراء غيره قادراً على هذا. وكنا نشاهد ذلك محاولين فهم ما يقوم به ولا نستطيع نحن عمله. لقد كان يملك ولاء فريق عمله بشكل لم نتمكن نحن منه. أعرف الآن أنك فهمت سر هذا المدير وتريد القول بأنه كان يردد دوما: "من فضلك"، "شكرا لك".
نعم هذا ما كان يقوله بالفعل. إن تلك الآداب البسيطة حققت شيئاً كبيراً. ولا أظن أن فريق عمله كان يعي ما يفعله تمام الوعي. فقد كان يستخدم هذه التعبيرات المهذبة عن عمد لتحفيز فريقه، وإننا لم نستطع معرفة ذلك لفترة طويلة. وأغلبنا كان يرى أنه يستخدم أيضاً تلك التعبيرات المهذبة مثل: "من فضلك"، "وشكرك"، ولكن هذا المدير كان يستخدمها بشكل مختلف، فقد كان يقولها كل مرة بصدق وهو يعني ما يقول. لذا حين تقولها يجب عليك أن تعنيها وأن تقولها بصدق. فالشكر الحار المخلص يحقق الكثير. إضافة إلى أنها طريقة ممتازة للرد على المجاملات والمديح الذي يوجه إليك، فلو أخبرك أحدهم بأنك فعلت أمراً بشكل جيد، فلا تخجل وتتلعثم قائلاً: " لقد كان أمراً بسيطا" فذلك يقلل من قدر المجاملة. لكن الأفضل أن ترد قائلا: " شكراً لك"، ولا تستخدم أبداً عبارة " من فضلك " للتعلق أو الاستجداء. حيث يمكنك قول "هلا عملت خلال استراحة الغداء اليوم، فنحن محتاجون لتغطية أكبر للاتصالات، وأؤكد لك أنك ستعوض وقت راحتك لاحقاً ". لكن لا تقل أبداً: " أرجووووك، هلا عملت لوقت إضافي ".