لماذا ينهار التواصل بين الحبيبين؟
دائما ماینهار التواصل بسبب سوء التفاهم او بسبب رسائل غير واضحة.
- على سبيل المثال- طلبت مؤخرًا صديقتي "وندي" من زوجها "جاك" أن ينتظرها في المطار، وفي اليوم التالي في الساعة السادسة وصلت وندى وانتظرت بالخارج حتى السابعة إلا الربع ولكن لم يظهر جاك، واتصلت به فوجدته نائمة.
وسألته: "ماذا تفعل؟ من المفروض أن تكون بانتظاري في المطار؟"
وفوجئ جاك بوندی" لأنه لم يكن يتوقعها حتى السادسة مساء والوقت كان السابعة إلا الربع صباحا. ولأنها لم تؤكد أنها ستصل صباح فتوقع أنها ستصل في الموعد الطبيعي في السادسة مساء. واستقلت وندی تاكسيا عائدة إلى المنزل وهي تعد نفسها وتعد جاك أن تكون أكثر تحديدا في المرة القادمة.
يمكن أن تتلبد سماء التواصل بالغيوم إذا حدث تغيير في انشغال أحد الطرفين أو كلاهما بسبب إحدى القضايا، وفيما يلى واحدة من أفضل القصص لدى والتي توضح ذلك. قصة إد وايلين، فهما زوجان منذ أكثر من 30 عاما.
كان إد يتدرب في إحدى الأمسيات ليريح عضلاته التي تؤله بعد يوم طويل في لعب الجولف، وكان تركيزه منصبا على بثرة في قدمه عندما وصلت ايلين في الساعة السادسة.
وطوال الطريق إلى المنزل بعد انتهائها من لعبة البريدج كانت ايلين تفكر فيما إذا كان إد قد تذكر أن يطعم كلبها بافي، وكان تركيزها على وجه بافی عندما طرقت باب الحمام وهي تسال إد بصوت قلق: "هل أطعمتها؟".
ولأن إد كان مركزًا على قدمه فظن أن إيلين تسأله: "هل تؤلمك؟" فأجابها: "الإصبع الصغير فقط". وسمعته إيلين بطريق الخطا أنه يجيبها: "كلا التوست الصغير فقط" وذلك لأنها كانت تفكر في بافی.
وسألت باستغراب "توست؟ لماذا تطعم الكلب توست؟".
وعندما انتهى إد من حمامه أدرك أخيرا هو وإيلين ماذا فعل بهما سوء التواصل وتشاركا في الضحك. توضح هذه القصة كم مر سهل أن يتغير مفهوم كل منهما في تبادل المعلومات بسبب الإدراك الفردي لكل منهما.
هذا الانهيار في التواصل بالذات يشير وبوضوح كم هو من السهل أن تختلف خطوط الاتصال وتتشابك ويحدث سوء التفاهم، ويمكنك أن تتخيل إلى أي مدى يمكن أن تتعقد الأشياء عندما تظهر القضايا على السطح، وكيف يمكن لمثل هذه المواقف أن تتسبب في حدوث مشاكل حقيقية إذا فقدت الروابط أهم دعائمها.
عندما تتعارض الإشارات ونفقد الروابط، فمن السهل أن نجعل الموقف يمر ونكتبها بالطبشور تحت عنوان "سوء تفاهم". وإذا لم تمسحها، فلن يكون هناك شيء يمنع تكرار حدوث هذا الموقف. ولمحوها تماما، يحتاج كلا الطرفين إلى التحقق مما هو خطأ، وتحمل مسؤولية الجزء الخاص به، ويسامح الطرف الآخر لما فعله أو فعلته، ويبحث عن طرق تمنع تكرار هذا الموقف في المستقبل. فوندی" و "جاك" الآن يقومان بالتأكيد على الوقت سوا، صباحا أو مساء عندما يعدان الترتيبات واتفق كل من إد وايلين على ألا يتحادثا من خلال باب الحمام والدش مفتوح.
تجنب محاولة قلب الحقيقة أو الكذب مع حبيبك:
الحقيقة الملتوية أو المزيفة هي واحدة من الطرق التي تقضي على التواصل والثقة، فإذا ثبت أن أحدكما يكذب، ستنهار الثقة وتظهر الحواجز، وإذا لم تنكشف هذه الكذبة فستظهر حواجز صامتة تخلقها الأسرار الخفية. وعلى أية حال، فهناك شرارة تظهر خلال تدفق التواصل تؤدي إلى الانقسام وليس الاتحاد.
فجوهر التواصل هو الكاشفة. ومع كل تغير يحدث، يكون لدى الشريكين حرية اختيار إما أن يتقاربا اکثر لبعضهما البعض وذلك بمكاشفة حقيقتهما البعضهما البعض أو التباعد أكثر فأكثر بالإبقاء على الأسرار ورفض المشاركة فيما بداخلهما. ومثلما قلت في القانون الثالث، فالتمتع ببني الحواجز بينما المصارحة والمكاشفة تبنى الجسور. إن الخيار لك وحدك، إما حواجز وإما جسور.
ودائما ما تجد نفسك تبني الحواجز دون حتى أن تدرك ماتفعله مثلما حدث في حالة بلير، حيث كانت تحب شراء الملابس ودائما ما كانت تتعدى الميزانية المسموحة لذلك، وفي كل مرة يحدث ذلك كانت بلير تتسلل بمشترواتها إلى الشقة وتنزع البطاقات من عليها وتضعها في الدولاب وكأنها موجودة طوال الوقت وذلك أثناء غياب جیفری. ولاحظ جيفري إحدى مشترواتها الجديدة وسالها فأجابت ببراءة: "هذه؟ إنها موجودة منذ زمن بعيد".
ولم تدرك بلير أن الطاقة التي استخدمتها لتخفى وتحمي سرها هي التي بنت حاجزا بينها وبين جيفري، والجزء الذي تكتمته والمسؤول عن الحفاظ على السر هو نفسه الجزء الذي لم يكن جيفرى على علم به وبالتالي لم يكن هناك أية جسور.
وسواء كان إخفاء الحقيقة بخصوص شیء تافه مثل شراء الملابس أو شيء خطير مثل الخيانة فالنتيجة واحدة، فهناك حائط أصبح بينكما، وتوقف التواصل. تذكر أنه يمكنك أن تبني الحواجز أو الجسور وليس كليهما.
تجنب المبالغة في إظهار التوقعات والافتراضات مع حبيبك:
ندخل جميعا في العلاقات العاطفية وبداخلنا بعض التوقعات لما ستكون عليه الأشياء، فنمضي ومعنا افتراضنا لما ستكون عليه العلاقة، وكيف نشعر بها، وكيف سيكون سلوك شريكنا، وكيف يتحدث، ويرتدي ملابسه، ويقود سيارته وكيف يأكل ويشرب ويغسل أسنانه ويعد المائدة وكل مايصل إلى مفهومنا على أنه صحيح. ولايعني ذلك كما يعتقد معظمنا - أن نتوقع من شريكنا أن يكون مثاليا، ولكننا نحب أن يقوم بالأشياء مثلما توقعناها منه بالضبط
كلما نكبر ينطبع في أذهاننا مفهوم معين. ونتعلم من المسؤولين عنا، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة ماهو "الطبیعی"، وبهذه الصورة المحفورة في عقولنا، نخرج إلى العالم ونحن نتوقع أن نتكيف مع واقعنا، ودائمًا ودون وعی نجد أنفسنا نتحرك في نفس القوالب التي تحرك من خلالها آباؤنا منها الفعال وغير الفعال، وذلك لأن هذه القوالب محفورة بداخلنا، هذه النماذج أو القوالب تقوم بدور المرشح "لما يجب أن تكون عليه " الأشياء.
ولأن كل شخص ينش في جو عائلی مختلف وفريد، فكل منا لديه الافتراضات عن الطبيعية وهي مختلفة تماما عن الآخر، وعندما تتصادم توقعات الشريكين يقع الانفجار، ويتزايد الإحباط ويصبحا أكثر تحفزاً، ودون وعي يحاول كل منهما أن يجعل الآخر پایر مايراه من وجهة نظره أنه الصحيح، وهنا تبدأ الدائرة المفرغة من سوء التفاهم، والإحباطات، والاتهامات وتبدأ السدود في الارتفاع بينهما.
وكما ترى يمكن للافتراضات أن تلحق الدمار بالعلاقات، فتجعلنا نركز على التوقعات غير المنطوقة وبذلك نجعل من شركائنا مصدرا لإحباطنا. فشريكتك ليست قارئة للأفكار، ومهما تكن درجة التقارب بينكما، فلا يمكن لها أن تعرف وبدقة مايدور بعقلك أو بماذا تشعر في تلك اللحظة ، فالأمر يرجع إليك بأن تخبرها بماذا تشعر وماذا تريد أن تعرف عنك، وأن تطلب منها ماتحتاج إليه.
يمكن للافتراضات أيضا أن تبعدك عن عملية التواصل، فإذا افترضت أنك تعرف ما الذي يريده الآخر فإنك لن تسال، وستخر فرصة جوهرية للحوار تساعد على دمج العلاقات الداخلية الشخصية ببعضكما البعض، الافتراضات تقضى على عملية التساؤل وتخنق روح المصارحة.
وتقريبًا في كل علاقة مرت علي خلال هذه السنوات كانت الافتراضات، واستخدام الحدس والتوقعات هي مصدر سوء التفاهم. ففي الواقع، في كل مرة يقع التصادم بين الشركاء ويتصاعد يكون السبب دائما هو الافتراضات، واستخدام الحدس بصورة غير واعية ونتائج التوقعات غير الظاهرة. واليك بعض الأمثلة، وحاول أن ترى إذا ما أمكنك التعرف على أي منها.
أراد دارن أن يصطحب هولى للاحتفال بمرور ستة أشهر على زواجهما، فقام بالحجز في مطعم شهير وغالى وافترض أن هول ستحب ذلك، فمن وجهة نظره من الذي لايحب أن يتناول العشاء في أفخر وأغلى مطعم بالمدينة؟ وعندما أخبر هولى بما خطط له أصيبت مولی بخيبة أمل؛ لأنها كانت تعتقد أن دارن سيحب قضاء هذه الليلة في مطعم هادئ ورومانسي مثلما تريد.
- "سامنثا" شخصية رومانسية، وكانت تؤمن أن الرجل إذا أحب فهو يعبر عن هذا الحب بالزمور، وقصائد الحب، والهدايا المفاجئة.
ولكن مارك كان أكثر واقعية فكانت طريقته في التعبير عن حبه لها من خلال مقاييس عملية مثل أن يرسل لها نسخة من كتاب يحتوي على معلومات عن أجهزة الفاكس، لأنها كانت تريده أو يهديها حذاء طويلا ليدفئ قدميها في الشتاء في عيد الحب، وكانت سامنئا دائما محبطة لأن مارك لم يكن مو فارسها الرومانسي الذي يلائم الصورة التي بخيالها، ودائما ماكان يشعر بضيق لأنه لايدرك الخطأ.
نشأ برایان مع أم كرست حياتها لتربيته هو وأشقائه، وعندما تزوج جيس كان يتوقع منها أن تقوم بنفس الدور مع أطفالها. ولكن جيس كانت تحب عملها كمحررة أخبار ولم تكن تنوي أن تتخلى عن وظيفتها لترعي أطفالها طوال الوقت.
ورغم أن جيس تعرف الكثير من السيدات اللاتي يفعلن ذلك مع أطفالهن وكانت تحترم اختيارهن إلا أنها لم تكن تشعر بأن ذلك سيكون مناسبة لها، وواجه برایان وجيس طريقا مسدودا ، فقد كانت غاضبة من برایان لأنه يريد أن يفرض ماكان يتوقعه منها عليها، وكان هو غاضبا، لأنها لم تحقق الصورة التي كانت بخياله عن كيف يمكن أن تكون الزوجة؟