بينما تجلس أنت والجميع تحتسون القهوة ورد ذكر زميل لكم، إنه الشاب " آدم " -والآن نعلم جميعاً آن آدم هذا هو كشوكة في الظهر بالنسبة لجميع الحضور، فهو لا يتحمل أعباء عمله، ويتسلل من العمل، ويسرق الأقلام ومشابك الورق، إضافة إلى إزعاجه الدائم لأفراد الأمن، وإلقائه أعباء عمله على الآخرين بقدر الإمكان، ولومه الآخرين على أخطائه. وهو في العموم شخص بغيض، ولذا فكلكم يشكو منه من وراء ظهره ويفرغ ما في صدره في غضب حيال سلوكه. لكنك لن تفعل ذلك، ولن تشترك معهم فيه، نعم قد يفعل الآخرون ذلك لكنك لن تفعل مثلهم. من الآن فصاعداً. فقد صرت من متبعي قواعدنا ومن ثم فإنك ستدافع عن الآخرين.
ليس مهماً كم هو بغيض ذلك الزميل، لكنك دائماً ما ستجد فده شيئاً حسناً -حقيقياً -لتذكره، وسيكون ذلك هدفك، أن تجد شيئا طيبا لتقوله عنه مهما يكن.
ربما يكون ذلك صعباً في البداية، لكنك لو التزمت به فسيسهل عليك بمرور الوقت -إنها مسألة عادة ونظرة عقلية فحسب. فإذا ما اعتدنا على السب واللوم، فهذا ما سنظل نقوم به. لكن إذا عدلنا من منهجنا فسنكون أكثر إيجابية -لكن ذلك يحتاج قدراً من الجهد يبذل أولا لإحداث ذلك التغيير.
إن الدفاع عن الآخرين، أياً كان شكله، سيعطيك سمعة الرجل الذي يستطيع إيجاد ما هو لطيف في كل فرد ليذكره عنه، وأولئك الذين كنت تشكو منهم سيعلمون أنك من بين كل أفراد العمل الذي يدافع عنهم، وسيمنحك هذا ولاء أولئك الأقل شعبية بين الفريق وسيكون لك كالملاك الحارس.
ربما يبدو هذا النوع من العلاقات غريباً بالنسبة لك لكنها تصنع المعجزات -فهؤلاء هم من سيحمون ظهرك في حالات الطوارئ. وهم من يعلمونك إن حاول أحدهم الكيد لك. وهم من سيزيل من أمامك كل عقبة؛ لأنهم يعلمون أنك تهتم لأجلهم. وإذا كنت في حاجة فهم أول من ستناديهم.
وكم سيكون مدهشاً مدى سرعة انتشار تلك الفكرة التي تؤكد أنك شخص لطيف، لا تسب أحداً، ولا تشكو من أحد، وتعاند المظلومين -وأنك رجل تدعم الآخرين وتستطيع رؤية أية ميزة نافعة في تفاحة كاملة الفساد. ويجب أن تعلم أن عليك أن تقوم بهذا السلوك بأمانة وإخلاص -فلا يجب أن يكون ما تقوم به كذباً أو تجملاً. وإن لم تجد ما تقوله فمن الخير أن تصمت. لكنك ستجد دائماً خيراً لتقوله في شأن أحدهم -فلا يوجد شخص ليس لديه ميزة.
ولنعد مرة أخرى إلى " آدم ". ما الذي يمكنك أن تقوله بشأنه؟ إنك ستبدأ أولاً بالقول بأنه يجيد صنع قهوة رائعة، أو أنه دائماً يصل في موعد العمل، أو أنه يجيد التعامل مع العملاء أو أن لديه حساً فكاهيا عاليا. أو أنه دائماً على علم بنتائج مباريات الهوكى. المهم أن تداوم على القول: " لكنه طيب؛ لأنه... ".