كم هي الحياة ظالمة –فأحياناً ما يتهرب الزملاء من العمل وتقع أنت في فخ العمل المتزايد؛ وأحياناً ما يكون الرؤساء غيره مؤهلين لمناصبهم وغير أكفاء، وغالباً ما يكونون متناقضين؛ وأحياناً ما ترى الحمقى يترقون من حولك؛ وأحياناً أخرى تكون مضغوطا من كثرة العمل؛ أو تواجه الكثير من أنظمة العمل الغبية. فيالها من حياة ظالمة! ولكن لتخبرني الآن إذن ما الذي سوف تجنيه من الشكوى في كل تلك الحالات.
أخبرني إن كانت الشكوى ستغير أي شيء، كلا إنها لن تغير من الواقع شيئاً. إن الشكوى ما هي إلا أداة اخترعها التعساء الذين لا يجدون عملاً يقومون به. وهم غالباً من يشكلون الصف التالي لصفوف النمامين. وربما كانوا هم النمامون أنفسهم. فغالباً هم كذلك، فعندما ينتهون من شكواهم يبدءون في النميمة.
إن الشكوى لا جدوى منها. فإنها غير بناءة ولاتجنى من ورائها شيئاً، كل ما تفعله هو أن:
- تجعلك كأحد الحمقى، التافهين، المثيرين للشفقة.
- تدفعك إلى العبوس والتجهم -وذلك أمر غير جذاب.
- تضيع الوقت.
- تجعل منك مصدر جذب لغيرك من الشكائين.
- تلصق بك سمعة الشخص غير المتعاون، وغير المنتج.
- تنخر في عزمك وتضعك في دائرة مغلقة.
فماذا أنت فاعل إذن إن كنت ممن اعتادوا الشكوى ولعن الظروف ومن حولهم؟ إن الأمر سهل -فكلما قمت بالتشاكي أوجد لنفسك حلاً لما كنت تشكو منه، وإن لم تجد حلاً، فلا تسمح لنفسك بالشكوى وداوم على ذلك لعدة أسابيع وستتوقف عن الشكوى تلقائياً.
إن الشكوى من الآخرين ولعنهم تكون بلا شك من وراء ظهورهم -وفي المرة التي تجد فيها نفسك راغباً في لعن أحدهم، اذهب وافعل ذلك في وجهه. وإن لم يكن موجوداً بالغرفة فلا تغتبه. إنها قاعدة بسيطة وتؤتى ثمارها. وبعد حين ستتوقف عن تلك العادة البغيضة، وسيكون ذلك صعباً للغاية في الالتزام به إن كنت مستاءً من كل من في المكتب. لكن إن كان لديك ما تقوله في وجه من تقصد (انظر في مقدمة القاعدة الرابعة التي تقول –إن لم تجد ما تقوله فمن الأفضل أن تصمت).