مناصرة ذاتك في علاقاتك العاطفية
قد تظهر مشكلة الحدود في صعوبة إنصاف ذاتك وتایید خياراتك، فلتاخذ على سبيل المثال فيونا، فحينما سالها جوش کیف تريد أن تقضي عيد ميلادها، أخبرته بالحقيقة التي ترغب فيها، هي أن أقصى ماثرید هو قضاء المساء معه فقط في أحد المطاعم الهادئة، وفكرة قضاء وقت سعيد تتمثل لديها في عشاء على ضوء الشموع لهما بمفردهما، وكانت سعادتها غامرة عندما حجز لها طاولة في أحد المطاعم الفاخرة في المدينة ثلاثم بالضبط ماتتمناه.
وعندما حان الوقت للاحتفال، فاجاتهما مجموعة من الأصدقاء مصرين على اصطحاب فيونا وجوش للاحتفال بهذه المناسبة.
سعد جوش بهذه الدعوة وتحدث إلى فيونا بحماس : كم سيكون ذلك رائعة ، بالطبع إنه يوم ميلادك والخيار لك".
شعرت فيونا بخيبة الأمل، وكان قلبها لايزال متعلقا بقضاء هذه اللحظات بمفردها مع جوش، وشعرت وقتها بالضغط عليها لثبدل خطتها وتقضي الليلة معهم. على الرغم من أنها ابتسمت بسعادة، كان ذلك ظاهرية وكانت تصرخ من أعماقها ضيقة، وغاية ما كانت تريد هو أن تلغي خططهم الرامية لقضاء الوقت وسط الضوضاء والصخب، ولكنها عجزت عن النطق بما يجيش بداخله.
وزاد إصرارهم وأخيرا وافقت على ما يريدون بدلا من أن تعبر عما تريد لجوش على انفراد، وقضت الليلة كلها صامتة تلوم نفسها؛ لأنها لم تتمسك برأيها منذ البداية.
وعندما عادا إلى المنزل في هذا المساء، أخذت فيونا تنتقل داخل المنزل بعصبية كطفل يعد العدة للانفجار في نوبة غضب، وسالها جوش عن سبب تلك الموجة العارمة، وقتها انفجرت في إلقاء الاتهامات بعدم مراعاة شعورها، وكيف قضت الليلة في تعاسة وأنه لم يلاحظ مدى حزنها وأخبرته عن استيائها من أنه كان السبب في جعلها تعيسة في مثل هذا اليوم، لعدم شعوره بها، وذهبا إلى الفراش يشعر كل منهما أنه أضاع لحظة هامة في حياتهما.
وتطلب الأمر منها أسابيع لتصفح عن نفسها، لأنها لم تتمسك برأيها وتؤيد ماترید، وأخيرا اعتذرت لجوش موافقة على أنها عرفت أنه لم يكن متوقعا أن يترأ أفكارها ومايجيش بداخلها، ولم تكن مسؤوليته أن يؤيد رغباتها التي لم تؤيدها هي بنفسها، ووعدت جوش وكذلك نفسها بأنها ستبذل قصارى جهدها الثلا ثكرر ماحدث. ومنذ ذلك المساء، لم يعد إنصاف نفسها ومؤازرة ماتختاره مشكلة كبيرة.
تعلم دروس الحياة من علاقاتك العاطفية:
إن علاقاتك هي بمثابة متجر للحياة يعلمك كيفية التعامل مع الآخرين في الوقت الذي تتعامل فيه بالفعل مع الآخرين. إن متجر الحياة متجر لايغلق ليلا أو نهارا على مدار ال24 ساعة كما أنه يحتوي على برنامج مكثف من مهارات التعامل مع الآخرين، وإنك لتعلم من خلال تجربة عدد من الأساليب المختلفة حتى تهتدي إلى أصلحها وأنفعها لك. إن المهارات التي تكتسبها من وراه علاقاتك ومعاملاتك مع الآخرين لتمنحك مستوى راقية من التعامل مع الغير مثبت جدواه ونفعه في إثراء تفاعلك ومعاملاتك مع من يحيطون بك.
إن الوقت لايزال أمامك لتعلم هذه المهارات التقدم لك في صورة دروس الحياة وعبرها، وهناك دروس جوهرية نتعلمها جميعا في مرحلة ما من حياتنا إذا ما وقعنا في الحب، ومن بينها المشاركة والصبر والعرفان بالجميل وتقبل اخطاء شريكك والعفو والصفح عن زلاته. ومن خلال معاملاتك فسوف تظهر مواقف تتطلب منك أن تتعلم هذه الدروس (أو أن تتعلمها من جديد إذا ما دعت الحاجة إلى ذلك).
المشاركة في الحياة الزوجية
من خلال علاقاتك بالآخرين فسوف تجد أنه من الضروري أن تتعلم درس المشاركة الفعالة، فبدون المشاركة نجد أن هذه العلاقة ماهي إلا اجتماع بين اثنين منفصلين ينشد كل منهما صالحه الخاص، فالمشاركة في جوهر روح الفريق وأسلوب عمله. وسيحتاج كل فرد إلى أن يتعلم المشاركة وأن يتذكرها إذا مادعته نفسه إلى الانعزال وذلك لكي تضمن أن تستمر روح الجماعة.
إن أي علاقة حب تعني أن تشارك من تحب جسديا وروحيا وأن تشاركه أفكاره ووقته وممتلكاته الشخصية، ولتأخذ مريام على سبيل المثال. فقبل أن تقابل لوید بوقت طويل مارست مريام فن الاكتفاء الذاتي بكفاءة، فلقد كانت تكسب أموالا كثيرة فاشترت منزلها وسيارتها وكل المستلزمات التي كانت تريدها وكانت لا تواجه صعابا في حياتها، وكانت قضيتها هي إشراك صديقها لويد في حياتها وممتلكاتها.
ولقد كان لويد ذا قلب طيب معطاء عطوفا وكان يعمل على إسعاد مريام ولكنه اندهش حين رأى أن مریام تعتبر مالها يخصها وحدها وأنها لاتعتزم إشراك لويد في حياتها وممتلكاتها، فقد كانت ترفض أن يقود لويد سيارتها أو أن يستخدم الحاسب الآلي الخاص بها، كما رفضت التماسه أن يقيم في منزلها أثناء قيامها برحلة عمل بالخارج، لكونه يعيد طلاء منزله، وكان كلما عرض عليها المساعدة في أن ينقل معها شيئا ثقيلا أو القيام بأي عمل آخر أصرت على أنها تستطيع القيام به وحدها؛ فقد كانت تأبی أن يشاركها لويد في أفكارها أو أن يقلق عليها وعلى أعمالها معللة أن هذه أشياء لادخل له بها. وكلما زادت قسوة مريام بعد لويد عن نطاق مشارکتها والانسجام معها.
وذات يوم بعدما رفضت السماح له باستخدام كوبها الفضل الذي تتناول فيه القهوة سألها لويد إذا ما كانت ترغب جديا في إقامة علاقة حب مه فاجابت على الفور: "بالطبع أرغب، إنني أحبك".
فأجاب لوید بلطف : "فلتسمحي لي بالدخول في حياتك. دعيني أشاركك حياتك وأفكارك ومشاعرك وكوب قهوتك، ولتكفي عن معاملتی کشخص غریب عليك".
ولقد فتحت كلمات لوید عینی مریام على سلوكها الذي كانت تتبعه وبدأت ترى كيف كانت تعامله وأدركت أنها كانت في حاجة إلى أن تفتح أبواب حياتها أمام الرجل الذي تحب. لقد كانت في حاجة إلى أن تدرك أن لوید لن يستغلها ولقد أدركت أنها بإشراكها محبوبها في حياتها وممتلكاتها فإن عليها أن تمنح محبوبها أكثر من مفاتيح سيارتها وأكواب قهوتها، عليها أن تمنحه ثقتها. لم يكن الأمر هينا عليها ولكنها أعادت تدريب نفسها وتعلمت كيفية المشاركة والتفاعل.