يتعلق بهذا
ما الذي نعنيه بالحديث الجيد؟ هل تظن أنني أقترح عليك أن تتحدث بلكنة إذاعية جهورية تغير فيها من مخارج حروف الكلام؟ كلا بالطبع. فما عليك أن تغير من لكنتك المحلية، وهذه ليست المشكلة. لكن انظر معي إلى السبب الذي يجعلنا نتحدث -إنها الحاجة إلى التواصل: فالحديث الجيد يعني إبداء المعلومات بشكل واضح وفعال. لا يهم كيف تتحدث، لكن المهم هو أن تتحدث بضوج. ولكي تتحدث بوضوح عليك أن تتجنب ما يأتي:
- المغمة -وذلك للأسباب السالف ذكرها، وهي عدم القدرة على سماعك أو فهمك.
- التحدث بنعومة وهدوء مفرطين -لأن هذا أيضاً قد لا يُسمع الآخرين كلامك.
- الرطانة -فهي لا تبدو واضحة لغير العاملين في قسمك، أومَنْ هم خارج دائرة خبراتك.
- أي أسلوب حديث يضعك ضمن مجموعة محددة أو طبقة اجتماعية محددة -كالشباب (الذين يميلون لاستخدام آخر المصطلحات العامية والمختصرات)، أو المتطرفين السياسيين (الذين يتطرفون في أي شيء، أو الذين يجن جنونهم عند الخوض في حديث سياسي، أو أنصار البيئة، أو النباتيين) أو أن تبدو منتمياً لأي نظام اجتماعي (كأن تكون لكنة إذاعية، أو فقيرة، أو محلية).
والتحدث السيئ -هو أن تستخدم كلمة " قليل "، حين تقصد كلمة " أقل من " أو ما شابه ذلك. وإذا لم تكن تدري الفارق في أمور كهذه فلك أن تستخدم أحد كتب القواعد وتتعلم تلك الأمور عن ظهر قلب. لا تستخدم عبارات أو جملاً متكلفة أثناء حديثك ". ودائماً لا تنس إنهاء جملك.
وهناك مفاتيح من خلالها تدرك شكل الكلام الجيد، وهي أن يكون الكلام: -
- جذابأ.
- واضحاً.
- سلساً.
- بسيطاً.
وهذا كل ما تحتاج لمعرفته في هذا الأمر. فإذا طبعت كلامك بهذه الصفات الأربع فلن تخطئ، وسيتذكر الناس كلامك ويستمعون إليه بوضوح وجاذبية. والتحدث بشكل جيد يحدث أثراً. فلو تحدثت بشكل مترهل ومتقطع فسيفترض سامعوك أنك غير واثق في نفسك! وهذا يضعك في دائرة النسيان سريعاً. لكنك إذا سرت بثقة وأعلنت اسمك بوضوح سيفترض سامعوك أنك تعلم إلى أين أنت ذاهب، ومَنْ أنت، وماذا تريد، وهذا يجعلك محل التذكر الدائم. إذن فلتتحدث ببساطة. ولتذكر بشكل مباشر ما تريد قوله، ولا شيء غير ذلك.