الحياة صعبة. والقاعدة هي أن تشكر الله، إنها كذلك. لو كان الأمر كله هينا وسهلاً لما كنا قد اختبرنا، وابتلينا وقذفنا في بوتقة الحياة، لم نكن لنكبر أو نتعلم أو نتغير أو نُمنح فرصاً لكي نسمو على أنفسنا. لو كانت الحياة سلسلة من الأيام الحلوة لكنا قد سئمنا. لو لم يكن هناك مطر لما شعرنا بسعادة غامرة عند توقف المطر أخيراً حتى يتسنى لنا الذهاب إلى الشاطئ. لو كانت كل الأمور سهلة لما اكتسبنا القوة.
إذن، عليك أن تكون شاكراً، لأنك تعترك الحياة في بعض الأوقات، وعليك أن تدرك أن السمكة الميتة فقط هي التي تسبح مع التيار. أما بالنسبة للباقين منا فسوف تكون هناك دائماً أوقات من النضال والكفاح المحتدم. سوف يُفرض علينا أن نواجه الشلالات والفيضانات العاتية. ولكن ليس أمامنا خيار. يجب أن نواصل السباحة وإلا فسوف نُسحق. وكل دفعة بذيولنا وكل حركة بزعانفنا سوف تجعلنا أكثر قوة ولياقة وسعادة ومرحاً.
هناك إحصائية ترى بأن التقاعد فكرة سيئة بالنسبة للرجل. الكثير من الرجال يموتون في غضون فترة قصيرة نسبياً بعد التقاعد. لقد كفّ هؤلاء الرجال عن السباحة ضد التيار وسحقوا. واصلي سباحتك، أيتها السمكة الصغيرة، واصلي سباحتك.
حاول أن تنظر إلى كل فشل على أنه فرصة للتحسن. إن كل فشل سوف يجعلك أكثر قوة، وليس أكثر ضعفاً. أنت لن تحمل العبء إلا الذي تقوى على حمله – بالرغم من أنني أقدر هذا في بعض الأوقات إلا أنني أشعر أحياناً أن الحمل يفوق قدرتي. وبالطبع الصراع لا يعرف حدا، ولكن هناك أوقاتاً مستقطعة، هناك مناطق استراحة خلفية يمكنك أن تستريح فيها لفترة، وتستمتع باللحظة قبل أن تلقي نفسك
ثانية لمواجهة المزيد من العوائق. وهذه هي الحياة. هذا هو مغزاها، إنها سلسلة من الصراعات والاستراحات. ومهما كان الوضع الذي تجد نفسك فيه الآن، فإنه سوف يتغير. إذن أين أنت الآن هل أنت في صراع؟ أم في استراحة؟ هل تمطر، أم أنك بصدد الذهاب إلى الشاطئ؟ هل تتعلم أم تستمتع؟ هل أنت سمكة ميتة أم أنك سمكة سالمون صحيحة؟