فهرس

 

 

 

 

 

مشكلة الخوف في الحياة الزوجية:

الخوف ماهو إلا انعدام الثقة، فعندما يكون هناك شعور بالخوف ينتاب علاقة ما، فإن أ الثقة في هذه العلاقة تختفي؛ حيث إنه لايمكن أن يجتمع الخوف مع الثقة جنبا إلى جنب، وبما أن الثقة ضرورة لاغنى عنها بين الطرفين، فينبغي عليك إذن التعرف على ما بداخلك من مخاوف بشأن اتخاذ شريكة لك، ثم التحرر منها حتى تستطيع التواصل معها بلا أي تحفظات او تردد.

وغالبا ما تكون المخاوف التي تنشا في أي علاقة نابعة من فكرة التقارب، فالاتصال بشخص ما هو الاقتراب منه بشكل كافر مع الاحتفاظ بمسافة كافية بينكما من أجل الإبقاء على شخصيتك المستقلة، ولك أن تتخيل ذلك الأمر كما يحدث في احتياجاتك المادية، فإنك ستجد حتما صعوبة كبيرة في سماع شخص ما يقف بعيدا عنك بمسافة كبيرة جدًا، وبالتأكيد فقد تشعر أنكما منفصلان بشكل ما، وعلى العكس من ذلك، إذا كان ذلك الشخص شدید الاقتراب فقد تشعر بعدم الارتياح، وتتمنى لو يتراجع خطوة إلى الوراء تاركًا لك مساحة كافية. ولاتؤدى أي من هاتين الحالتين إلى علاقات سوية.

كذلك الحال مع عملية التآلف، فالقدر المطلوب والتوازن المريح بین الاقتراب أو الابتعاد يمكن أن يكون خادعة، وقد يؤدي إلى الشعور بالخوف من احتمال الهجر أو الوقوع في شرك لايمكن الخروج منه، ويعتبر الخوف من هجر أحد الطرفين أو الحالة العكسية له وهي التلاصق الشديد، من أكثر أسباب مشاكل الثقة في علاقات الحب شيوعا.

لو أن الهجر هو مشكلتك، فقد تجد نفسك وقد ارتبطت بعلاقات ضعيفة مهددة دائما بالانتهاء، وهنا ستنتظر حتى تنقطع آخر الخيوط لتتخذ القرار بالتحرك في أي الاتجاهين، إما التعلق بشريكك، وهذا التصرف عادة مايؤدی به إلى الابتعاد عنك، وإما أن تتركه أنت أولا وذلك حتى تتفادى الانفصال الذي تتوقع أن يحدث حتما. وفي أي الحالتين يصدق توقعك بأنك ستترك وحيداً.

وغالبًا ماتنبع مشاكل الانفصال من الطفولة. فقد يحدث أن يتسبب فيها بقاؤك وحيدا في غرفة نومك دون أن يلتفت إليك من يقوم على رعايتك ، ويتخلى عنك حينما تكون في أمس الحاجة إليه، فإذا كنت تعتقد أنك غير محبوب بالقدر الذي يجعل شخصا ما يبقى إلى جوارك، فسيكون الدرس الذي تتعلمه هو أن هناك من يمكنه أن يحبك ويبقى معك، وسوف يساعد هذا الاعتقاد على تغيير ماينشأ لديك من توقعات وبالتالي ستتغير النتائج التي تواجهها وسوف يطفو هذا الدرس إلى السطح في علاقاتك مرة بعد أخرى حتی تشفى تماما من هذا الاعتقاد الذي يعد سببا أساسيا للخوف.

أما إذا كان التلاحم الشديد مو مشكلتك، فسوف تشعر بالاختناق عندما يفرط شخص في الاقتراب منك للغاية.

والتلاحم الذي يعد نقيضا للهجر، هو خوفك ألا تحظى أبدا بالمسافة الكافية لخصوصيتك، ويمكن أن تنبع مخاوف التلاحم من النشاة في مناخ مسيطر أو مناخ لاتنعم فيه بخصوصيتك أو مساحتك أو وقتك الكافي بمفردك.

وقد كان بيتر يعاني من خوف شديد من التلاحم، ذلك لأن والدته قد سيطرت أثناء طفولته على كل شؤون حياته بدءا من طعامه إلى جواربه، وبالتالي فقد وجد نفسه في كل مرة يقترب فيها من شخص ما يعاني من مشاعر الخوف القديم (عقدة التلاحم).

لذا فلم يكن غريبا أن تنجذب إليه سوزان التي كانت مسيطرة بشكل زائد وقامت بنفس الدور القديم الذي كانت تقوم به أمه، وقد كان قيام سوزان بتبديد جميع تفاصيل حياته بدءا من اختيار ملابسه إلى المجلة التي يشترك فيها شيئا مألوفا له، ولكن في الوقت نفسه بدأت تنتابه مشاعر الخوف من جديد وكعادته دائما ترك بيتر الموقف يتدهور إلى أن عجز عن تحمله، وهرب.

والدرس الذي ينبغي عليك تعلمه من التلاحم الشديد هو أن تتغلب على الشعور بالخوف وأن تواجهه حتى في الأوقات التي يبدو فيها هذا الشعور خانقا، وسبيلك إلى تعلم هذا الدرس هو أن تتبع وتحدد بدقة مصدر هذا الشعور الذي ينبع من داخلك ثم تقرر بعد ذلك ماهو الإجراء الذي تحتاج إلى اتخاذه.

مشكلة حب السيطرة في الحياة الزوجية:

من شأن السيطرة أن تعوق عملية تدفق الطاقة بين شريكين ، إذا كان أحد الشريكين شخصأ مسيطرًا، فلن يتمكن من الاشتراك في عملية الأخذ والعطاء التي تكمن في جوهر العلاقة الحقيقية الأصيلة، لأنه سيرى ضرورة أن يكون هو المسيطر على مقاليد الأمور، والعلاقة الأصيلة تتطلب أن يخضع كلا الطرفين إما پریده کلاهما، ككيان متحد، وليس لما يريده أحدهما بعيدا عن الآخر، والسيطرة تمنع ذلك الكيان الثنائي من التحول إلى كيان قوی صلب.

كان ميتش يعاني من السيطرة، ولم يدرك هذا الأمر إلا عندما وجهته "هوب" إلى ذلك. لقد كان ميتش بحاجة دائما إلى أن يشعر بأنه يتولى زمام الأمور، وأن يضع الخطط، ويحدد متى يقابل هوب وماهي الفترة الزمنية للقاء، وكلما تقدمت موب باي اقتراح، تقدم میتش باقتراح آخر يتضمن الذهاب لمكان أكبر، أو أفضل، أو أجمل، أو حتى أغلى. في البداية، كانت موب تشعر بالإطراء لأنها كانت ترى أن ميتش يحاول أن يكون سخيا وكريما معها، لكنها بدأت في النهاية تشعر بأنه يحاول أن يسيطر على علاقتهما وحده، دون أن شركها في شئ.

وبطبيعة الحال، اضطرت هوب إلى أن تلفت انتباه میتش لهذا الأسلوب. في بداية الأمر دافع میتش عن نفسه، ورد عنه "اتهام" هوب له بالسيطرة والتحكم، لكن بعد أن سردت هوب كل المواقف والأمثلة التي تؤكد میله الدائم للتحكم في مجرى الأمور لتحقيق أهوائه ورغباته الشخصية، بدأ ميتش في تفهم وجهة نظر موب.

وأوضحت هوب لشريكها كيف أن تصرفاته جعلتها تشعر بانعدام قيمتها، مما أدى به في النهاية لإدراك أنه كان يجرح المرأة التي أحبها، واندهش من قسوته، واتفق مع هوب على أن يعالج هذه المشكلة بداخله أولا، ثم معها هی.

وعلى الرغم من أن هذه المشكلة ظلت لفترة طويلة سببا في التفاوض والنقاش، بل والخلاف أحيانا بينهما، فقد تعلم ميتش من واقع ارتباطه بهوب كيف يتصرف باسلوب جديد ومختلف عن ذي قبل. الآن، عندما تقترح هوب اقتراحة، يمنع نفسه من محاولة تغيير اقتراحها، وينسی رغبته المستميتة في أن تسير الأمور وفقا لهواه كما كان يحدث دائما، ومنذ فترة قصيرة، هاتفتني هوب کی خبرني بأن ميتش وافق على الخروج معها لنزهة نهاية الأسبوع التي خططت لها بنفسها دون مشاركته.

إذا كانت السيطرة هي مشكلتك، فلابد أن تتعلم كيف تتخلص من طبعك العنيد هذا، قد يكون ارتباطك بامرأة تحبها هو الفرصة المناسبة للتخلص من هذا الطبع، فما من حدث آخر في حياتك يستحق منك أن تشارك في عملية القيادة والتوجيه.

وضع الحدود بين الزوجين

وضعك لحدود بينك وبين شريكتك هو أحد أهم المشكلات التي يمكن أن تواجهك في ارتباطك، والحدود تعني أن تحدد من أنت، وماذا تريد أن تفعل، وما الذي لا تريد أن تفعله، لكنك حينما تندمج في هوى إحداهن، ستذوب معك تلك الحدود والفواصل، وعندما تذوب هذه الفواصل، ستنعدم قدرتك على تحديد ما إذا كان يتعين عليك ترك هذا الارتباط لشخص آخر أو الاستمرار فيه.

اللا حدود بين الزوجين

إذا كنت تعاني من مشكلة بالنسبة للحدود، فلابد أنك تستمتع بالأمر. "جونی"، على سبيل المثال، ظلت تعانى طوال حياتها من هذه المشكلة، فقد كانت تشجع الآخرين علانية على استباحة حدودها من خلال التطوع دائما البذل وقتها وجهدها من أجل الآخرين. فقد أرادت جوني أن تكون ودودة ومتساهلة مع الآخرين، لكن دائما ماكان ينتهي بها الأمر إلى الإحساس بالمبالغة والامتعاض.

عندما كانت تقول لشخص ما: "اتصل بي دائما كلما احتجت لى"، كانت تحدث نفسها قائلة: "يا إلهي! إني متعبة للغاية، كم أريد أن يتوقف الجميع عن الاتصال بي وطلب خدمات مني". لقد كانت جونی تفعل ذلك بدافع طبيعتها السخية المعطاءة ، لكنها كثيرًا ما كانت تشعر بأنها موضع استغلال من الآخرين.

وحينما قابلت جونی ستیوارت بدأت على الفور في نكران ذاتها كعادتها، ووافقت أن تقابل ستيوارت وقتما يقترح وعادة ما كانت تلغي خططها المعدة من قبل لتوفق أوضاعها معه، وكانت تسارع بالمجاملات والأشياء اللطيفة كان تلتقط قطته لتحملها وترعاها إذا كان منهكا في عمله، أو تبحث له عن رباط عنق مناسب للسترة التي يرتديها، وعندما أراد ستيوارت أن یکتب طلبا ليقدمه كمرض لوظيفة، قدمت جوني المساعدة واستغلت مهاراتها الكتابية في إتمام نسبة كبيرة ما يريد، فقد عشقت ستيوارت وكانت سعيدة جدا بتقديم كل ماتملك بل وبتقديم ذاتها بقدر المستطاع لإسعاده.

وبعد فترة من الزمن، اعتاد ستیوارت هذا النوع من الاهتمام وأصبح يتوقعه من جوني، وبمرور الأشهر، بدأت جوني في الشعور بالضيق وثقل حمل مايطلبه ستيوارت منها، فقد فضلت حاجاته على حاجاتها ورغباتها، ولم يمد لديها متسع من الوقت تقضيه لذاتها، أخذت شيئا فشيئا تشعر بالإحباط والاستياء فمرة أخرى تجد نفسها في موقف يستغلها فيه غيرها، وهي الشخص الوحيد المتسبب في ذلك.

وكان الدرس الذي تعلمته جونی من ذلك هو أن تعرف حدودها، فقد أرادت أن تتعلم مدى ماتريد تقديمه لشخص آخر بحيث تتمكن من إيقاف حلقة إيثار الآخرين، ومايترتب عليه من الشعور بالإحباط والاستياء، وعلى الرغم من أن عروضها السخية كانت تنبع أساسا من طيبتها، أرادت أن تدرك الوقت الذي تتعدى فيه حدودها وأن تدرك كيف تفيد ذاتها وتمنعها من ذلك.