في كل يوم من أيام حياتنا نواجه سيلاً هائلاً من الاختيارات. وكل اختيار من هذه الاختيارات يفرض علينا لا محالة أن نتخذ إما جانب الملائكة أو جانب الوحوش. إلى أي الفريقين سوف تنتمي؟ أم أنك لم تدرك بعد ما يجري؟ دعني أشرح لك. كل تصرف نتخذه يؤثر على أسرتنا، والناس من حولنا، والمجتمع والعالم بشكل عام وهذا التأثير يمكن أن يكون إيجابياً أو مدمراً، وهو عادة ما يكون اختيارنا. وأحياناً قد يكون هذا الاختيار صعباً. وأحياناً تجد نفسك ممزقاً بين ما تريد عمله وما يناسب الآخرين، أي بين الإشباع الشخصي ومصلحة الجماعة.
انظر، لا يزعم أحد أن هذا سهل. كما أن اتخاذك قراراً بأن تتخذ جانب الملائكة سوف يبدو صعباً في معظم الأحول. ولكنك إن أردت لنفسك النجاح في الحياة – وأنا أقيس النجاح بمدى قدرتنا على توليد الإشباع الذاتي والسعادة والرضا – فيجب أن نحرص على أداء ذلك.
يمكن أن يكون هذا هو الهدف الذي تكرس حياتنا من أجله – أن نسلك درب الملائكة وليس الوحوش.
إن كنت تريد أن تعرف الاختيار الذي أقدمت عليه بالفعل، فإن عليك أن تجري اختباراً سريعاً لما سوف يعتريك من مشاعر. إن قطع أحدهم عليك الطريق في ذروة ازدحام المواصلات، أو عندما تكون في عجلة، ويستوقفك شخص لكي تدله على الطريق، أو إن كان لديك ابن مراهق سقط في قبضة الشرطة، أو إن أقرضت أحد أصدقائك مالا وعجز عن السداد، أو نهرك رئيسك في العمل، ونعتك بالأحمق أمام كل زملائك في العمل، أو بدأ أحد الجيران في التعدي على ممتلكاتك، أو ضربت إصبعك بالمطرقة. أو، أو، أو، كما قلت، إنه اختيار يجب أن تجريه على أساس يومي، يجب أن تجريه كثيراً. وهو يجب أن يكون خياراً مقصوداً، لكي يكون فعالاً.
والآن، فإن مكمن المشكلة هو أن أحداً لن يخبرك تحديداً بما تعنيه كلمة "ملاك" أو "وحش". كيف ستحدد أنت ملامح كل منهما؟ ولكن اهدأ، إن الأمر ليس بهذه الصعوبة. فأنا أرى أن الأمر سوف يبدو واضحاً من تلقاء نفسه. هل تجرح أو تعوق؟ هل أنت جزء من المشكلة أم الحل؟ هل ستصبح الأشياء أفضل، أو أكثر سوءاً عندما تُقْدم على فعل ما؟ عليك أن تقدم على هذا الاختيار بنفسك.
إن تفسيرك للملاك والوحش هو الذي يهم. ليس هناك أي معنى في أن تخبر أي شخص آخر بأنه يتخذ جانب الوحوش، لأنه قد يملك تعريفاً مختلفاً تماماً. إن ما يقدم عليه أي شخص آخر هو اختيار هذا الشخص الآخر، وهو لن يشكرك على اعتراضك عليه. يمكنك بالطبع أن تراقب بشكل موضوعي غير شخصي، يمكنك أن تراقب وتفكر في نفسك: "كان لا يمكن أن أفعل ما فعله" أو "أعتقد أنه اختار أن يكون ملاكاً" أو حتى "يا إلهي، يا له من وحش!". ولكن عليك ألا تتفوه بكلمة.