بمجرد أن تكتسب فكراً متبلوراً جامداً مهيكلاً تكون قد خسرت معركتك، وبمجرد أن تفكر أنك تملك كل الإجابات فسوف تكف عن الحركة، وعندما تستقر على طرق ثابتة تكون بالفعل قد أصبحت جزءاً من التاريخ.
لكي تحصد معظم مكاسب الحياة عليك ان تبقى كل الخيارات مفتوحة ومتاحة أمامك. عليك أن تبقى على مرونة فكرك وحياتك. يجب أن تكون مستعداً للانحناء عند هبوب العاصفة ـــــ وأقسم إنها دائماً ما تهب عندما تكون في أقل الأوقات استعداداً لها. في اللحظة التي تقرر فيها أن تتبنى نمطاً مستقراً تكون قد حكمت على نفسك بالسقوط على جانب الطريق، قد تكون بحاجة لأن تختبر تفكيرك بمنتهى الدقة لكي تدرك ما أعنيه. إن التفكير المرن هو أشبه ما يكون بالفنون الحربية ـــــ يجب أن تكون على استعداد للانبطاح، والتمايل، والمراوغة، والانسلال. حاول أن تنظر إلى الحياة ليس باعتبارها عدواً ولكن على أنها صديق مشاكس. إن كنت مرناً فسوف تشعر بالمرح. أما إن بقيت جامداً في قوالب ثابتة فسوف تسقط في الحال
كلنا نملك أنماطاً ثابتة في حياتنا. نحن نحب أن نصف أنفسنا بأننا كذا أو كذا، كما أننا نفخر بآرائنا ومعتقداتنا. كلنا نحب أن نقرأ صحفاً معينة، ونشاهد برامج تلفزيونية معينة أو أفلاماً معينة، ونذهب إلى نفس المحلات في كل مرة، ونتناول نفس الطعام الذي يناسبنا، ونرتدي نفس نوعية الملابس. لا بأس بكل هذا. ولكننا إن حرمنا أنفسنا من كل الاحتمالات الأخرى؛ فسوف نشعر بالملل والجمود والقسوة، ومن ثم سوف يَسْهُلُ النيل ُ منا.
يجب أن ترى الحياة على أنها سلسلة من المغامرات. يجب أن تنظر إلى كل مغامرة على أنها فرصة للاستماع، وتعلم شيء ما واكتشاف العالم، وتوسيع دائرة خبراتك وأصدقائك وتعميق آفاقك. إن تجنب المغامرة يعني تهميش نفسك.
في الثانية التي تُمْنَحُ فيها فرصة للمغامرة؛ أو فرصة لتغيير طريقة تفكيرك، والخروج خارج دائرة نفسك؛ اقتنص اللحظة، وراقب النتيجة. إن كانت هذه الفكرة تخيفك؛ فتذكر أنه يمكنك دائماً أن تعاود أدراجك داخل قوقعتك إن شعرت برغبة في ذلك.
ولكن حتى الموافقة على الانخراط في كل مغامرة قد ينافي القاعدة؛ لأنه سوف يكون بمثابة فقد المرونة. إن المفكر المرن الحق هو الذي يعرف متى يقول "لا" ومتى يقول "نعم".
إن كنت تريد أن تعرف مدى مرونة تفكيرك؛ إليك اختبارين. هل كتبك التي تضعها بجوار فراشك من نفس النوع الذي اعتدت دائماً على قراءته؟ هل سمعت نفسك من قبل تقول عبارة شبيهة بالعبارات التالية: "أنا لم أعرف أشخاصاً من هذا القبيل من قبل "أو" أنا لا أذهب إلى مثل هذه الأماكن؟" إن كان الحال كذلك فربما يكون قد حان وقت توسيع قدراتك العقلية، وإضفاء المرونة على فكرك.