الكل يقترف أخطاء، وأحياناً تكون هذه الأخطاء أكثر خطورة. وفي الغالب، تكون هذه الأخطاء عادة غير متعمدة أو شخصية. وأحياناً قد لا يعي الشخص ما يفعله. هذا يعني أنه إذا أساء الأشخاص التصرف مع شخص ما، فهذا لا يعني بالضرورة ان الخطأ كان مقصوداً؛ ولكنه كان نابعاً من السذاجة، أو الحماقة، أو أي إنهاء علاقتهم بك، أو ما شابه؛ ليس لأنهم أرادوا ذلك لكن لأنهم لم يعرفوا طريقاً آخر.
إن كنت تريد أن تتخلص من كل مشاعر الاستياء والندم والغضب فإنه يمكنك أن تقبل بأنك كائن بشري رائع بسبب كل الأشياء السيئة التي حدثت لك. إن ما وقع قد وقع، ويجب عليك أن تتكيف معه. لا تنعت الأشياء بــــ "جيد" أو "سيء". نعم؛ اعلم أن هناك بعض الأشياء التي تكون بالطبع سيئة، ولكن الطريقة التي نسمح فيها للأشياء بان تؤثر علينا هي الــ "السيئة". يمكنك ان تتحرر من كل هذه الأشياء؛ يمكنك أن تجتر هذا السوء بداخلك، وكأنه حامض نفسي مُرٌّ يشعرك بالمرض والاستياء، ولكنك بدلاً من ذلك سوف تتحرر من الشعور بالاستياء وتحتوي هذا الــ "سوء" باعتباره تجربة إيجابية وليست سلبية.
لقد عانيت ــــ نظرياً ـــــ من طفولة بائسة معوقة، وقد شعرت بالاستياء بالفعل لفترة من الوقت. كنت القى اللوم في تنشئتي الغريبة على كل ما هو ضعيف، أو مفتقد للروحانية أو سيء بداخلي، ومن السهل جداً أن أفعل هذا. ولكنني بمجرد أن قبلت أن ما حدث قد حدث، وأنه بوسعي أن أتسامح، وأمضي قدماً في حياتي؛ تحسن كل شيء بشكل كبير. وقد اختار واحداً من أشقائي على الأقل ألا يسير في نفس الطريق، وبقى يستجمع مشاعر الاستياء، ويجعلها تتراكم فوق بعضا البعض إلى أن اجتاحته تماماً.
بالنسبة لي كان شيئاً أساسياً ـــــ إن كنت أريد أن أجني المزيد من مباهج حياتي ـــــ أن أحتوي كل الأشياء السيئة باعتبارها جزءاً مهماً مني، ومن المضي قدماً في حياتي. لقد كنت أريد في واقع الأمر أن تكون هذه الأشياء بمثابة وقود مغذٍ لمستقبلي؛ وبمثابة حافز لأن أكون إيجابياً إلى الحد الذي جعلني لا أملك التصور أن أكون أنا بدون هذه الأشياء. أنا الآن إذا حصلت على فرصة الاختيار، فإنني لن أسعى لتغيير شيء في حياتي، نعم؛ عندما أنظر إلى الوراء أشعر كم كنت طفلاً بائساً؛ في ظل تلك الحياة الصعبة التي عشتها؛ ولكن هذه الحياة قد ساعدتني بالقطع، بل وصنعتني.
أعتقد ان الغير قد وقع في نفسي في اللحظة التي أدركت فيها أنه حتى إن استطعت أن أجمع أمامي كل الأشخاص الذين "أخطأوا في حقي" لن يكون بوسعهم فعل شيء لتغيير ما فعلوه. يمكنني أن أصيح فيهم؛ وأن أوبخهم؛ وأن أعاتبهم، ومع ذلك لن يبقى بأيديهم شيء لإصلاح ما فعلوه واقترفوه. أي أن عليهم أيضاً أن يقبلوا بأن ما وقع قد وقع، وليس هناك وسيلة للرجوع إلى الوراء؛ ولكن فقط المضي قدماً. ليكن هذا شعاراً في حياتك؛ واصل تحركك نحو الأمام.