ذات مرة كنت بصدد الحديث إلى مجموعة كبيرة من سيدات الأعمال عن موضوع ضغوط الإدارة، وبينما كنت سائراً إلى المقدمة حتى أبدأ حديثي لاحظت عدم وجود منصة للقراءة، ولا مكان للوقوف. وكان هناك مكتب وكرسي خلفه. فإذا ما قررت الجلوس على هذه الهيئة فلن أستطيع رؤبة أحد ممن لا يجلس في الصف الأمامي، ويبدو الأمر نمطيا تمامأ. ولو قررت الوقوف في المكان ذاته واضعاً يدي خلف ظهري سأبدو كالأمير فيليب وهو يلقي توجيهات لطاقم القصر، وكان أيضاً بإمكاني الوقوف ويداي إلى جواري مطأطئا رأسي كتلميذ مدرسة مرتبك، ولكني كنت بصدد الحديث عن المضغط وكيفية إدارته، فكنت بحاجة إلى أن أبدو مسترخياً وهادئاً حتى أكون نموذجاً لما أحدث جمهوري عنه، فيكون قولي متطابقاً وفعلياً.
وقد قمت بحل هذا الموقف من خلال جلوسي على حافة المكتب. فأمكنني ذلك من تحريك قدمي والميل للخلف، وللأمام، فقد كانت حركتي حرة تماماً. وبعد عدة سنوات قابلت إحدى السيدات ممن كن في تلك المحاضرة، وقالت إنها لا تذكر شيئاً مما قلته لكنها ظلت مأخوذة بقدر الاسترخاء الذي كنت عليه، وبالطريقة التي قفزت بها منهياً كلمتي ومتوجهاً إلى التقاط الصور مع مصوري الصحافة المحلية. ورغم أنني لا أذكر هذا جيداً إلا أنها قالت إنني بدوت واثقاً، مسترخياً، وممتلئاً بالحيوية.
وهذا هو ما تهدف له. حين تدخل إلى مكتبك كل صباح لابد أن تحافظ على إظهار حيوية خطوتك. بينما يظهر الآخرون حين وصولهم إلى العمل وكأنهم تائهون، أو كما لو كانوا قد نهشوا من فراشهم للتو، أو كمن أنهكتهم ساعات العمل الطويلة، أما أنت فستقبل على عملك منشرحاً وممتلئاً بالحيوية، ومستعداً ليوم عمل أقل من أن يرهقك. أو أنه لا شيء على الإطلاق ٠ فلتمش بشكل أقرب للسرعة من الإبطاء والسرعة هنا تعني المهارة الطاقة، اليقظة، الحيوية والاستعداد لتحديات يوم العمل.
لكن لا يجب أن تكون سريعاً أكثر من اللازم، وإلا بدوت وكأنك في عجلة من الأمر. وأنت في حاجة لأن بدو في غاية التحكم والسلاسة -لست متعجلاً ولا كسولاً أو مهزوماً. إنك في حاجة لأن يراك الآخرون مشرقاً، بشوشاً، وممتلئاً بالحيوية والحماسة