إن حسن الملبس يعنى أن يكون ملبسك جيدا. فليس هناك أي تبرير منطقي لأن يكون ملبسك سيئأ أو غير مهندم أو أن تكون مهملاً في ارتدائك للملابس.
وأنا آسف، فهذه القاعدة ضرورية جداً ويجب الالتزام بها. فليس هناك من أيام يمكن إلغاب هذه القاعدة فيها، أو أعذار يمكن الاعتذار بها، لن أقبل أي عذر يمكن تقديمه، فالملبس الجيد هو أكثر ما يلاحظ عليك. فإذا تخليت عن حرصك للحظة، فلن يُنسى لك هذا. وعلى الجانب الآخر، من السهل أن تتخلى عن هذه القاعدة وتظل على حالك دون ترقية ودون نجاح لأنك يوم أن تتخلى عن هذا الالتزام فلن تستطيع التمكن منه مرة أخرى.
إذن ما الذي نعنيه باللباس الجيد؟ نعنى ببساطة أن يكون لباس الرجل مثلا: حلة وياقة ورابطة عنق وحذاء جلدي لامع. وبالنسبة للنساء قد يكون اللباس حلة عمل مكونة من قطعتين وجوارب أنيقة وحذاء ذي كعب عال. على الجانب الآخر قد تضطر إلى ارتداء ملابس فضفاضة غير إذا كان ذلك هو زيها الأساسي، انظر القاعدة (٣-٦).
وإذا كنت في شك مما يجب عليك عمله في هذا الصدد، فاحرص على هذه اللاءات الأربع:
- لا للملابس الرياضية.
- لا للجينز.
- لا للقمصان الصيفية.
- لا لملابس الفلكرون، أو منسوجات النيلون أو الملابس المغالى في صنعها، أو متابعة الموضات الحديثة، أو الملابس المكتوب عليها عبارات غريبة، أو المغالاة في الملبس.
لقد لاحظت شاباً وهو يأتي إلى العمل كل يوم. وقد كان الشاب ذا كفاءة، وخبرة، وذكاء وسرعة وأمانة، كما أنه كان موضع ثقة. لكنه لم يكن يحصل على ترقياته، فلماذا؟ لأنه كان يتجاهل القاعدة (٢ -١)، نعم، لقد كان ملبسه جيدا بالشكل الكافي لكن طريقة وصوله إلى العمل هي السيئة حيث كان يأتي للعمل راكباً دراجة نارية وليس في ذلك شيء سيئ، فقد كانت توفر ماله، وتنقذه من ازدحام المرور وهذا لطيف، لكن ذلك في الوقت نفسه كان السبب في إعاقته. فحين كان يدخل إلى مكتبه في الصباح مرتديا خوذته الواقية وحلة الدراجة النارية الكاملة ذات اللون البرتقالي، حيث كان ذلك الزي يظهره في الصباح الضبابي ويحميه من الحوادث -لكنه أيضأ يلفت إليه النظر باعتباره مازال شاباً صغيراً. فالمدراء المتوسطون لا يركبون الدراجات النارية. والمدراء التنفيذيون تخلصوا من هذا الهوس بركوب الدرجات البخارية منذ فترات طويلة. ولذا فلن يحصل هذا الشاب على ترقية طالما ظل على حاله كراكب دراجة بأي شكل وعلى أية هيئة. وبمجرد أن نصحته بأن يخلع حلته البرتقالية الخاصة بالدراجة قبل دخوله للمكتب، وأن يدع خوذته في الاستقبال، بدأ طريقه في الصعود على نحو "نارى"، لم يتخل عن دراجته، لكنه أقلع عن الإعلان بأنه مازال صغيراً بما يكفي ليركب دراجة بخارية.